* يسأل سامي محمد من الإسماعيلية: إذا تم استبعاد مسئول عن منصبه لفساد ارتكبه في حق مجتمعه وادعي أن مرءوسيه هم الذين أساءوا وأفسدوا وهو غير مسئول. فهل هو علي حق فيما قال؟ ** يقول د. صبري عبدالرءوف استاذ الفقه بجامعة الأزهر: كل إنسان في موقع عمله مسئول عن تصرفاته وتصرفات مرءوسيه لا فرق في ذلك بين أن يكون المسئول عالماً بالفساد أو غير عالم بالفساد لأن الواجب عليه أن يحسن اختيار مرءوسيه لأن عدم حسن الاختيار معناه أن هذا المسئول لا يفهم شيئاً في علم الإدارة وكان عليه ألا يقبل المنصب الذي أسند إليه لأن عدم فهمه للإدارة يدل علي عدم شخصيته وتجرده من الأمانة لأنه بهذا سوف يختار أفراد حاشيته الذين يفسدون في الأرض ويظلمون الناس وهذا شأن بعض المسئولين الذين مازالوا يتمسكون بمناصبهم حتي الآن. وهذا يدل علي خيبتهم وعدم قدرتهم علي اتخاذ القرار وقد جاء في صحيح الإمام مسلم رحمه الله تعالي أن سيدنا أبا ذر رضي الله عنه جاء إلي النبي صلي الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله. ألا تستعملني؟ فضرب بيده علي فكيه ثم قال: يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدي الذي عليه فيها. لعل الرسول صلي الله عليه وسلم لم يستعمل أبا ذر لضعفه وبالتالي فإنه لا يصلح للإمارة فمن المسئول عن تولي غير الأمناء الأكفاء؟ حينما قال الرسول صلي الله عليه وسلم لسيدنا أبي ذر إنك ضعيف. فالضعف ليس معناه ضعفاً في الإيمان وإنما المقصود بالضعف: الكفاءة وحسن الإدارة لأنه رضي الله عنه كان من خيار الصحابة لأن المطلوب : الكفاءة والقدرة العملية علي انجاز ما يسند إليه من أعمال. قال تعالي في سورة يوسف: "قال اجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم". وكل مسئول يتنصل من مسئوليته لا يصلح أن يكون مسئولاً ولا يجوز له أن يتولي منصباً من المناصب وسيدنا عمر هو القائل: لو عثرت دابة بالشام لسأل الله عنها عمر يوم القيامة لم لم تمهد لها الطريق؟ فهذا المسئول محاسب يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم. وسيدنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم يقول: الإمام راع ومسئول أمام الله عن رعيته" فيا أيها المسئول الذي تركت حاشيتك وأعوانك يفسدون ويظلمون سوف تنال خزياً في الدنيا والآخرة.