تموج الأحداث في هذه الأيام بتيارات مختلفة لكنها تلتقي كلها عند هدف واحد هو مصلحة مصر وعطاؤها للعالم العربي من حولها وللعالم الإسلامي مهما تتباعد اقطاره وتتنأي بلاده. ومنذ انشيء الأزهر الشريف في مصر والشعوب الإسلامية ترسل إليه ابناءها يتعلمون فيه العربية ويحفظون القرآن ويحرسون سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم. ومصر بدورها ترسل الدعاة وتبعث بالعلماء إلي كل بلاد الدنيا يبصرون الناس بالدين الخاتم ويدعونهم إلي اعتناقه والمحافظة عليه ولهذا بقي الإسلام نشطا منيراً يدل الناس علي الهداية والامتثال إلي ما شرع الله للعباد من دين قويم يحفظ حياتهم متطورة ومتجددة. ونحن نحصي في هذا المعهد العتيق وفوداً جاءت لتتعلم من أكثر من مائة بلد من بلدان العالم وهم يتعلمون ثم يعودون إلي بلادهم معلمين لشعوبهم. وهذا بالاضافة إلي أكثر من خمسة آلاف مبعوث من أبناء الأزهر توفدهم مصر إلي بلاد الدنيا معلمين ومرشدين وموقدين المصابيح لهداية الناس وبلوغ آمالهم في الرشد الايماني. وقد استقر في اليقين المؤمن ان الدين عند الله الإسلام وان من يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين كما ورد بذلك النص القرآني. فالهداية الإسلامية توحد الناس ولا تفرقهم. وتجمع أمرهم ولا تشتت آراءهم. ومن هنا يجب ان يلتقي البشر علي هذا الدين عقيدة وشريعة لأنه ينظم حركتهم في الحياة طبقاً لما أمر به الله من عقيدة وشريعة. والشباب مهما تتعدد انشطته وتتنوع مجالات عمله فإنه يجب ان يعود بذلك كله إلي النبع الإسلامي الأصيل حتي يكون علي طريق الهداية الربانية التي تعصم من الزلل والعثرات. وليس هذا ضد التجديد والابتكار فالإنسان المؤمن مطالب بالتجديد دائماً والعودة بهذا التجديد إلي المنابع الاصلية للإسلام فهو العاصم الوحيد من الخطأ والانزلاق مصداقاً لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في خطبة الوداع: "لقد تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنتي". ان الشباب يجب ان يعود في نشاطه إلي هذا المنبع الصافي الأصيل فهو الري الذي لا ظمأ بعد وهو الطعام الذي يغني الجسم بالغذاء.