* تسأل سهام علي باحثة اجتماعية: نسمع كثيرا عن رعاية الإسلام للطفولة.. وأريد معرفة حجم هذه الدعاية؟ * * يقول د. أحمد محمود كريمة استاذ الفقه بجامعة الأزهر: للدين الحق في تشريعاته المحكمة السامية اهتمام خاص ومتميز بالطفولة. وهي تشكل أحد المقاصد الكبري في التشريع الإسلامي فمن المقرر شرعا أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقق للبشرية جمعاء خمسة مقاصد أو غايات وهي حفظ الدين والعقل والنفس والنسل والمال. ويعبر عنها بالضروريات الخمس التي لا تستقيم الحياة إلا بها. وتقع الطفولة في قلب مقصد "حفظ النسل" ومقصد حفظ "النفس" أي أنها تقع في قلب ومركز مقصدين. ومعلوم أن الذرية من أجل نعم المنعم سبحانه وتعالي. قال جل شأنه "لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاءإناثا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانا وإناثا" من سورة الشوري. وأرست الشريعة الإسلامية حقوقا للطفولة وذلك في نصوص قرآنية محكمة. وأخبار وآثار صحيحة. بالاستقراء في هذه النصوص الشرعية وفيما قعده الفقهاء واستنبطوه فإن للطفولة في الإسلام حقوقا منها: حقوق للطفل قبل ولادته من تجريم الاعتداء عليه أثناء الحمل به جنينا والتزامات الوالدين بالرعاية الطبية وغيرها للجنين. حقوق الطفل منذ ولادته إلي سن التمييز من استقبال المولود وتسميته وحقه في النسب والرضاعة والحضانة. حقوق الطفل بعد سن التمييز من حق الطفل في الرعاية الاجتماعية. والتعليم والتأديب واكسابه مهارات وتنمية قدراته الذهنية والمعرفية ومعاملة الاطفال بالرفق واللين والترويج والترفيه. بهذا وما يماثله وما يناظره وما يشابهه فإن الإسلام يرسم الوسائل لتربية الأطفال تربية حسنة سوية. إن نبي الإسلام صلي الله عليه وسلم جعل السعي وطلب الكسب لاعالة الأطفال وباقي الأسرة نوعا من الجهاد في سبيل الله تعالي وجعل تأديب وتعليم وتزويج الإناث درعا تحول بين النار يوم الحساب. وإن المصنفات العلمية الشرعية تزخر بأحكام وتوجيهات بحق الطفولة أمل الحاضر وعدة المستقبل.