تندرت الأعمال الفنية في السابق من بعض سلوكيات الصعايدة حتي أن الفنان الراحل إسماعيل ياسين جسد دور أحدهم وقد اشتري "التروماي" كما كثرت النكات علي الشراقوة بأنهم "عزموا القطر" رغم ما في هذا من الكرم.. إلا أن الظرف المعاصر جعل المجتمع يشهد واقعاً حياً لما كان يتندر به السابقون فقد اشتري الصعايدة بالفعل قطارا ينطلق بهم صباح يوم الوقفة علي أن يعود مساء يوم 2 نوفمبر.. فما هي قصته؟ أبدي جميع أبناء أسوان ترحيبهم بهذه الخطوة. مشيدين فيها بثورة يناير التي غيرت المفاهيم خاصة لدي المسئولين وجعلتهم أكثر قرباً واستجابة لمطالب الجماهير المشروعة. فيقول بدوي بشير أمين عام جمعية الرغامة البلد في المناسبات الدينية وخاصة العيدين وقبل بدء العام الدراسي تشهد قطارات السكة الحديد زحاما رهيبا يعاني منه كل مسافر لدرجة تجعله يضطر لشراء التذاكر من السوق السوداء بضعف ثمنها. أو الاتفاق مع سيارة ميكروباص لتحمل أهله ومتاعه وفي ذلك من المتاعب ما فيه خاصة في ظل الانفلات الأمني بعد الثورة. قطار "من بابه" يلتقط خيط الحديث علي عثمان- رئيس مجلس إدارة جمعية الرغامة البلد بمنطقة "لعبة" بامبابة- قائلا: كل هذه الظروف دفعتنا للتفكير جديا في تأجير قطار "من بابه" باسم الاتحاد النوعي للجمعيات الأهلية لأبناء أسوانبالقاهرة. خاصة وأنه أمامنا تجربة أشقائنا النوبيين الذين يؤجرون عربة أو اثنتين سنويا في مثل هذه المناسبات أيضا في قطار الاسكندرية- أسوان. فعرضنا الأمر علي الجمعيات والأفراد فكان الترحيب الكبير. فقررنا التوجه إلي إدارة السكة الحديد لتقديم طلب بهذا المعني. وبعد أخذ ورد ومناقشات مستفيضة وافق المسئولون علي تحقيق رغبتنا. ويشير أحمد بدري موسي إلي أن الأسوانية فكروا في هذا الطلب عندما ضاقت بهم السبل وتفشت ظاهرة السوق السوداء مما دفع الكثيرين لتحمل ضعف ثمن التذكرة وأحيانا أكثر حين نضطر للحجز حتي أسيوط أو الأقصر ومن هناك نحجز لأسوان. ويؤكد صلاح أحمد رئيس الاتحاد النوعي أن حجز القطار كاملاً دفع الكثيرين من المتخوفين من الزحام علي التشجع وأخذ أجازات من أعمالهم "للتعييد" في بلدهم ووسط أهلهم. فكل الشكر لمن ساهم في هذا العمل الخيري الاجتماعي. ويري محمد سعيد موسي أن فكرة حجز قطار كامل سيعيد التواصل من جديد بين أبناء أسوان المغتربين وأهلهم بعد أن كانوا يعانون الأمرين في حجز التذاكر. أضف إلي ذلك رخص ثمن تذكرة القطار المحجوز والتي تبلغ 60 جنيها تقريبا للذهاب والعودة في المقابل كان الشخص يتكلف أكثر من 200 جنيه. "عيدية" الهيئة من جانبه يؤكد المهندس جمال سعيد دويدار رئيس مجلس إدارة السكة الحديد للمسافات الطويلة- أن الإدارة رأت من باب التيسير علي المواطنين وتقديم أفضل خدمة لهم أن توافق علي هذا الطلب باعتباره هدية عيد الأضحي أي أنه "عيدية" الهيئة لأبناء أسوان. مشيرا إلي أن الفكرة جيدة وتستحق الدعم لأن أبناء أسوان يعانون كثيرا في سفرهم الطويل خاصة مع ظهور السوق السوداء للتذاكر والتي نحاربها بكل قوتنا ونبحث كل السبل للقضاء عليها. يضيف سيد عيسي مدير المبيعات بالهيئة: اذا كان البعض يتصور ان هذا أفضل لايرادات السكة الحديد فهو مخطيء وكل المسألة أننا نسعي بكل جهدنا لتوفير سبل الراحة للمواطنين كما يريدون وبالتنسيق مع الإدارة التي لن تتأخر علي أي جهة أو أفراد لدعمهم ومساعدتهم علي تحقيق التواصل الاجتماعي والتزاور وصلة الأرحام علي الأقل في المناسبات الدينية والتي يحرص عليها أبناء أسوان المغتربون في القاهرةوالاسكندرية.