تشهد مصر محاولات حثيثة لاحتواء الفتنة الطائفية التي تعصف بالبلاد حاليا وتهدد بزعزعة ثورتها المباركة فعقب صلاة الجمعة خرج مئات الآلاف من المواطنين من المساجد متجهين صوب ميدان التحرير مرورا بشوارع القاهرة رافعين شعارات الوحدة الوطنية ومسلم ومسيحي ايد واحدة وفي ميدان التحرير ردد المتظاهرون شعارات دعوا فيها الي ضرورة القضاء علي العناصر التي تتسبب في اشعال الفتنة الطائفية كوسيلة من وسائل الثورة المضادة التي يقودها فلول الحزب الوطني البائد الذين طالبوا بحله فورا كما طالبوا بحل المجالس المحلية ايضا باعتبارها اجنحة الراغبين في الانقضاض علي الثورة المصرية. أم الشيخ مظهر شاهين امام مسجد عمر مكرم صلاة الجمعة بميدان التحرير وخاطب المصلين داعيا اياهم ان ينتبهوا لدعاة التخريب والفتنة الطائفية محذرا من الجماعات الخارجية والايدي الخفية التي تعبث بامن الوطن وشدد شاهين علي وحدة المسلمين والمسيحيين وذكرهم بوقفتهم معا في ميدان التحرير ضد الظلم والفساد وكللت نجاحاتكم بتكليف الدكتور عصام شرف برئاسة الوزراء. وأطلق شاهين حملة تحت عنوان ¢كنائسهم كنائسنا وبيوتهم بيوتنا¢ حيث قال ¢إن المجلس العسكري أعلن بناءه لكنيسة أطفيح بنفس المكان الذي هدمت فيه ولكني أري أنه علي المسلمين أن يبنوا تلك الكنيسة علي نفقتهم الخاصة مطالبا الحكومة بفتح رقم حساب ليسمح للمسيحيين ببناء كنيسة جديدة ليشهد التاريخ أن من بنا كنيسة المسيحيين هم المسلمون. وطالب شاهين المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتنفيذ مطالب الثورة كاملة والتي تتمثل في إقالة كافة المحافظين وحل المحليات وحل الحزب الوطني وعودة مقراته إلي الشعب وحل جهاز أمن الدولة وطالب شاهين النائب العام بالتحقيق الفوري مع رموز الحزب الوطني المشاركين في تزوير الانتخابات البرلمانية السابقة. وعقب الصلاة القي اللواء حسن الرويني قائد المنطقة العسكرية المركزية كلمة في المتظاهرين ممسكا المصحف والصليب وبجواره شيخ وقس ودعا الي عدم الانتباه الي الشائعات مشيرا الي انه قام بزيارة اطفيح وليست هناك مشكلة بين المسلميين والمسيحيين هناك وقال للمتظاهرين كلنا مصريون ولا يجب لاحد ان يدخل بيننا. وأكد الرويني أن الجيش المصري مع الثورة وأنه لن يسمح بالثورة المضادة ولن يسمح لأحد أيضا بان يجهد ما حققته الثورة. وقال ان الشرطة هي إحدي مؤسسات الدولة التي بدأت في العودة تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية وأن الجيش المصري لن يسمح لأحد بأن يعبث بأمن هذا الوطن مرة ثانية. وعقب صلاة الجمعة عقد الداعية الاسلامي عمرو خالد مؤتمرا شعبيا حاشدا بقرية صول باطفيح دعا فيه اطراف القرية الي نبذ الفتنة الطائفية والالتفاف حول الثورة المصرية وان نكون جميعا مسلمين ومسيحيين يدا واحدة حتي تكتمل الثورة ولا نعطي الفرصة لاعدائها لاجهاضها. كان خلاف قد اندلع بين المسلمين عقب صلاة الجمعة بمسجد علي ابن ابي طالب بقرية نزلة ترجم والتي ام الصلاة فيها الداعية عمرو خالد الذي دعا المسلمين الي اعادة بناء الكنيسة مرة اخري حيث وافق عدد كبير من المسلميين هناك في حين رفض البعض الاخر ورددوا الهتافات الرافضة. كما ام الشيخ محمد حسان الداعية الاسلامي صلي جمعة مليونية بمسجد عمرو بن العاص حيث احتشد مئات الآلاف من المصلين داخل المسجد وفي الشوارع المحيطة به وحذر حسان من الفتنة الطائفية التي من الممكن ان تعصف بمصر كلها اذا استمر اشتعالها وطالب المصلين عدم الالتفاف الي الشائعات والا يصدقوا ما يقال علي لسانه الا اذا سمعوه منه شخصيا حيث ان هناك من يحاولون الآن بث الشائعات علي ألسنة الدعاة لاذكاء روح الخلاف والفتنة بين المواطنين. أكد أن دماء الأقباط محرمة كدماء المسلمين لأن لهم ذمة وعهداً في الإسلام وتعهد الشيخ حسان بعدم قبول اي منصب ديني او سياسي. أوضح حسان أن مصر مستهدفة من الغرب وأمريكا وإسرائيل مستشهدا بما قاله رئيس أركان الجيش الصهيوني منذ شهرين بأنهم سيشعلون نار الفتنة في مصر داعيا المسلمين والأقباط بقطع الطريق عليهم خاصة لأن أخطر شيء علي مصر هي الفتنة الطائفية التي إن حدثت ستدمر الأخضر واليابس وستطول الجميع مسلمين وأقباطاً كما دعا حسان للحكومة الجديدة والمجلس الأعلي بالتوفيق مطالباً إياهم بألا تحكم مصر بمجاملات والأجندات الخارجية وأن يطبق العدل والحق علي المسلمين والأقباط وأن يتم القصاص من جميع من أخطأ وأفسد في مصر علي أن يكون هذا القصاص بلا شماتة. كما ناشد حسان الأقباط شباباً وكباراً فض الاعتصام من أمام مبني ماسبيرو قائلا إن حكم العدل والحق سيعطي للجميع حقه قائلا إن كنا نطالب بتفتيش المساجد نطالب بتفتيش الكنائس لافتا إلي أن ذلك الوقت وقت عطاء لمصر وليس وقت استغلال الظروف. كما ان الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية صلي الجمعة بمسجد القوات المسلحة بال رشدان بحضور المشير حسين طنطاوي القائد الاعلي للمجلس الاعلي للقوات المسلحة واعضاء المجلس والدكتور عبد الله الحسيني وزير الاوقاف في ذكري احتفال القوات المسلحة بيوم الشهيد الذي يوافق يوم التاسع من مارس من كل عام وكان عنوانها شهداء الدنيا والآخرة. ودعا الشيخ علي جمعة الي ضرورة نبذ الخلافات ووأد الفتنة الطائفية في مهدها حفاظا علي امن الوطن. وأوضح فضيلة المفتي في خطبته أن الشهيد نوعان شهيد مات في سبيل الله وهو في أعلي مراتب الجنة وشهيد الحضارة وهو الذي يكافح في سبيل إعلاء المبادئ الحضارية وإشاعة العدل والرحمة واستعادة الحقوق وقال فضيلته اننا إذ نحتفل اليوم مع جموع المصريين بيوم الشهيد نرسل تحية عطرة مباركة للشهيد الذي ضحي بروحه ودمه في سبيل الله ومن أجل مستقبل أفضل لهذه الأمة رافعا بذلك هامة مصر وأهلها عالية خفاقة وأضاف ارفع رأسك فإنك مصري وأكد أننا تواجهنا تحديات بعد ثورة يناير تبدو مثل الجبال ولكنها كجبال الثلج الذي سيذوب مع حرارة الإيمان وشمس الحرية. وشدد فضيلته أنه لا ينبغي ألا نضيع دماء شهداء 25 يناير هدرا بترك الهدف الذي انتفضوا واستشهدوا لأجله وذلك بالتنمية والتقدم في كافة المجالات الحياتية وأن الثائر الحق الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد. ووجه فضيلة المفتي رسالة لكل مصري في يوم الشهيد بالتعاون لاستعادة أخلاقيات المسلمين الأوائل الذين نقلوا عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قوله: ¢من ظلم معاهدا أو انتقصه أو كلفه ما لا يطيق أو أخذ منه شيئا بغير رضي نفسه فأنا حجيجه يوم القيامة¢ وكان هذا الحديث شعارا للمسلمين جميعا لأنه كان شعارا تحول إلي واقع وسلوك ومن سمع هذا ثم يؤذي إخواننا في الوطن لا يكون شهيد حضارة. أوضح فضيلة المفتي أن الإعلام عليه دور كبير في تثقيف الناس وتعليمهم حقوقهم وواجباتهم وبيان مقتضيات ومتطلبات الحاضر والمستقبل . قائلا : كفانا كلاما وهيا بنا لإحداث وعي للمحافظة علي الروح الجديدة لنكون معمرين ولسنا مدمرين . فالله تعالي لما خلق الخلق خلقهم لأهداف ثلاثة العبادة والعمارة والأخلاق. ووجه فضيلته تحيه لكل معمر بالوطن يدفع الوطن للأمام ووجه التحية إلي رجال القوات المسلحة الشريفة الباسلة التي رفعت قامة مصر عالية في الماضي والحاضر والمستقبل كما أن أقباط مصر إخواننا في الوطن الذين أوصي الله أن ننزلهم منزلة النفس. كما وجه فضيلته تحية إلي إخواننا في الوطن الذي أمرنا الله أن ننزلهم منزلة النفس مؤكدا أن الإسلام والمسيحية يدعوان المؤمنين إلي المواطنة الراقية ورفع كل العوائق والظلم والقهر والتهميش. واختتم فضيلته برسالة أمل قوية أننا جميعا قادرون علي اجتياز المرحلة التي نمر بها مطالبا الجميع إلي التحلي بثقافة العمل والأمل والوعي قبل السعي. من ناحية اخري واصل آلاف المعتصمين الاقباط اعتصامهم امام مبني التليفزيون بماسبيرو في الوقت الذي انطلقت فيه جلسة مفاوضات بين بعض المتظاهرين والاباء الكهنة ورموز من العمل الوطني داخل مبني التليفزيون وقد توافد علي مكان التظاهر بعض الرموز الفنية في محاولة لاقناع المتظاهرين بفض اعتصامهم مثل الفنان القبطي هاني رمزي الذي حمله المتظاهرون علي الاعناق والقي كلمة حذر فيها من الفتنة الطائفية وانها كفيلة بوأد الثورة.