نواصل قراءتنا في "الصوفية بعيون سلفية" من خلال رؤية ابن تيمية فنقول وبالله التوفيق: قال في "الفوائد" صفحة "59": انواع الجهاد عند الصوفية: قال الله تعالي: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا" "العنكبوت: 69" علق سبحانه الهداية بالجهاد. فأكمل الناس هداية أعظم جهادا. وأفرض الجهاد جهاد النفس. وجهاد الهوي. وجهاد الشيطان. وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلي جنته. .ومن ترك الجهاد فاته من الهدي بحسب ما عطل من الجهاد. قال الجنيد: "والذين جاهدوا أهواءهم فينا بالتوبة لنهدينهم سبل الإخلاص" ولا يتمكن من جهاد عدوه في الظاهر إلا من جاهد هذه الأعداء باطنا. فمن نصر عليها نصر علي عدوه. ومن نصرت عليه نصر عليه عدوه. وقال "الفوائد" ايضا صفحة "117": علامة صحة الإرادة أن يكون هم المريد رضا ربه واستعداده للقائه وحزنه علي وقت مر في غير مرضاته. وأسفة علي قربه والأنس به. وجمال ذلك أن يصبح ويمسي وليس له هم غيره. وقال ايضا في "الفوائد" صفحة "170": معرفة الله سبحانه نوعان: معرفة إقرار. وهي التي اشترك فيها الناس البر والفاجر والمطبع والعاصي. والثاني: معرفة توجب الحياء منه. والمحبة له. وتعلق القلب به. والشوق إلي لقائه. وخشيته والإنابة إليه. والفرار من الخلق إليه. وهذه هي المعرفة الخاصة الجارية علي لسان القوم. وتفاوتهم فيها لا يحصيه إلا الذي عرفهم بنفسه. وكشف لقلوبهم من معرفته ما أخفاه عن سواهم. وكل أشار إلي هذه المعرفة بحسب مقامه وما كشف له منها. وقد قال: أعرف الخلق به "لا أحصي ثناء عليك أنت كما اثنيت علي نفسك" وأخبر أنه سبحانه يفتح عليه يوم القيامة من محامده بما لا يحسنه الآن.. وللحديث بقية.