تشهد الساحة السياسية الحزبية تغييرات كبيرة خلال الأيام الحالية ففي الوقت الذي أعلنت فيه مجموعة من الأحزاب والقوي السياسية الليبرالية تحالفها تحت ما يسمي حزب المؤتمر المصري وكذلك اعلان التيارات الوسطية والتي تمثل أحزاب الكرامة والوسط ومصر القوية والدستور وحزب مصر الذي أسسه الداعية عمرو خالد انها تستعد لقيام تحالف قوي الوسط فيما بينها لمواجهة الاخوان المسلمين. نجد ان الأحزاب الإسلامية تسير في عكس الاتجاه وتستر تأكل نفسها وتعلن عدم دخولها في أي تحالفات انتخابية كما أعلن مؤخرا حزبا النور والجماعة الاسلامية اللذان أعلنا عدم دخولهما في أي تحالفات انتخابية مع حزب الحرية والعدالة. هذه الخريطة ليست نهائية بطبيعة الحال فهي قابلة للتعديل والتغيير حسب الظروف السياسية والتغيرات التي تحدث من يوم لآخر وحتي بدء الانتخابات البرلمانية القادمة. الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة قال ان هذا التحالف ليس موجها ضد أحد ولكنه رغبة من الأحزاب المدنية في عدم انتاج حزب وطني جديد يسيطر علي مقدرات الأمة واشار إلي أن التحالف الذي انضمم إليه حتي الآن أكثر من 15 حزبا يهدف للمنافسة بقوة في الانتخابات البرلمانية القادمة حتي لا تكون الدولة في فيصل واحد. وقال من يخطيء ان هذا التحالف موجه تحديدا ضد جماعة الاخوان المسلمين أو حزب النور السلفي ولكنه تحالف مدني ضد أي هيمنة من أي فصيل أيا كان. يقول الدكتور محمد محيي الدين وكيل حزب غد الثورة ان فكرة التحالف تقوم علي دعم كامل للدولة المدنية في مواجهة الهيمنة الاسلامية ورغبة التيارات الاسلامية في السيطرة علي كل المناصب وتغليبها مبدأ المغالبة بدلا من المشاركة ومن هنا جاءت فكرة التحالف الذي سيكون الأكبر في تاريخ الحياة السياسية الحزبية في مصر. اضاف الدعوة تم توجيهها إلي كافة الأحزاب والتيارات المدنية والباب مفتوح أمام الجميع للمشاركة. الدكتور ناجح ابراهيم القيادي بالجماعة الاسلامية قال ان الانتخابات لها ابعاد أخري تماما ومسألة التحالفات أو غيرها لا علاقة لها برأي الناخب أمام الصندوق. اضاف النظام الديمقراطي يبيح مثل هذه التحالفات ويجوز للأحزاب الإسلامية ان تتحالف مع بعضها أو الأحزاب الأخري ذات الأجندة المدنية ان تتحالف أهم شيء الا يكون هدها هدم فكرة بل بناء الوطن والتواجد علي الأرض وألا يكون هدفها ضد غيرها بل يقدم للمواطن أفضل من الآخر واضاف علي الحركة الاسلامية وكذلك الأحزاب المدنية ان تترك فكرة أو نظرية ايجاد العدو فورا وتسعي للمنافسة من أجل المواطن لا من أجل منافسة بعضها البعض. الدكتور عصام العريان القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة قال انه لا يمانع أي تحالفات حزبية وان كان يبدي تعجبه من هذا التوحد بين قوي تختلف في توجهاتها وافكاره. اضاف هذا التحالف لا نعتبره موجها ضد الاخوان المسلمين أو ضد حزب الحرية والعدالة فالحكم في النهاية للصندوق وهو الفيصل بيننا ونحن نتمني لهم التوفيق واثراء الحياة الحزبية السياسية في مصر. أما الدكتور حسن البرنس عضو مجلس الشعب السابق فقال ان هذا التحالف هو أمر مشروع ولا يوجد لنا أي اعتراض عليه وان كنا نتمني من الجميع الالتفاف حول الوطن والتكامل بدلا من التنافس فهم يسعون إلي مقاسمة اغلبية حزب الحرية والعدالة وهذا أمر يحدده الصندوق الانتخابي واضاف المنافسة القوية في اطار من القانون لا تزعجنا علي الاطلاق بل نحترمها ونقدرها وفي نفس الوقت تفرض علينا بذل المزيد من الجهد لصالح الوطن.