1⁄4 يسأل عبد الله عبد العليم: ابتليت بمشاهدة المواقع الإباحية ووصل الأمر معي إلي حد الإدمان وبعد كل مرة أتوب ولكن سرعان ما أرجع إلي الذنب مرة أخري فماذا أفعل؟ هل طمس علي قلبي وحيل بيني وبين التوبة؟ هل مشاهدة المواقع الإباحية من الصغائر فتكفرها الصلوات؟ ** يجيب الشيخ عصام الشعار عضو الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين قائلا: إن مشاهدة المواقع الإباحية كونها من الكبائر أم من الصغائر هذا يتوقف علي حال من يشاهدها. فالذي يقع في هذه المعصية مرة ثم يتوب ففعله ليس من الكبائر. أما الذي يصر علي مشاهدة المناظر الإباحية فهذا مقترف لكبيرة من الكبائر في هذه الحالة. فالإصرار علي المعصية حتي وإن كانت من الصغائر يجعلها من الكبائر. قال الإمام الغزالي في الإحياء: اعلم أن الصغيرة تكبر بأسباب منها الإصرار والمواظبة ولذلك قيل لا صغيرة مع الإصرار.. وقال البدر الزركشي: والإصرار يكون باعتبارين: أحدهما: حكمي. وهو العزم علي فعل تلك الصغيرة بعد الفراغ منها. فهذا حكمه حكم من كررها فعلاً. بخلاف التائب منها. فلو ذهل من ذلك ولم يعزم علي شيء فهذا هو الذي تكفره الأعمال الصالحة من الوضوء والصلاة والجمعة والصيام. كما دل عليه الأحاديث. والثاني: الإصرار بالفعل... فالإصرار علي الصغيرة يجعلها كبيرة لا تكفرها الصلاة. بل لا بد من التوبة منها بشروطها. والمشكلة ليست في كون هذه المعصية من الصغائر أم الكبائر. لكن المشكلة تكمن في الجرأة علي الله ومبارزته بالمعصية. فالذي يأمن عاقبة الذنب علي خطر عظيم. وقديما قال سلفنا الصالح: ¢لا تنظر إلي صغر الذنب ولكن انظر إلي عظمة من عصيت¢. فالاستهانة بالذنب خطرها عظيم. لأنه يورث في القلب النفاق. فكما قال ابن مسعود -رضي الله عنه: المؤمن يري ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه. وإن المنافق يري ذنوبه كذباب مر بأنفه فقال به هكذا. فالذي يتذكر عاقبة الذنب في الدنيا والآخرة لما تجرأ علي الله وبارزه بالمعصية. وصدق الله "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةى أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابى أَلِيمى" "النور: 63" ولذلك يحذر النبي صلي الله عليه وسلم من الاستهانة بصغار الذنوب فيقول: ¢إياكم ومحقرات الذنوب. فإنما مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادي فجاء ذا بعودي وجاء ذا بعودي حتي جمعوا ما أنضجوا به خبزهم. وإن محقرات الذنوب متي يؤخذ بها صاحبها تهلكه¢ .