كان كرسي الافتاء بالأزهر لا يعتليه إلا كبار علماء الأزهر الذين قضوا حياتهم في العلم والعمل به حتي جاء الامام الأكبر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق وغير هذا النظام وأسنده لشباب الوعظ بالأزهر ومن يومها والوضع علي غير ما يرام. فقل قدوم الدكتور طنطاوي رحمه الله لمشيخة الأزهر كانت لجنة الفتوي لا يعين فيها إلا العلماء الكبار الذين خرجوا علي المعاش. فتجردوا من الهوي ولم يبق لهم في الحياة إلا إرضاء الله سبحانه وتعالي. بالإضافة خبرتهم الحياتية الاجتماعية الطويلة والتي بها يستطيعون حل المشاكل الاجتماعية والفقهية المعروضة أمامهم. وأتذكر فترة من فترات لجنة الفتوي كنت مشاركا فيها كصحفي يغطي أعمالها فقد كانت تحمل قمم العلماء مثل العلامة الفقيه الشيخ عبدالله المشد. وكان يساعده الشيخ عطية صقر قطب الفتوي في مصر. والدكتور عبدالجليل شلبي الأمين العام بمجمع البحوث الاسلامية قبل عمله باللجنة. والشيخ أحمد مسلم الذي قدم حياته للعلم وأول من أنشأ كلية الدراسات الاسلامية بجامعة الأزهر. والشيخ عبدالعظيم الحميلي رئيس قطاع المعاهد الأزهرية السابق.. وغيرهم وأذكر أيضا أن الدكتور علي جمعة كان يذهب للجنة ليتعلم أصول الفتوي علي أيدي هؤلاء العلماء. ولأسباب خاصة ألغي د.طنطاوي هذا النظام وأسنده للوعاظ. ومعظمهم بلا دراية عميقة بالفتوي وقضايا المجتمع ولا حتي التعامل مع تلك القضايا وكذلك الناس أيضا ولذلك رأينا أي شاب من شباب الوعظ يقوم بإصدار فتوي لتحقق له هوي.. ويؤكد أنها فتوي للجنة الفتوي أو لفلان عضو لجنة الفتوي وعندها تقوم الدنيا و لا تقعد علي أساس أن الفتوي صادرة من لجنة الفتوي بالأزهر. وأخر هذه الفتاوي فتوي قتل المتظاهرين للواعظ هاشم إسلام. في النهاية الأمر متروك للإمام الأكبر بالنظر للجان الفتوي بالأزهر والعمل علي عودة النظام القديم وهو تعيين أعضائها من كبار العلماء الذين خرجوا علي المعاش وأمضوا في العلم حياتهم عندها سوف تنضبط الأمور. ونشهد طفرة في عمل الفتوي بالأزهر.