مرة أخري تتكرر مأساة الشهيد خالد سعيد مفجر ومشعل ثورة 25 يناير العظيمة الذي عذب وقتل علي يد رجال الشرطة والذين تم إدانتهم وإصدار حكم قضائي بسجنهم 7 سنوات وهو الحكم الذي اعتبره مخففاً جداً ولا يتناسب مع بشاعة جرمهم!! للأسف الشديد لم نفق بعد من مصيبة خالد سعيد حتي تتكررت هذه الجريمة واعتقد أنها ستكرر منذ أيام قليلة مع الشاب عصام عطا الذي قتل في سجن طرة الخميس الماضي علي يد سجانيه. وكأنه سيناريو نشاهده مرة أخري ليؤكد لنا أن عقلية كثير من رجال الشرطة لم تتغير وأن منهج وزارة الداخلية هو نفس المنهج في النظام السابق الفاسد مع تغيير الأسماء والمسميات كما حدث مع جهاز أمن الدولة السابق بالرغم من أن الثورة غيرت وجه الحياة السياسية في مصر بأكملها وفي طريقها إلي النجاح إن شاء الله. وللأسف أيضاً أن معظم وسائل الإعلام خاصة الصحف القومية سارعت بنشر تصاريح المصادر الأمنية التي أعلنت أن عصام عطا مسجل خطر بلطجة وسلاح بدون ترخيص ومخدرات وأنه محكوم عليه بالحبس لمدة يومين في قضية جنائية وكأن هذه المصادر تريد أن تبرر جريمة تعذيب وقتل عصام عطا في محبسه. وإذا افترضنا جدلاً أنه بلطجي ويستحق الحبس فهذا لا يبرر استخدام العنف معه وتعذيبه وقتله بهذه الوحشية لمجرد الشك في أنه هرب شريحة محمول داخل السجن. هذه الطريقة التي عذب بها عصام غير آدمية وتناقلتها بعض مواقع الإنترنت وهي إدخال خراطيم المياه من فمه ومن دبره مما أصابه بنزيف حاد داخلي وتوفي علي أثره بعد نقله إلي المستشفي. كما أثيرت شكوك كثيرة حول تشريح الجثة خاصة بعد تسريب بعض المعلومات من قبل المشرحين تفيد أنهم عثروا علي لفافة في معدته وفي طريقها للمعمل مما يوحي لنا بأنه هناك تهمة تعد الآن لعصام بأنه تناول لفافة بانجو أو حشيش كما فعلوا مع خالد سعيد رحمة الله عليهما!! إن ثورة 25 يناير التي طهرت الفساد في مصر لم تطهر وزارة الداخلية حتي الآن.. ونحن في انتظار نتيجة التحقيق.