* * ما موقف الشرع من الزوج الذي يهدر حقوق زوجته رغم عدم تقصيرها معه وتلبية كل رغباته في الفراش .. علما بأنه متزوج من أخري ويلبي كل رغباتها ؟ * يقول الدكتور أحمد عمر هاشم أستاذ السنة النبوية والرئيس السابق لجامعة الأزهر: أباح الإسلام التعدد.. لحكم عالية. كان التشريع الإسلامي أقوم وأحكم وأدق ما يكون فيها. فمن الرجال من قد تكون امرأته غير منجبة. أو بها مرض. ويكون هو شديد الرغبة لتلبية حاجته في الحال. وقد يكثر النساء حتي يصبح عددهن أكثر من عدد الرجال لا سيما في أوقات الحروب. وعندئذ يكون التعدد حلا لمشاكل عديدة قد تطفو علي سطح الحياة الزوجية والأخلاقية بعد ذلك ولكن الإسلام حين أباح التعدد أباحه في حدود واشترط له ما تسكن به حياة الأسرة وتطمئن.. فقد كان التعدد في أمم أخري غير مقيد ولا محدد قبيل الإسلام قد يبلغ أكثر من أربع زوجات ولكن الإسلام حدده بحيث لا يزيد العدد علي أربع. ومن دخل الإسلام ومعه أكثر من أربع أمر بفراق ما زاد علي العدد واختيار أربع فقط.. فعندما أسلم غيلان الثقفي وتحته عشر نسوة. قال له النبي صلي الله عليه وسلم: ¢اختر منهن أربعا وفارق سائرهن¢ رواه أحمد والترمذي. ثم إن الإسلام اشترط لمن يريد أن يتزوج بأكثر من امرأة أن يأنس في نفسه القدرة علي القيام بالعدل بين الزوجات. العدل في المسكن والملبس والمطعم والنفقة والمبيت ونحو ذلك.. ومن لم يأنس في نفسه القدرة علي العدل بين زوجاته فليس له ان يعدد. لأن الظلم حرام وتفريطه في الحقوق حرام لأن الله تعالي يقول: ¢فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة¢ النساء: "3". وحذر الإسلام من التفريط في حقوق الزوجات من الظلم وأن عاقبة الظلم وعدم العدل أليمة ونهايته سيئة في الدنيا وفي الآخرة. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ¢من كانت له امرأتان ولم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه ساقط¢ ورواية أخري: وشقه مائل. رواه أصحاب السنن. وكل أمر يستطيع أن يعدل الزوج فيه بين نسائه فلا يعدل فيه يدخل في نطاق هذا التحذير والتهديد الوارد في الحديث. وأما الأمر الذي لا يستطاع العدل فيه فإنه معفو عنه. وذلك هو الميل القلبي. يقول الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز: ¢ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل¢ النساء: "129".. ورسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهو القدوة كان يعدل بين نسائه غاية العدل وكان إذا أراد سفرا أقرع بينهن أي أجري القرعة بين أمهات المؤمنين فأتيهن خرج سهمها سافر بها. وما ذلك إلا للحفاظ علي المشاعر والأحاسيس وصيانة القلوب والنفوس. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يقسم ويعدل ويقول: ¢اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك¢ يعني القلب وحتي في مرضه صلوات الله وسلامه عليه لا يستطيع أن يدور عليهن. ولكنه صاحب الأخلاق العالية. والأسوة الحسنة فلذا نراه قد أستأذنهن أن يكون عند عائشة رضي الله عنها فأذن له صلي الله عليه وسلم.