نواصل حديثنا عن اجتهاداتنا في الإسراء والمعراج فنقول وبالله التوفيق: لقد متع الله رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم برؤيته عشر مرات.. المرة الأولي التي التقاه.. وتسع مرات عندما سأله التخفيف في الصلاة.. فقد كانت الصلوات خمسين صلاة ثم سأل الله التخفيف بناء علي نصيحة سيدنا موسي. فكان التخفيف في كل مرة خمس صلوات. فيكون قد شاهد نور الله تسع مرات. خمسة في تسع بخمس وأربعين صلاة لتبقي لنا خمس صلوات. وقد رأي الرسول ربه بالأفق المبين ولكن.. ما هو الأفق المبين؟ إن للرأس عيناً يقول الله عنها: "ما زاغ البصر وما طغي" وللعقل عين يقول الله عنها: "أفتُمارونه علي ما يري" وللقلب عين يقول الله عنها: "ما كذب الفؤاد ما رأي" وللروح عين يقول الله عنها: "ولقد رآه نزلة أخري" وعندنا نحن البشر عين الروح أعلي من عين القلب.. وعين القلب أعلي من عين العقل.. وعين العقل أعلي من عين الرأس.. عندنا هذه العيون درجات.. أما عند رسول الله صلي الله عليه وسلم فهي في مستوي أفقي واحد في خط مستقيم.. فما يراه بعينه يراه بعقله يراه بقلبه يراه بروحه.. وهذا هو الأفق المبين. ورحلة الإسراء والمعراج مقسمة إلي ثلاث مراحل: الأولي: مرحلة أرضية. الثانية: مرحلة سماوية تنتهي حيث توقف جبريل. الثالثة: مرحلة سماوية تبدأ بعد أن توقف جبريل. وتنتهي المرحلة الأرضية عند بيت المقدس وتنتهي المرحلة الثانية عند توقف جبريل عند سدرة المنتهي. والمرحلة الثالثة هي مرحلة الرؤية الإلهية. لذلك لا مجال أن يحتج أحد بقوله تعالي: "لا تدركه الأبصار" فكل الأبصار لا تدركه إلا بصر رسول الله صلي الله عليه وسلم. إن رؤية الله مستحيلة إلا بقدرته ومشيئته. ورؤية أي شيء مستحيلة إلا بإرادة الله. إن وجود عين في رأس إنسان ليست دليلاً علي الإبصار. ووجود لسان ليس دليلاً علي النطق بالكلام. ووجود أذن ليس دليلاً علي السمع. إن الحواس هبة من عند الله يمنحها من يشاء ويحجبها عمن يشاء وهو علي كل شيء قدير. بما في ذلك تفضله علي النبي برؤيته. وعندما صعد النبي صلي الله عليه وسلم إلي السماء لم يغير ثيابه لم يلبس ملابس خاصة كالتي يلبسها رواد الفضاء ليواجهوا بها عوامل الطبيعة. الضغط الجوي. الجاذبية الارضية.