إن الله هو الملك المتصرف القادر.. لا يتم شئ في الوجود إلا بإذنه وإرادته وأمره وقدرته.. هو سبحانه وتعالي المانح للإذن والقادر علي نزعه أو سلبه أو تجريده.. يقول سبحانه وتعالي:¢ قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شئ قدير¢. وحجة المعترضين علي التوسل هي:لا تجعل بينك وبين الله واسطة.. نحن لم نخلق هذه الواسطة.. الله هو الذي جعل بينه وبيننا واسطة.. وهي هنا صلي الله عليه وسلم.. يقول سبحانه وتعالي:¢ ما علي الرسول إلا البلاغ ¢.. ويخشي المعترضون علي التوسل أن يخلط العامة بين الواسطة ومصدرها فيضلوا.. يقول سبحانه وتعالي:¢ ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً ¢.. وكأنها مسألة حسابية تكتب هكذا:جاءوك « استغفروا الله « استغفر لهم الرسول 1⁄2 لوجدوا الله تواباً رحيماً.. لو سقط من رأس المعادلة مقدار اختلت تماماً.. لابد من أن يأتوا للرسول.. وأن يستغفروا الله.. وأن يستغفر لهم الرسول.. ليجدوا الله تواباً رحيماً. لكن المنافقين أبوا أن يذهبوا إلي الرسول.. وقالوا:كيف نذهب إلي بشر مثلنا.. فلنستغفر الله مباشرة دون واسطة ولا داعي للذهاب إليه صلي الله عليه وسلم.. قالوا ذلك وهم يتصورون أنهم سيحصلون علي نتيجة المعادلة ¢ لوجدوا الله تواباً رحيماً ¢.. وقد قبل الرسول أن يستغفر لهم عن بعد.. لكن حكم الله هو حكم الله.. يقول سبحانه وتعالي:¢ وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين ¢.. هذا هو الفسق التكبر علي الإتيان إلي رسول الله ورفض منحة إلهية وهي التوسل إلي الله برسوله صلي الله عليه وسلم. ويفسر الذين يحرمون التوسل قول الله تعالي:¢ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ¢.. يفسرونه علي عدم التوسل برسول الله.. مع أنه عين التوسل به صلي الله عليه وسلم.. فالله سبحانه وتعالي يقول:¢ وإذا سألك عبادي عني ¢ ولم يقل ¢ وإذا بحث عبادي عني ¢ إذن فشرط أن يكون الله قريباً من عباده أن يأتوا ويسألوا رسوله الكريم عنه سبحانه وتعالي.. إن شرط إجابة الدعوة هنا أن يأتوا إلي الرسول ويسألوه عن الله سبحانه وتعالي.. إن سرعة تفسير كلام الله يضعنا في خطأ قد يتجاوز حدود ما يمكن قبوله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.