كل ما أخشاه أن ننزلق إلي هاوية الانفلات الأمني والأخلاقي الذي يحول المجتمع كله إلي مجرد فئات وطوائف وفرق يحارب بعضها بعضا في معارك وغزوات من الصناديق إلي هدم الأضرحة والكنائس وتنفيذ الأحكام بقطع الأذن والقصاص من المشتبه بهم وأخيراً مهزلة ستاد القاهرة.. وان كنا جميعا نرفض ونستنكر هذا الأسلوب والمنهج غير المنضبط واللا أخلاقي واللا وطني إلا انني شخصيا أخشي أن نصل إلي مرحلة الترحم علي ظلم وفساد النظام السابق.. كما حدث بعد سقوط وإعدام صدام حسين فترددت مقولة "نار صدام ولا جنة ديمقراطية الأمريكان"!! ان "شرعية" الثورة التي يحتمي بها كل من يريد تغييرا أو فرض رأي منهج معين علي الآخرين هي عينها الديكتاتورية والتسلط والفساد الذي جاءت الثورة لتطهير المجتمع من مظاهرها وعناصرها. لقد غاب عن هؤلاء ان المجتمع يحتاج الآن وأكثر من أي وقت مضي إلي التماسك والتعاون وفتح صفحة بيضاء لبدء المرحلة الجديدة والانطلاق نحو المستقبل بقلوب وعقول ناضجة غير متحيزة أو متحفزة تجاه فكر أو رأي بعينه وليكن منهجنا جميعا: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.