اصطبغت الأمسية الشعرية لأبناء الأسرة الدندراوية بالقاهرة بروح وطعم ورائحة ثورة 25 يناير وما أثمرت عنه من أول انتخابات رئاسية حقيقية وحرة نزيهة. فتباري الشباب في إلقاء أشعارهم التي تعبر عما يجيش في وجدان كل فرد مصري, ووسط هذه الحالة المصرية الوطنية لم ينسوا أيضا "أم" القضايا العربية والإسلامية ألا وهي القضية الفلسطينية. كانت الأسرة الدندراوية بالقاهرة قد نظّمت مسابقة شعرية لتحفيز شبابها علي التنافس الشريف تحت رعاية كبار الأسرة وشكلوا لجنة تحكيم بإشراف محمد مهدي وكيل مدرسة الأنصار.. وفيما يلي جانب من الأمسية. ألقي الشاب إبراهيم برسي قصيدته بعنوان "حيرة شعب" تعبيرا عن حالة الحيرة والانقسام حول مرشحي الإعادة: يا مصر يا ام الشعب حيران.. ما بين مرشح عادي والتاني إخوان تفتكري مين أصلح يكون حاكم.. يرجّع لأرضك وأهلك الأمان؟ تفتكري مين أصلح يكون حاكم.. يروّق الدنيا ويعدل الميزان؟ يا مصر يا أم الشعب حيران.. تعبت شبابك الحيرة والنسيان حقيقة حلم وعبّر الشاب عمر مصطفي عن حلم كل شاب في قصيدته "حقيقة حلم" بقوله: كان شاب بيحلم بالحرية وفي روحه عزيمة وشوق ونجاح كان نفسه يوصّل صرخة قوية من غير ما يقولوا عليه سفّاح كان عايز بلده تبقي عروسة وفي ليلة الحنة والأفراح تتزف يا ناس وتكون مبسوطة يا مصر يا أمي وأخرج الشاب ياسين مصطفي حامد أشعاره في شكل غنائي بعنوان "يا مصر يا أمي" فقال: يا مصر يا أمي. ضُمّي ولادك ضُمّي. وأوعي تنسينا في يوم وشيلي الهموم عني. ولا هجيب عليك اللوم, ماشي في أرضك وأنا فرحان يا مصر متسبنيش ده أنا بقيت من الحنان سكران. ما فيش زيّها وصوّر الشاب علي برسي حال المصريين في قصيدته "ما فيش زيّها" فقال: من يوم ما طلعت وعيت علي الدنيا, قالوا لي بلدك ما فيش زيّها. كفاية حب الناس لبعض وخفة دمها, مهما تلف وتدور ما هتلاقي في طيبة شعبها. شعب له عزة وكرامة محدش يقدر يمسّها. شعب غلبان طيب وجميل. شعب بيجري في دمه النيل. معروف بكرمه إنه أصيل. بلد بجد ما فيش بعدها. شعور مخيف وفيما يشبه الشعر "الحلمنتيشي" ارتجل الشاب محمد علي بعنوان "شعور مخيف" فقال: شعور مخيف لما تكون عايش أيامك صوتك مكتوم, حلمك ضعيف, فين الربيع؟ كل أيامك خريف رغم إنك إنسان هدفك شريف. اكتشفت إنك في لحظة شخص خاضع للسكوت. طيب يلا موت,حزنك خوفك عدي الحدود. واقع موجود. مستني تاني إيه بعد كل اللي انت فيه؟! ولا هي ناس مخلوقة بس علشان تنداس من الكبار؟! ويظل محمد علي يُبكّت في حال المصريين حتي ينتهي لقوله: كل أملي إني أعطيك. كل إمكانية فيّ وأرفع راسك دايماً فوق. فلسطين وكان لفلسطين وجود كبير ولم تغب كما يتصور الأعداء أن الزمن كفيل بنسيانها عند الأجيال فها هو الشاب عمر سعيد- 14 سنة- يكتب قصيدة بعنوان "فلسطين" يقول في بعض أبياتها: أنا دم شهيد يكتب شعر ودواوين. علي أسفلت شوارع فلسطين. القدس قدسي وسكانه جوه وجداني. والشمس لو تغيب بترجع تاني. شوف الأمل بيطل من أحزاني. ولا حد يقدر يهز إيماني. أولادك الصابرين يا قدس أحبابك, مليون صلاح الدين واقفين علي بابك. وأيضاً لم يغب الشعر العاطفي باعتباره واقعاً معاشاً من الأمسية الشعرية الثورية فألقي الشاب كريم مصطفي قصيدة بعنوان "في وصف حبيبتي".