شريعتنا لا حرج فيها وما خير الرسول بين أمرين إلا اختار أيسرهما. وأدلة ذلك لا تحصي ولا تعد. فشريعتنا ليست منغلقة وأنا أخاطب أولئك الذين يعزفون علي وتر التخويف والتفزيع من الشريعة. وأقول لهم: لا تختزل الشريعة الإسلامية في الحدود. وهل نخجل من الحدود؟ ورب الكعبة لا نخجل منها. يقولون: إنه لو وصل الإسلاميون للحكم ستقطع الأيدي وتجلد الظهور. ما هذه السذاجة. إن حدود الله حين تطبق لابد لها من الضمانات. وأن نهيئ لها العقول والقلوب. ولقد أوقف عمر بن الخطاب حد السرقة في عام المجاعة. لا تخافوا من أولئك الذين يريدون أن يخيفوا الناس من الدين فالشريعة أمن وأمان وروح ونور وشفاء وهدي ورخاء وسعادة ونماء. فلا تفرطوا فيها. فالحرب شرسة والمرحلة خطيرة. ولابد لكل مؤمن أن يتخلص من السلبية وأن يعبر بإيجابية وبسلوك حضاري رائع يثبت للدنيا كلها أنه لن يفرط في دينة. وددت لو تخلصت الأمة من المسميات والرايات وهي لا حرج في وجودها ما لم تتحول إلي عصبية بغيضة. فقد كانت موجودة علي عهد الرسول من المهاجرين والأنصار. وأهل الصفة. ولم ينكرها الرسول إلا عندما تحولت إلي نعرات. والرسول قال: ¢دعوها فإنها منتنة¢. واسمحوا لي أن أقول لإخواني الإسلاميين: دعوا العصبية فإنها منتنة. أنا أتألم هذا الألم وكنت أود ألا أري منافسة في الإعادة بين الإسلاميين لأن المنافسة تفتت الصوت الإسلامي لصالح الغير. هل هي الدنيا أو الكرسي؟ ما الغاية التي دخلت بها لهذا المجلس؟ وأنا أقول لك أخي وأنا لا أنتسب إلي أي حزب أو جماعة وأنا أنصحك خالصا لله إن كانت نيتك في وصولك للبرلمان من أجل الكرسي فأترك هذا المنصب ولا تخرج من بيتك حتي تصحح النية وتخلص السريرة في دخول البرلمان؟ وأنا لو رأيت أستاذا ممن يجيدون التجربة ويشهد لهم بالدين والكفاءة وقدمت نفسي وأنا أعلم أنه أفضل للدين وللأمة مني. فقد خنت الله ورسوله والمؤمنين¢. لقد بكيت بالدمع علي موقف يتنافس فيه إخواننا من الإسلاميين ليسقط أحدهما الآخر. أين التجرد؟ أين تصحيح النية؟ وطهارة السريرة؟ وأين العمل لصالح الدين ثم لصالح مصر؟ أنا أريدك أن تسأل نفسك في غرفتك الخاصة أنا داخل البرلمان ليه؟.. منظرة علشان يقال النائب؟ علشان الدنيا؟. إن هناك تنافساً بين إسلاميين لا يراه شريفا. وأن هذا يفتت الصوت الإسلامي و¢وأنا أقول لإخواني: الابتلاء بالتمكين أخطر من الابتلاء بالتعذيب. كنا نبتلي وكنا نصبر لأنه في الشدة والابتلاء بالتعذيب يستجمع الإنسان قواه ويستعين الإنسان بربه فيصبره ربه. أما الابتلاء بالتمكين فينسي الإنسان ويطغي. ومكمن الخطر أن القلوب والعقول متعلقة بكم ويتصور آبائنا وأبنائنا. أنه بمجرد وصول الإسلاميين للحكم فإنه لو كان يحصل علي ألف جنيه سيحصل علي 5 آلاف جنيه. فجددوا النية ولا تتنازلوا عن الأصول وحافظوا علي ثوابتكم. فإن الأعين ترصد أقوالكم. وحركاتكم وتضخم الخطأ الصغير لجعله كبيرة من كبائر الذنوب¢. الذين يعلنون الحرب بضراوة علي نجاح الإسلاميين منهم من يشكك في اختيار الشعب وإرادته ويصر علي اتهام الشعب بالجهل. وهو الجاهل. وأنا قلت إن الشعب المصري شعب عبقري. ولا أقول ذلك دغدغة للمشاعر. فأنا أشبهه ببذور الزهور توضع في الأرض ويوضع عليها التراب والطمي. وبعد أيام تجدها شقت التراب لتري زهرة جميلة أخاذة المنظر أخاذة الشذا والعبير هذا هو الشعب الذي يفاجئ العالم بمواقفة فلا ينبغي أبدا أن تتهموا الشعب بالجهل. فهو يصمت عندما يعلم أن صمته هو الغالب. لأنه لا قيمة لكلمته ويتكلم حين يعلم أن كلمته صارت واجبا والمرحلة المقبلة نريد لشعبنا المسلم أن يحافظ علي نجاحها. وأنا أشكر الجيش والقضاء اللذين جعلهما الله سببا لنجاح المرحلة الأولي. فحافظوا عليها حتي نصل إلي الاستقرار فشكلوا لجانا شعبية لأنني أخشي في المرحلتين المقبلتين أن تقع بعض المشاكل. وأرجو من إخواننا في المجلس العسكري أن يتحدث كل واحدا منهم بما يريد. وبما يخالف القوانين ونصوص الدساتير لأننا كل أسبوع أو كل يوم نري فتنة تحدث. وأنا أناشد المجلس الآن أن يختار واحدا منه ليصبح هو المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلي أم أن يخرج كل يوم لواء من المجلس ليدلي بتصريحات تصطدم مع القوانين والدساتير وتسير فتنة ومصر لا تحتمل كل هذه الفتن كل يوم. أدوعو جموع الشعب المصري. أن يخرجوا خروجاً مشرفاً للتصويت في انتخابات مجلس الشعب لتقديم الصورة المشرفة لمصر أثناء خروجهم للمشاركة في الانتخابات ولا أملي علي الشعب المصري أي مرشحين أو أن يختار حزباً معيناً. بل فقط علي كل مصري أن يدرك أن شهادته أمانة. وأن يعطي صوته لمن يدين لله أنه الأكفأ والأصلح. وأنصح أن يقف الشعب وراء من ينصرون شريعة الله وسنة رسول الله. مشاركة الإسلاميين في العملية السياسية والانتخابية لها هدف نبيل وغاية شريفة. ومقصدهم رباني. فهم يريدون نصرة شريعة الله وشريعة النبي محمد صلي الله عليه وسلم. ويسعون للخدمة في بناء مصر والعمل علي درء الفتن عن الشعب المصري. اعلموا أن هذه الغاية التي تريدونها جميعاً. لن تتحقق إلا من خلال عاملين مهمين هما "العقيدة" و"الاخوة الإيمانية". والاخوة بلا دين ليست اخوة. ولكنها التقاء مصالح وتبادل منافع تزيل معها الاخوة بزوال المصالح. ولا ينبغي أن يكون التنافس من أجل الدنيا. صححوا النية وطهروا السرائر. واجعلوا غاية نصرة الشريعة الإسلامية نصب أعينكم. وليس ضرورياً علي الاطلاق من يكسب الجولة أو يحقق النصر المهم أن ننصر نحن جميعاً دين الله عز وجل. وأن ننصر شريعة النبي صلي الله عليه وسلم. وأن نمهد لخدمة الشعب المصري الذكي. وليسي المهم من يرفع الراية. ولكن المهم أن ترفع الراية. وليس المهم من يقول الحق. المهم أن يقال الحق. وليس المهم من ينصر من الأفراد. ولكن المهم أن ينتصر المنهج وأن ينتصر الدين وأن ينتصر الشعب المصري.