الإمام الأكبر د. عبدالحليم محمود.. كان أمه اخلاقية لا يجلس في مكان إلا حوله مسجداً. ولا جلس مع أناس إلا جعلهم مصلين مرتلين ذاكرين. كان ذلك في كل مكان ومع أي إنسان. الشيخ عبدالحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي السابق أحد تلاميذ الإمام الراحل في كلية أصول الدين. وأحد الوعاظ الذين عملوا تحت لواء الإمام.. يقول عنه: كان رحمه الله يدرس لنا مادة التصوف في كلية أصول الدين بالقاهرة وحينما كان يجلس أمامنا ليحاضرنا يسبل عينيه وينطلق في شرح المادة. وكأنه يتكلم بإلهام من الله سبحانه وتعالي. أو كأنك تسمع صوته وهو محلق في السماء. وكان يحترم العلم أشد الاحترام ويقدر ما يقدمه لطلابه. ومما كان يشيع عنه في كلية أصول الدين ونحن طلبة أنه أثناء تصحيحه لأوراق الإجابات للطلاب. إذا وقعت في يده ورقة لا أمل في نجاحها. ورسوبها محقق. يتركها ثم يقوم يتوضأ ثم يصلي ثم يعود إليها ثم يعطيها ما تستحقها من الدرجات حتي لا يظلم أي طالب في لغط أو كلمة أو درجة. فكان رحمه الله يخشي ان يكون قد ظلم طالباً فيصلي قبل ذلك. ويذكر الشيخ عبدالحميد الاطرش: تم تعييني بوعظ الأزهر في عهده رحمه الله. وكان يري في وعظ الأزهر أنه واجهة الأزهر. ولسانه في الداخل والخارج وكان اهتمامه بالوعاظ عظيم لا يترك لهم أي شكوي أو مطلب. ولذلك حينما تذمر الوعاظ من عدم رفع حافز الانتقال عن 3 جنيهات. وأخبروه بذلك. خاطب المسئولين في ذلك.. فرفضوا. ولذلك رأي أنه لابد من رفع هذه الجنيهات القليلة للوعاظ. فأصدر أوامره بعمل دروس اضافية 12 درساً للواعظ في الشهر. الدرس بجنيه. ويحصل الواعظ جراء ذلك علي 12 جنيهاً كل شهر. وبذلك غنم الوعاظ مالم يغنموه بقوانين الدولة. ويضيف رئيس لجنة الفتوي بالأزهر: من المميزات العظيمة للإمام الراحل ان مكتبه كان مفتوحاً للصغير والكبير. للقاصي والداني. فلم يعرف مكتبه الحجاب أو السكرتارية. ولم يغلق بابه أمامنا نحن الوعاظ وكنا شباباً صغيراً في مقتبل العمر الوظيفي. وكان أي إنسان يستطيع مقابلته وبسرعة. ويدخل عليه ويعرض مسألته سواء في الفتوي أو أي مشكلة أخري. ويخرج الجميع من عنده في منتهي الرضا.