لا اعتقد أن هناك شخصا يستطيع الاحتماء بالتفسير التآمري لتبرير العشوائية والفوضي السلوكية لمن يريدون السطو المفاجيء علي ثمار ثورة الشباب المباركة قبل أن تؤتي أكلها. هل هناك أجندات أجنبية وراء الهوجة المنظمة للبناء علي الأراضي الزراعية واقتحام العقارات للاستيلاء عليها؟!، وهل تسلل الينا مخطط تآمري ايراني لتعطيل المصانع والشركات؟! وهل دخل بيننا عملاء حماس وحزب الله لتعويق العمل بكثير من مؤسساتنا الانتاجية؟!، وهل تقف وراء إشاعة الرعب والفزع بالمدن الجديدة جماعة محظورة بأجنحة سرية مسلحة ترهب الناس بلا عقل وبلا دين؟! الذين يدمنون التفسير التآمري من حملة المباخر والمسبحين بحمد النظام البائد هم سبب تفاقم الكثير من أزماتنا، فقد دفع النظام اثناء فترة الاحتضار بفلول المنظرين ومدعي الثقافة الي العديد من القنوات الفضائية والأرضية لاقناعنا باعادة الروح اليه رغم ما أحدثه في الشخصية المصرية من تحولات سلبية نتجت عن القهر والظلم والاستبداد عبر ثلاثة عقود. لا ينبغي أن تأخذنا نشوة نجاح ثورة الشباب من الاسراع بثورة أخري لاعادة المعدن الأصيل للمصري الذي يقدم مصالح وطنه علي مطالب فئوية يمكن الصبر علي تحقيقها بعد أن وعد المسئولون بذلك. أفضل ما نحيي به ذكري ميلاد خاتم الانبياء سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم- هو المزيد من العمل المتقن الذي يستعيد الروح لمؤسساتنا المنهوبة والمنهكة بالبطالة المقنعة التي ترتدي عباءة الاضراب والاعتصام للحصول الفوري علي حقوق صبرنا من أجلها عشرات السنين. أما المتشوقون للسلطة ظنا منهم أنها مغنم - فأذكرهم بقول المولي سبحانه وتعالي: »فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء، حتي إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون. فقطع دابر الذين ظلموا، والحمد لله رب العالمين«. خير الكلام: »قل اللهم مالك الملك، تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء، وتذل من تشاء، بيدك الخير، إنك علي كل شيء قدير« صدق الله العظيم. [email protected]