كل عام وأنتم بخير وهنيئاً لكل من وفقه الله سبحانه وتعالي لأداء فريضة الحج هذا العام ووقف علي جبل الرحمة جبل عرفات وشهد هذا اليوم المشهود الذي تنزل عليه الرحمات من قبل المولي عز وجل . هذا اليوم العظيم الذي أكمل الله تعالي علي نبيه محمد صلي الله عليه وسلم دينه الإسلام عندما قال في كتابه العزيز: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً" هذه الآية الكريمة التي نزلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم الجمعة. هذه الرحلة العظيمة التي كتبها الله تعالي لعباده المؤمنين فرصة عظيمة لإحياء روح التضامن والتكافل بكل صوره بين شعوب العالم الإسلامي. كما أنها فرصة كبيرة لتنقية النفوس المريضة بين الناس من الأحقاد والكراهية والظلم. تلك الأمراض التي زادت في هذه الأيام بصورة كبيرة ونتمني من الله تعالي أن ينقيها من نفوس وقلوب أصحابها. رحلة عظيمة فعلاً لأنها مظهر سلام فكل مناسك الحج براهين عملية علي السلام بمفهومه الشامل في الإسلام. فعدم الخصام والجدال والشحناء وعدم الاعتداء علي الصيد والزرع والناس كما قال تعالي : "ومن دخله كان آمناً" كل هذا يؤكد لأعداء الإسلام أن هذا الدين العظيم جاء بالسلام وأنه دين حب ووفاق حتي مع الآخر لأنه لا يعادي الديانات السماوية الأخري بل يحترمها ويعترف بها دين سلام وليس إرهاباً كما يزعمون!! أدعو الله تعالي بالقبول لمن دعاه الله تعالي إلي هذه الفريضة العظيمة. كما أدعو الله تعالي لي ولكل من لم يوفق لهذه الرحلة العظيمة أن نقف جميعاً علي عرفات العام القادم حتي يعود كل حاج إلي وطنه مولوداً حديثاً ليس عليه أي ذنب أو خطيئة كما قال نبي الله صلي الله عليه وسلم : "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".. اللهم استجب وتقبل اللهم آمين.