يا سيدي يا رسول الله نجدد لك الولاء.. ونجدد لك البيعة.. ونجدد لك المحبة. ونقول لك رغم تقصيرنا في حقك وإسرافنا علي أنفسنا إلا أنك أحب إلينا من أهلنا وأولادنا وأنفسنا والناس أجمعين. ورغم أننا قد لا نستطيع تطبيق ذلك في واقعنا في بعض الأحيان إلا أن هذا الحب العظيم هو ما عقدنا عليه قلوبنا وما استقر في نفوسنا ووجداننا. نعاهدك يا سيدي يا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" ألا ننشغل بالجزئيات عن الكليات.. أو بالفروع دون الأصول.. وألا نحول الخطأ إلي خطيئة.. والصغيرة إلي كبيرة . ونعاهدك يا سيدي يا رسول الله ألا تلهينا المسائل الفرعية عن القضايا المصيرية.. فلا ندع أوقاتنا وجهودنا يأكلها الجدل أو المراء فيما لا طائل من ورائه.. أو الصراع والتشاحن والتنابذ حول مسائل فقهية فرعية اختلف فيها السابقون.. ولا أمل أن يتفق عليها المعاصرون ولا فائدة من حسمها.. أو شغل الأوقات فيما لا فائدة منه في عمل أو إصلاح أو خير . فلن نكون أبداً ممن يسألون عن دم البعوض.. ودم الحسين مراق. أو الذين يتراشقون بالسباب من أجل خلافات فقهية وبلاد المسلمين محتلة أو مهددة بالاحتلال والتقسيم وذوبان الهوية. نعاهدك يا سيدي يا رسول "صلي الله عليه وسلم" أن ندافع عن الإسلام وأوطاننا حتي آخر نفس يخرج من صدورنا.. وأن نضحي من أجلهما بالغالي والرخيص.. والنفس والنفيس. نعاهدك يا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" أن نعطي كل ذي حق حقه.. فلديننا حق علينا.. وكذلك جيراننا ومواطنينا من المسلمين وغير المسلمين. نعاهدك يا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" أن نلتزم بوسطية الإسلام وعدله.. دون إفراط أو تفريط.. أو غلو أو تقصير.. أو زياد أو نقصان. نعاهدك يا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" أن نعيش مع الحق سبحانه بغير نفس.. وأن نعيش مع النفس بغير خلق.. وأن نعيش مع النفس بالمحاسبة والمراقبة. نعاهدك أن نعترف بأخطائنا.. وأن نصحح مسيرتنا باستمرار.. وألا نغضب ممن يسدي لنا نصحاً أو توجيهاً أو نقداً بناءً.. وألا نغضب إلا لديننا وشريعتنا.. وألا نغضب لأنفسنا ما استطعنا إلي ذلك سبيلا. نعاهدك أن نعدل حتي مع خصومنا ومخالفينا.. وأن نعدل حتي مع من يظلمنا.. وأن نعدل مع المسلمين وغير المسلمين.. ومع الصالحين والفاسقين. فبالعدل قامت السماوات والأرض.. وبالعدل وللعدل أنزل الله الكتب وأرسل الرسل.. وإن الله يقيم الجماعة العادلة حتي لو لم تكن مسلمة.. ويزيل الجماعة الظالمة حتي وإن كانت مسلمة. فبالعدل أتيت يا رسول الله.. وبه حكمت وأمرت.. وبه سدت علي العالمين. نعاهدك يا سيدي يا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" أن نمد أيدينا ونفتح قلوبنا لكل من يريد الخير للإسلام والأوطان والمجتمع.. وأن نعاون كل من يحافظ علي بلادنا وأوطاننا ويرعي حرمتها.. ويحافظ علي هويتها ويمنع ذوبان هذه الهوية. نعاهدك يا سيدي يا رسول الله "صلي الله عليه وسلم" أن نتمسك بالدعوة إلي الله كما دعوت بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق.. وأن يكون شعارنا مع العصاة والشاردين. ¢ اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ¢ وأن نحافظ علي طهارة منبرك ودعوتك من الأغراض والأهواء والشهوات والشبهات. وأن تكون دعوتنا للإسلام متجردة لله.. لا ننتظر أجراً من أحد.. وألا نطلب مقابلاً لهذه الدعوة من أحد. وأن يكون شعارنا في دعوتنا. ¢ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي ¢ فالمقياس الحقيقي لقوة الدعوة وقبولها ليس بكثرة كلامها أو علو صوتها ولكن بقدر إخلاصها وتجردها. نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نسعي دائما ً أن نكون دعاة لا قضاة.. ودعاة لا ولاة.. ودعاة لا بغاة. وأن نعمل بالمثل القائل ¢اجنوا العسل ولا تكسروا الخلية ¢ فالداعية العظيم هو الذي يجني العسل بهدوء ورفق.. دون أن يزعج النحل أو يقتله أو يشرده.. ودون أن يكسر الخلية ويسكب العسل علي الأرض. وأن نكون ممن يجمع ولا يفرق.. ويبشر ولا ينفر.. وييسر ولا يعسر.. ويحبب الناس في الإسلام والدين ولا يبغضهم فيه.. ويجذبهم ولا يطردهم.. يعين الناس علي شيطانهم ولا يعين الشيطان عليهم. يا سيدي يا رسول الله نعاهدك ألا يكون جل اهتمامنا بهدديك الظاهر مثل اللحية ونحوها فقط.. ولكننا نعاهدك علي إصلاح بواطننا وقلوبنا وضمائرنا.. وأن نهتم بغسل وتنظيف هذه القلوب أكثر من خمس مرات يومياً.. كما نتوضأ كل يوم خمس مرات ونغسل فيها جوارحنا بعناية. فالقلوب أولي بالنظافة من الجوارح.. والنفوس أولي بالطهارة من الملابس. نعاهدك يا سيدي يا رسول الله أن نعيش دوماً مع قولك الكريم ¢إن الله لا ينظر إلي صوركم وأشكالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم¢ نعاهدك أن نسعي لإصلاح قلوبنا قبل جوارحنا.. وإصلاح باطننا قبل ظاهرنا. نعاهدك ألا نهمش دعوتك العظيمة في المظهر دون الجوهر.. وفي الشكل دون المضمون. ¢