أجرت بعض القنوات المصرية أحاديثاً مطولة مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أرودغان.. وحاولت خلال اللقاءات ومن أسئلتها المفخخة اصيطاد الكلمات والتصريحات التي تخدم هدفها وهو أن مصر لا تحتاج إلي الإسلام.. وإنما هي في حاجة إلي العلمانية.. وارتدت في الحديث ثوب البراءة.. ليقع الرجل في براثن شركها.. مستغلة علمانية الدولة التركية والتي تسجن من يعاديها قولاً أو فعلاً.. مهما كان.. وكانت إجابات الرجل تتماشي مع إسلاميته.. وفي نفس الوقت ألا يخالف دستور بلاده. د. راغب السرجاني تحدث حول زيارة أرودغان وتصريحاته في القاهرة في موقعه الإلكتروني.. وأوضح حقيقة العلمانية في تركيا؟ وهل هناك من تشابه بينها وبين العلمانية في مصر؟ وماذا عن الخلفية التاريخية للجيش التركيش.. وسلطته في تركيا.. والعلاقة بين أربكان وأرودغان.. وكيف نقيم تجربة أرودغان؟ يقول السرجاني: حدث نوع من اللغط الشديد حول زيارة أرودغان.. وفي التعليق علي بعض كلماته والخاصة بالعلمانية وتطبيق العلمانية وتعريفها.. وما إلي ذلك من أمور.. في بداية الأمر أقول.. الحكم علي الأشياء فرع عن تصوره.. أي أنك لا تستطيع أن تحكم علي إنسان أو تحكم علي كلماته وبدون أن تتصور أصول هذه الكلمات.. والظروف التي قيلت فيها.. فمن أراد أن يحكم علي أرودغان حكماً صحيحاً.. فلابد وأن يعود إلي أصول القصة.. أصول قصة أرودغان في تركيا.. كيف نشأ؟ وكيف نشأت الدعوة الإسلامية في تركيا بعد سنوات عجاف طويلة من البعد عن الدين؟ ونشأة حزب العدالة والتنمية.. هنا يمكن أن أحكم حكماً دقيقاً علي كلماته.. فتركيا ليست مصر.. تركيا تجذرت فيها العلمانية بشكل بشع.. قد تكون أشد من أوروبا.. لأن العلمانيين في تركيا يكرهون الدين عن قناعة تامة منذ عشرات السنين منذ سنة .1924 أضاف: والعلمانية تعني الإيمان بالعلم وليس إلي العلم فالعالم منظور دنيوي فقط.. وبالتالي لا توجد رسالة ولا وحي أو دين.. هذه أصول العلمانية.. ولما نشر أتاتورك العلمانية.. أقر الدستور أن العلمانية هي دستور تركيا.. ومن يذكر الإسلام يسجن.. حتي أرودغان نفسه سجن. وأرودغان يعرف هذه الظروف جيداً.. وعليه علينا أن ننظر إليه وكلماته من خلال هذا المنظور.. فهو يمشي وسط كم هائل من الأشواك.. الدستور ضده.. والجيش ضده.. والإعلام علماني. ووسط كل هذا يخرج حزب إسلامي لإقامة دولة إسلامية.. وسط تيار ينكر البعث والنشور.. ووسط هذه الظروف فلابد وأن يخرج ليعلن عن الإسلام بشكل مختلف حتي لا يحدث معه ما حدث مع أربكان. وحينما يتم استضافته في أحد البرامج المصرية والذي لم يكن هدفه النموذج التركي ولا غيره. فكل ما كان يدور برأس مقدمة البرنامج أن تأتي بكلمات من لسان أرودغان تدعم العلمانيين في مصر مع ملاحظة أنها إذا ما استضافت إسلامياً كان الهدف تحطيم الإسلامي.. وإحراجه.. ولو استضافت علمانياً.. لمعته المهم أنها سألت أرودغان ما رأيك في العلمانية؟ فقال الرجل.. دولتنا علمانية.. وأنا رجل مسلم ونحن نقف مع كل الأديان بمسافة متساوية.. ونحترم كل الأديان ولا نضيع حقوق مسلم أو غير مسلم في الدولة. يضيف: وهناك فارق كبير بيننا وبينهم فدستورنا يقول الإسلام.. والشعب كله يقول الإسلام.. وجيشنا جيش مسلم.. إذن فالوضع عندنا مختلف.. وعليه فلا يجب الضرب في أرودغان.. وتركيا من أقوي الدول التي يمكن أن تقف بجانبنا.. ولا داعي لتكسير وتحطيم مراكبنا.. وتذكروا أن أول رئيس زار مصر هو عبدالله جول.. وهذه إشارات.. والكلمة التي ألقاها كلها شكر وثناء لمصر وشعب مصر لقيمتها الكبيرة وعلينا أن نتذكر كلمة لها معني قالها أرودغان قال مصر هي بوابتنا لأفريقيا.. وتركيا هي بوابتنا إلي أوروبا.. وقال مصر وتركيا 150 مليون مسلم أي أنه يتكلم عن وحدة.