حقوق الإنسان في الإسلام من منظور معاصر كتاب جديد للدكتور محمد الشحات الجندي أمين عام المجلس الأعلي للشئون الإسلامية. والكتاب صادر ضمن سلسلة قضايا إسلامية التي يصدرها المجلس الأعلي للشئون الإسلامية يتناول الكتاب حقوق الإنسان التي أقرها الإسلام وسبق كل الأنظمة, ويوضح أن البعض يري أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في ديسمبر1948 يعد إنجازا للغرب, مع أن الدين الإسلامي قد أقر حقوق الإنسان منذ أربعة عشر قرنا وتضمنت هذه الحقوق كل ما يخص الإنسان في مراحل حياته, فقول الله عز وجل لا كراه في الدين قد تبين الرشد من الغي الآية تحمل أثمن حرية يحرص عليها الإسلام وهي حرية العقيدة, فالإسلام أقر هذه الحقوق من منطق المبادأة في احترام كرامة الفرد وتحقيق انسانيته وإشباع الفطرة الكامنة فيه التي تنشد الحرية والعدالة بموازنة بين أصول الفطرة والغايات المرعية من الحياة الإنسانية, في حين أن الإعلان العالمي لحقوق النسان كان تعبيرا عن رد الفعل واستجابة لمتطلبات وثورات ضد الكبت والطغيان والظلم, كما أن نصوص القرآن تؤكد حقيقة أنه لا تمييز بين البشر, فقال تعالي: ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا, كما أن الشريعة الإسلامية جعلت حماية النفس مقصدا من مقاصدها فحرمت الاعتداء علي النفس, كما أن الإسلام يحث علي الحرية في إبداء الرأي وارتبط ذلك بالمسئولية, كما حث علي العدل في قول اله تعالي اعدلوا هو أقرب للتقوي وتتسع منطقة العدل في الإسلام كحق من حقوق الفرد في المعاملات التي تشمل شئون حياته, وقد سبق الإسلام المواثيق الدولية الحديثة التي تنادي بحقوق المرأة فقال تعالي لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور فأراد الإسلام أن يصحح الفكر المعوج تجاه المرأة, كما أوجب الإسلام رعاية الوالدين, ووضع الإسلام أسلوبا راقيا لتربية الأطفال حتي قبل أن يولدوا فحث علي اختيار الزوجة الصالحة في قول الله تعالي وانكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم, وأن يحسن الوالدان اختيار أسماء الأبناء, كما دعا للعطف علي الأيتام ورعايتهم, كما أن حرية الإعلام حددها الإسلام وهي حرية مسئولة ومنضبطة فقال تعالي ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا فأكثر ما عني به الإسلام في دعوته أن يكون توجه إعلامه هو بناء الإنسان المسلم الذي يتحاور مع الآخرين فهو إعلام بناء لا هدم وعطاء لا سلب ولا يعتمد علي فرض النموذج الواحد.