جهود العلماء والأطباء مستمرة لاستكشاف أسرار الابداع الإلهي في منظومة الخلق لمسح آلام المرضي وتحقيق الشفاء لهم. نتوقف عند أبحاث تتناول اللحظة الأولي في بداية خلق إنسان جديد وكيف تحكم هذه اللحظة حسابات دقيقة كما أكد القرآن الكريم "إنا كل شيء خلقناه بقدر". الأستاذة الدكتورة مني حشمت أستاذ التشريح وعلاج السموم بكلية الطب بجامعة طنطا تبدأ حوارها معنا.. بالقول: تبارك الله أحسن الخالقين.. تجلت قدرته وعظمته في اللحظة الأولي في عملية الخلق حين ينجح حيوان منوي واحد من بين ملايين الحيوانات المنوية التي تنطلق من الزوج أثناء الجماع لتلقيح بويضة الزوجة فيخترق الحيوان المنوي جدارها برأسه وتتم عملية الإخصاب ويصبح أمام "نطفة" هي أول مراحل الخلق كما جاء في القرآن الكريم "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين" سورة المؤمنون آية 12. .13 العلماء وجدوا أنفسهم أمام معجزة مذهلة فبعض الأطفال تتم ولادتهم وهم بصحة جيدة والبعض الآخر يطلون علي الدنيا بمرض خطير وطبعاً تساءلوا.. لماذا؟؟ * وهل قيض لعلماء النجاح في اتجاههم في هذا المجال؟ ** نعم.. تعمق للعلماء في دقائق وتفاصيل اللحظة الأولي في عملية الخلق وثبت للعلماء أن رأس الحيوان المنوي تحتوي علي نوعين من الكروموسومات أما البويضة فتحتوي علي كروموسوم واحد هو X.. ومن الأبحاث ثبت أن الله جل شأنه قدر عدداً معيناً من الكروموسومات للذكر ورقماً محدداً أيضا من الكروموسومات للأنثي فإن اختل هذا العدد ولد الطفل بأمراض خطيرة. * ما هي هذه الأمراض؟؟ ** يصاب الطفل بمرض أو "متلازمة داون" إذا كانت كروموسومات الرجل إلي ثلاثة كروموسومات بدلاً من اثنين. * وما هي طبيعة المعاناة من الإصابة بهذا المرض؟؟ ** الأفراد المصابون ب "متلازمة داون" يعانون بدرجات متفاوتة من الإعاقة الفكرية وتبدو علي قسمات وجهه ملامح خاصة تميز هذا الإنسان بالإصابة بهذا المرض كما يصاب جسمه بعيوب أخري وعيوب في خلقه!. اختلال في المنظومة تتابع الدكتورة مني حشمت ذكرها للأمراض التي تصيب المولود إذا اختل عدد الكروموسومات الذي قدره الله جل شأنه في منظومة الخلق فيحدث للمخلوق مرض آخر أسماه العلماء "ياتاو وإدواردز" وهؤلاء هم الأطفال الذين يعانون من ثلاثية الكروموسومات 13. 18 ويصابون بالتخلف العقلي الشديد كما يصاب المولود بعيوب خلقية عديدة ولسوء حظهم يموت بعض هؤلاء الأطفال خلال عامهم الأول. أما المرض الثالث والكلمات مازالت للدكتورة مني هو "متلازمة تيرنر" وضحاياها من المواليد البنات وسبب المرض من لخبطة تحدث في عدد الكروموسومات "X" ومن أعراض هذا المرض قصر القامة. ولا تحدث فيها علامات البلوغ مثل غياب الدورة الشهرية وعدم نمو الثديين وقد يصيب مرضا القلب والكلي ولكنهن يتمتعن بالذكاء. وتنتقل بنا الدكتورة مني حشمت للحديث عن مرض يصيب المواليد ضحايا اختلال المنظومة التي قررها الخالق جل شأنه وضحاياها في كل 1000 من الإناث تتم ولادتهن ببكروموسوم X زيادة ومن ملامحهن طول زائد في القامة. لكنهن يتمتعن بذكاء عادي وإن كانت مشاكل التعليم لا تفارقهن حيث يتمتعن بصحة جيدة ومظهر عادي لكن المشكلة تكمن في أن الأهل لم يكتشفوا إصابتهن بخلل في الكروموسومات. ويمضي حديثنا حول اختلال عدد الكروموسومات في جسم المخلوق الجديد وما ينجم عن ذلك من متاعب لضحايا هذا الاختلال.. تضيف الدكتورة مني: هناك أيضاً مرضي مخلوقون ب "متلازمة كلاينفلتر" وهم من المواليد الذكور إذا اكتشف العلماء أن هؤلاء الأطفال لديهم اثنان أو أكثر من كروموسومات "X" جنباً إلي جنب مع الكروموسوم "Y". الإصابة بالعقم * ومما يعاني هؤلاء الأولاد؟؟ ** شبه الذكاء عادية ولكنهم يعانون من مشكلات تعليمية إذ يعانون من ندرة هرمون الذكورة وقد يصيبهم العقم. وآخر اختلالات الكروموسومات والتي تتمثل في آن واحد من كل ألف من المواليد الذكور لديهم كروموسوم "Y" إضافي ويبدو في قامة أطول من المتوسط وصحتهم العامة عادية. * أليس من حل. وألا توجد طريقة لمنع هذه الاختلالات؟ ** يمكن اكتشاف تشوهات الكروموسومات بعمل اختبارات للجنين قبل الولادة. * ألم يعرف العلماء أسباب حدوث هذه التشوهات حتي تتحاشاها الأم؟ ** حتي الآن لم يصل العلماء إلي جواب لهذا التساؤل وصدق الله العظيم وهو يقول في القرآن الكريم: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً".