امتحانات الأزهر .. سهولة وغش أيضاً

يخيم الهدوء علي امتحانات الفصل الدراسي الثاني بجامعة الأزهر في الأسبوع الأول لها فالامتحانات سهلة وفي متناول الطالب المتوسط واختفت الشكاوي وصعوبة الامتحانات أو وجود أجزاء من خارج المنهج.. لكن لم تختف حالات الغش كعادة كل عام.
"عقيدتي" تجولت داخل جامعة الأزهر بالدراسة وسجلت ملاحظات الطلبة علي الامتحانات وعرضتها علي العمداء وفي السطور القادمة قالوا:
محمد عابدين أولي أصول يقول: أديت الامتحان في مادة اللغة الانجليزية أمس وهي سهلة وليس بها ان صعوبة وهذا عكس ما يردده الطلبة حول صعوبة هذه المادة لذا اتمني ان تسير كل المواد علي نفس المستوي.
أبدي سيد أحمد ثالثة لغة عربية استياءه الشديد من قيام أحد زملائه بالغش في مادة القرآن الكريم وتسأل كيف لطالب أزهري يجرؤ علي الغش في مادة القرآن الكريم فهذا انتهاك صارخ لحرمة القرآن الكريم وقدسيته.
أكد محمد الفاروق طالب بقسم الحديث بكلية أصول الدين ومن الوافدين أنه أدي الامتحان في مادتين أحدهما سهل وبلا أية مشاكل والأخري ورد بها سؤال غير مفهوم لم يتمكن من الإجابة عنه.
تناول خيط الحديث زميله محمد بهاتمة طالب بقسم الدعوة قائلاً: أتمني ان تسير الامتحانات علي هذا المنوال بلا ألغاز أو أسئلة غير واضحة وهذا علي العكس تماماً من التيرم الماضي حيث كانت أسئلة بعض المواد صعبة ولم نستطع الإجابة عنها كما تبين.
قال الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين: الامتحانات تسير علي غير حال فالأماكن طيبة والتهوية جيدة والاضاءة واضحة لكن لم يخل الأمر من ضبط بعض حالات الغش حيث تم تحرير أربعة محاضر غش وقالت هذا العام من نوع الجديد ليس عن طريق البرشام أو عن طريق الموبايل الذي هو ممنوع تماماً داخل اللجنة إنما تم عن طريق استبدال أحد الطلاب بزميله ليؤدي الامتحان مكانه حيث تم ضبط أحد الطلبة المصريين بالسنة الرابعة بقسم التفسير يستعين بزميل له من خارج جامعة الأزهر ليؤدي الامتحان مكانه وهذا الطالب تم تحويله لمجلس تأديب بينما تم تسليمه زميله الآن من الخارج للنيابة العامة لاتخاذ ما يلزم.. كما تم ضبط أحد الطلاب الأفارقة وتحديداً من نيجيريا وهو بالفرقة الثالثة يؤدي الامتحان بدلاً من زميله بالفرقة الأولي ولولا دقة الملاحظة وحسن سير المراقبة ما عرف الأمر لكن تم ضبطهم وحرر محضر بالواقعة وتم اتخاذ قرار أولي بمنع الاثنين من اتمام امتحان الفصل الدراسي الثاني مع تحويلهما لمجلس تأديب.
أضاف.. لقد التزم جميع الطلبة بكافة التعليمات من عدم ادخال الموبايل داخل لجنة الامتحانات وذلك لاننا قمنا بعمل ندوات توعية للطلبة حول آداب الامتحانات وقد لاقت هذه الندوات صدي لدي الطلبة والتزموا بها.
وخفي ورود أي شكوي من قبل ا ي طالب من الفرقة الأربعة حول صعوبة الامتحانات أو مجيء اسئلة من خارج المنهج.. فالأسئلة كلها من المقرر وفي متناول الطالب المتوسط.
منع الدعاية
أشار إلي ثبات نسبة حضور الطلبة عدا المتخلفين وعدم تأثر الامتحانات بالانتخابات الرئاسية خاصة انها جاءت بعد الفراغ من نهاية الجولة الأولي.. فرسالة الكلية علمية ولا وجود للدعاية الانتخابية داخل الكلية كما حذرنا الطلاب مراراً وتكراراً من أي انتماءات أخري الا الانتماء للأزهر الشريف ووسطية الفكر الإسلامي لان طلبة الأزهر أئمة لا مأمومون ومتبعون لا تابعين ولذلك أغلقنا كافة أبواب الدعاية بكل أشكالها حتي الشعارات الدينية تم منعها.
أما الدكتور سعيد عطية عميد كلية اللغات والترجمة فقال: الحمد لله الامتحانات تسير في اليوم بكل هدوء ولم نسجل أي مخالفات أو شكاوي أو تجاوزات كما أننا لم نسجل أي حالات غش وهذا يرجع إلي صغر عدد الطلبة فأكثر لجنة لدينا بها 25 طالباً واثنان معيدين يراقبان الطلبة واللجان الأخري لا يزيد عدد الطلبة بها علي 14 طالباً لذا سهل السيطرة عليهم ومتابعتهم جيداً.
كما ان هذا يرجع إلي ان طلبة اللغات والترجمة يتميزون وباقي طلبة الأزهر برقيهم وسمو أخلاقهم وتفوقهم واهتمامهم بمذاكرتهم هذا فضلاً عن تأثرهم بالأساتذة الأجانب الذين يدرسون لهم والذين غرسوا بداخل الطلبة الرقي في السلوك والالتزام بالآداب والقواعد.
محاضر غش
أشار الدكتور إبراهيم الهدهد عميد كلية اللغة العربية الي انه تم تحرير خمسة محاضر غش في أول يومين من بدء الامتحانات وكانت كلها عن طريق الموبايل رغم التشديد والتنبيه علي عدم ادخال الموبايل داخل اللجنة وأثناء الامتحان..فما أحزنني وأزعجني في هذا الأمر هو القيام بالغش في مادة القرآن رغم اننا لسنا متعسفين في وضع الأسئلة فتكون من أوائل الأرباع والسور تيسيراً علي ابنائنا الطلبة.
أضاف.. نسبة الحضور للطلبة كاملة العدد ماعدا المقيدين للتجنيد والمتقدمين باعذار أما ماعدا ذلك فالكل حضر ولا صحة لتخلف الطلبة المنتمين لحزب الحرية والعدالة بسبب الانتخابات كما أننا لا نسمع بعمل دعاية انتخابية داخل الكلية حيث تقوم بنشر صور المرشحين إذا قام أحد بتعليقها وإذا ما ضبط أي طالب يقوم بهذا الامر يحال لمجلس تأديب ويتهم بالمخالفات السلوكية لاعراف الجامعة وتتدرج العقوبة ما بين الحرمان شهراً من دخول الجامعة أو الحرمان أسبوعين.