وثيقة "المواطنة" النبوية الإسلامية

المجتمع الإسلامي الأول في عهده النبوة الخاتمة مجتمع الفهم السديد لرسالة الدين الحق: الوسائل والمقاصد. الدنيا والآخرة. الفرد والجماعة. الحقوق والواجبات. العبادات والمعاملات. الأخلاقيات والسلوكيات. الإخاء الديني. زمالة الشرائع. حقوق الإنسان. المواطنة. التسامح. قبول الآخر والتعايش معه.
يجمع هذا في صحيفة- وثيقة المدينة المنورة- سيدنا محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم لأفراد المجتمع علي تنوع معتقداتهم ليعطي الدلائل ويقيم الشواهد علي الرعاية والعناية بالإنسان أعظم ما خلق الله -سبحانه وتعالي- "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا" الإسراء 70 وعدم السعي لمحو الغير ولا هضم حقوقه ولإلغاء مكتسباته بل "مساواة في حياة آمنة وادعة" إن هذه الوثيقة الصحيحة ينبغي عرضها عرضا علميا ودعويا وثقافيا وإعلاميا لنشر ثقافة التسامح والسلام من باب فقه الواقع وفقه الأولويات وفقه المقاصد في عالم معاصر لخطاب إسلامي معاصر يعلي المواطنة وإلي نص الوثيقة ببنودها:
1- هذا كتاب من محمد النبي "رسول الله" صلي الله عليه وسلم بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم.
2- إنهم أمة واحدة من دون الناس.
3- المهاجرون من قريش علي ربعتهم يتعاقلون بينهم وهم يفدون عانيهم بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
4- وبنو عوف علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
5- وبنو الحارث علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
6- وبنو ساعدة علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة منهم تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
7- وبنو جشم علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
8- وبنو النجار علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
9- وبنو عمرو بن عوف علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
10- وبنو النبيت وبنو الحارث علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
11- وبنو الأوس علي ربعتهم يتعاقلون معاقلهم الأولي وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.
12- وإن المؤمنين لا يتركون مفرحا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.
13- وأن لا يحالف مؤمن مولي مؤمن دونه.
14- وإن المؤمنين المتقين "أيديهم" علي "كل" من بغي منهم أو ابتغي دسيعة ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين وإن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم.
15- ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر ولا ينصر كافرا علي مؤمن.
16- وإن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس.
17- وإنه من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.
18- وإن سلم المؤمنين واحدة لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا علي سواء وعدل بينهم.
19- وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضها بعضا.
20- وإن المؤمنين يىبيء بعضهم علي بعض بما نال دماءهم في سبيل الله.
21- وإن المؤمنين المتقين علي أحسن هدي وأقومه.
22- وإنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسها ولا يحول دونه علي مؤمن.
23- وإنه من اعتبط مؤمنا قتلا عن بينة فإنه قود به إلا أن يرضي ولي المقتول "بالعقل" وإن المؤمنين عليه كافة ولا يحل لهم إلا قيام عليه.
24- وإنه لا يحل لمؤمن أقر بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدثا ولا يؤويه وأنه من نصره أو آواه فإنه عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل.
25- وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلي الله عز وجل وإلي محمد صلي الله عليه وسلم.
26- وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.
27- وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين لليهود دينهم وللمسلمين دينهم. مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
28- وإن ليهود بني النجار مثل ما ليهود بني عوف.
29- وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف.
30- وإن ليهود بني ساعدة ما ليهود بني عوف.
31- وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.
32- وإن ليهود بني الأول مثل ما ليهود بني عوف.
33- وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف إلا من ظلم وأثم فإنه لا يوتغ إلا نفسه وأهل بيته.
34- وإن جفنة بطن من ثعلبه كأنفسهم.
35- وإن لبني الشطيبة مثل ما ليهود بني عوف وإن البر دون الإثم.
36- وإن موالي ثعلبة كأنفسهم.
37- وإن بطانة يهود كأنفسهم.
38- وإنه لا يخرج منهم أحد إلا بإذن محمد صلي الله عليه وسلم.
39- وإنه لا ينحجز علي ثأر جرح وإنه من فتك فبنفسه فتك وأهل بيته إلا من ظلم وإن الله علي أبر هذا.
40- وإن علي اليهود نفقتهم وعلي المسلمين نفقتهم وإن بينهم النصر علي من حارب أهل هذه الصحيفة وإن بينهم النصح والنصيحة والبر دون الإثم.
41- وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه وإن النصر للمظلوم.
42- وإن اليهود ينفقون مع المؤمننين ما داموا محاربين.
43- وإن يثرب حرام جوفها لأهل هذه الصحيفة.
44- وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم.
45- وإنه لا تجار حرمة إلا بإذن أهلها.
46- وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإن مرده إلي الله عز وجل وإلي محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم وإن الله علي أتقي ما في هذه الصحيفة وأبره.
47- وإن بينهم النصر علي من دهم يثرب.
48- وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها.
49- وإذا دعوا إلي صلح يصالحونه ويلبسونه فإنهم يصالحونه ويلبسونه وإنهم إذا دعوا إلي مثل ذلك فإنه لهم علي المؤمنين إلا من حارب في الدين.
50- علي كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.
51- وإن يهود الأوس مواليهم أنفسهم علي مثل ما لأهل هذه الصحيفة مع البر المحض؟ من أهل هذه الصحيفة وإن البر دون الإثم لا يكسب كاسب إلا علي نفسه وإن الله علي أصدق ما في هذه الصحيفة وأبَّره.
52- وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم وآثم وأنه من خرج آمن ومن قعد آمن بالمدينة إلا من ظلم أو أثم وإن الله جار لمن بر واتقي ومحمد رسول الله صلي الله عليه وسلم.
وظهرت ملامح المجتمع المدني في ثوب قشيب بنور بصيرة وفهم واع لحقيقة مقاصد الشرائع السماوية عامة وخاتمها الإسلام خاصة في عمارة الدنيا بعقول راشدة وضمائر نقية وتوجيهات منضبطة ليكون الدين في واقعه ومقصوده نهج تنظيم آخاذ لمجتمع الحق والعدل والإحسان.