أصابتني حالة من الحيرة وأنا أحاول فهم ما يثار الآن حول المعونة الأمريكية. فهل قبول المعونة عزة أم ذلة. هل هي كرامة أم مهانة. ورغم قناعتي وفهمي لهذه القضية إلا إنني لم أجد اجابة للسؤال السابق.. هل هي كرامة أم مهانة؟! ألغيت عقلي والتزمت "الغباء" وفهمت مما يثار أن المعونة الأمريكية ذلة ومهانة. وصدقت العنتريات التي انطلقت الأسبوع الماضي. فهمت أن دعوة الشيخ محمد حسان هي مواجهة الذلة وجمع الأموال لتكون تعويضاً عن المعونة وفهمت موقف الأزهر من المعونة الذي طالب بإنشاء صندوق "العزة والكرامة" للإستغناء عن المعونة أكد الإمام الأكبر ذلك في اللقاء الكبير مع الشيخ محمد حسان وفهمت تصريح د. كمال الجنزوري أن الحكومة تدعم "معونة مصر" التي تستهدف الاستغناء عن المعونة الأمريكية. فهمت أن الكل ضد المعونة الأمريكية والجميع في مواجهة مع أمريكا و"ملاليمها" ولكن ما تكاد تستقر قناعتي بهذا التوجه. إلا أنني فوجئت بتصريح جديد من الأزهر يؤكد أن المبادرة التي اطلقها الإمام الأكبر بإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد المصري ليس موجهاً إلي رفض المعونة الأمريكية. بعد أن علم الأزهر أن المعونة ترتبط بأهداف عسكرية ودولية بعيدة عن الاقتصاد المصري. وإذا كان هو اتجاه الأزهر فلا يختلف عنه اتجاه الإخوان حيث هدد عصام العريان أمريكا بإعادة النقاش حول اتفاقية السلام في حال منع المعونة. كذلك خرج تصريح د. عبدالمنعم أبوالفتوح بحرمان أمريكا من مصالحها في مصر إذا قطعت المعونة. فإذا كانت المعونة مهانة فلماذا كان التهديد لأمريكا في حالة قطعها؟! وإذا كانت كرامة فلماذا كان "الشو الإعلامي" بالاستغناء عنها وجمع قيمتها من أهل الخير؟! وإذا كانت أمريكا "الست الطاهرة" فلماذا هذا الهجوم العنتري من الرموز والقيادات. وإذا كانت أمريكا "بنت كلب" فلماذا هذا التمسح بها باعتبارها الصديق الوفي ذي المصالح المشتركة معنا؟! أسئلة غريبة لا تعرف لها جواباً شافاً. نزعت عني مسحة "الغباء" وعدت لطبيعتي وأدركت أن المعونة الأمريكية مرتبطة بمعاهدة السلام وتوابعها. ولا أمريكا تريد قطعها. ولا المسئولون يريدون منعها وما هي إلا عملية إعلامية تستهدف أشياء غير المعلن. أما الشيخ حسان فأحسبه مخلصاً لكنه لم يدرك الأبعاد واعتبرت دعوته خروجاً عن النص.