كنا نتحدث عن الفساد الذي وصل إلي الاعناق.. ولم نكن ندرك انه وصل إلي النخاع حتي فسدت كل الاسماك وممن؟ من كبار من ائتمناهم علي مقدراتنا.. وصدعوا ادمغتنا بوسائل اعلامهم المضلل.. الازمة الاقتصادية الخانقة وكأن الازمات من نصيب الفقراء وحدهم أما هم فالكذب والتضليل مباح كنا نعتقد ان مغارة علي بابا لا تضم إلا الجواهر فرأينا فيها كل انواع الثروات.. تريليون واكثر نهبوه.. وجوعوا الشعب.. وجعلوه يسعي لرغيف خبز لا يؤكل واغذية مسمومة باعوها ونشروا الأوبئة والأمراض الفتاكة في اجسادنا.. ألا ينطبق علي هؤلاء وكبيرهم حد الحرابة؟! ولكن قبل تنفيذ حد الحرابة استعادة هذه الأموال ليعود إلي صاحبه ليشعر بعد معاناة بشيء من الراحة ونسأل انفسنا ولا نجد اجابة أكل هذه الأموال يستطيعون انفاقها؟ وماذا يفعلون بهذه الأموال المكدسة؟ هل ستصاحبهم إلي قبورهم؟ ألا يعلم هؤلاء أنها ستكون حملا ثقيلاً علي ظهورهم يوم استيفاء الحقوق؟ اتذكر من قراءتي لتاريخ احد الحكام عندما خلعوه وجدوه عنده صناديق الذهب مكدسة فلما حبسوه كان طلبه طبق رغيف خبز جاف وشربة ماء.. فمنعوهما عنه وطلبوا منه ان يأكل من الذهب.. فمات جائعاً.. يا إلهي.. لقد ظلوا يكذبون حتي صدقوا اننا صدقناهم فربطنا الاحزمة وهم يحزمون هذه الأموال ويخرجونها من مصر علها تنفعهم ذات يوم "نسو الله فأنساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون" مجرمون.. لصوص.. جوعونا ليشبعوا.. افقرونا ليغتنوا.. ألا لعنة الله عليهم اجمعين.. المعروف ان الذي يسرق هو المحتاج.. أما الآن فالذي يسرق هو الكبير والغني وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم حينما قال: "سياتي علي الناس سنوات خدعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين.. وينطق فيها الرويبضة.. فقيل وما الرويبضة؟ فقال: الرجل التافه الحقير يتحكم في أمر العامة كما قال! وإلي هؤلاء ماذا لو عشتم أغنياء بالقناعة بين من تحكمتم فيهم؟ اتموتون من الجوع؟ ام تعيشون عرايا؟ أم أم؟ لقد كونتم العصابة التي نهبت البلاد وكأنها تورتة تخطفون منها ما تستطيعون! ولكنها تورتة مسمومة ستصيبكم في مقتل ولا نجاة منها! وان الله ليمهل للظالم حتي إذا اخذه لم يفلته! ولقد اطفأتم المصابيح لنعيش في ظلامكم ولكن الله اراد ان يسلط عليكم هذه الانوار ليخذلكم لأن اسمه العادل وكلما اختلف اللصوص ظهر المسروق؟! لقد صنعتم لنا طوابير لنفس سرقاتكم ولكن عين الله لم تغفل عنكم لينطبق عليكم قوله تعالي: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون لقد خلقتم لنا ازمات نحتار في حلها وجعل الله قيداً في أعناقكم فأعتبروا يا أولي الألباب. الداعية/ هادي غلاب