* يسأل محمد سالم عزالدين من سيناء الجنوبية: ما عقاب الذين يفسدون في الأرض؟ ** يجيب فضيلة الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر الشريف بقوله: قال الله تعالي: "والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار" الرعد: 25. نقض العهد إبطاله وعدم الوفاء به من بعد ميثاقه أي ينقضون عهد الله تعالي ولا يوفون به بعد أن أكدوا التزامهم وقبولهم له وقوله ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل أي يقطعون كل ما أوجب الله تعالي وصله ويدخل فيه وصل الرسول صلي الله عليه وسلم بالاتباع والموالاة ووصف المؤمنين بالمعاونة والمحبة ووصف أولي الأرحام بالمودة والتعاطف فالآية الكريمة بيان لحال هؤلاء الأشقياء بأنهم كانوا علي الضد من أولئك الأوفياء الأخيار الذين كانوا يصلون ما أمر الله به أن يوصل وقوله "ويفسدون في الأرض" الرعد: 25. بيان لصفة ثالثة من صفاتهم القبيحة أي: أنهم كانوا يفسدون في الأرض عن طريق حربهم لدعوة الحق واعتدائهم علي المؤمنين وغير ذلك من الأمور التي كانوا يقترفونها مع أن الله تعالي قد حرمها ونهي عنها فهم يقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض بأعمالهم الخبيثة التي ينشأ عنها الحرب والهلاك والدمار والفساد ينقضهم للعهود والمواثيق التي تدعو إلي السلام هؤلاء المنتقضون العهد الذين لا يخافون ربهم ولا يخشون حسابه القاطعون للرحم المفسدون في الأرض لهم اللعنة والطرد من الرحمة والبعد عن خيري الدنيا والآخرة ولهم سوء الدار لما اجترحوا من سيئات الأعمال وارتكبوا من شرور الآثام بنقضهم للعهود وقطعهم صلة الرحم وإفسادهم في الأرض.