أدان الخبراء والمفكرون المشاركون في الندوة التي نظمها مركز الجمهورية للدراسات والبحوث السياسية والأمنية تحت عنوان "جريمة الإسكندرية" الحادث الغادر الذي استهدف الوطن وأوجع قلوب كل المصريين. أكدوا أن الجريمة أصابت كل الشعب المصري وتسبَّبت في أحزان وآلام لكل بيت في مصر وقصدت بغدرها الإنسان المصري المسلم والمسيحي. وشددوا علي ضرورة دراسة أسباب الاحتقان في المجتمع المصري وسن القوانين التي تقضي علي هذا الاحتقان وطالبوا بتفعيل دور الإعلام في ترسيخ المفاهيم الإيجابية التي تحمي المواطنة وتعيد للمجتمع المصري قيمه الأصيلة.. وأكدوا علي دور الأسرة والبيت المصري في تربية النشء علي قيم الولاء لمصر ورفض التعصب والتطرف وإعلاء المواطنة وحب الوطن. وأكد اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات السياسية الذي أدار الندوة أن الحدث أحزننا جميعاً وأدمي قلوب الشعب المصري مضيفاً أنه جريمة بكل المقاييس انكرها كل الشعب المصري بكل فئاته وهي مرفوضة ولم تستهدف فئة دون أخري. وقال إن الاعتداء علي الإخوة المسيحيين في الإسكندرية يستهدف الشعب المصري كله ويتطلب وقفة جادة منا جميعاً لبحث تداعياته وتحصين المجتمع من الأخطار والتهديدات التي تسعي لبث الفتنة بين فئاته. ويؤكد أن مصر مستهدفة وهذا الاستهداف خارجي وخطير في مسعاه ومخططاته. وقال إن أعداء الوطن يريدون تخريب وتدمير مصر من خلال زعزعة الأمن والاستقرار وتهديد المواطن وإفزاعه. وأوضح أن حالة الاحتقان والغضب والقلق مناخ مناسب للدسائس والمؤامرات وأفعال ومخططات المخابرات التي تستهدف أمن واستقرار مصر وتسعي بكافة السبل لتدمير الكيان المصري. وقال إن حماية مصر تبدأ من المواطن وتكاتفنا جميعاً وتضامنا والشعور بقيمة الوطن وأهميته وترسيخها في القلوب والعقول. ويقول اللواء رءوف المناوي مساعد وزير الداخلية الأسبق إن الجريمة البشعة التي ارتكبت في الإسكندرية لها مؤثرات خطيرة وهي ليست موجهة للإخوة الأقباط ولكن لمصر كلها وتوقيته تسبب في زيادة الألم والحزن لإخواننا المسيحيين. ويضيف أن نتائج هذه الجريمة وتداعياتها تضر بكل الشعب المصري وتنذر بأخطار كبيرة. وقال إن ما حدث يعيد لدينا ذكريات تجربة موجة الإرهاب والآن المشكلة أننا نريد السيطرة علي تداعيات هذه الجريمة والأمن بذل جهود كبيرة علي مدي الأيام الماضية ومستمر في جهوده للوصول للجناة الحقيقيين. ويؤكد أن جهاز الأمن المصري علي كافة مستوياته لا يستبعد أي احتمال سواء علي مستوي الأمن السياسي أو الأمن الجنائي وهناك الآن مراجعة تامة لكافة الإجراءات الأمنية وبحث كافة الخيوط التي يمكن أن تقود إلي العقل المدبر وراء هذه الجريمة. ويقول إن الكارثة التي يجب أن نعيها جيداً وننتبه لخطورتها هي عودة موجة الإرهاب مرة أخري لمصر وهذا يتطلب أن نتكاتف جميعاً ونبحث في الأمور التي تقود إلي معاناة المواطن المصري ومطالبة مزيد من الديمقراطية حتي لا نجد أنفسنا في مواجهة شرسة مع الإرهاب والعنف. وأوضح أن الجريمة موجهة لمصر وهدفها زعزعة الأمن والاستقرار وعلي وسائل الإعلام أن تقوم بدورها في توضيح ذلك للمواطنين وأثره علي اقتصاد مصر ووضعها في المنطقة. ويقول المفكر القبطي سمير مرقص: إن خطورة الحادث تجعلنا ننتبه إلي عدة أمور أهمها أن تنظيم القاعدة لأول مرة يدخل في الملف المصري خاصة القبطي ويؤكد أنه ليس بجديد استهداف الأقباط ولكن تفاعلات الداخل وتراكم الأزمات المرتبطة بملف الأقباط جعلت هناك توجسا وتخوفا كبيرا لدي الأقباط علي أوضاعهم. وقال إن حادث الإسكندرية جريمة إرهابية معقدة والمشكلة أننا لم ندرس ما حدث في العام الماضي خاصة السجال علي الفضائيات وتزايد حدة الخطاب الديني في الفضاء الالكتروني. وأضاف أن الدولة عليها تفهم الغضب القبطي واستيعابه. وقال إن النواة الصلبة المصرية التي تتكون من المسلمين والمسيحيين صلبة وعفية وقادرة علي تجاوز الأزمات. وأكد أن الحالة المصرية تفرض دراستها والبحث في كيفية التعامل معها. وقال إن الوضع والظروف المحيطة بمصر خاصة الحالة العرقية وما فيها وإسرائيل ومحاولاتها استهداف مصر عن طريق العبث بالملف القطبي تفرض علينا أن يكون لدينا منهج ورؤية حاسمة في مواجهة الأزمات والمشكلات. ويؤكد أن الحوار والتواصل الوطني يمكن أن يحلا الكثير من مشاكل الأقباط وترسيخ مفاهيم الدولة المدنية والقانون والآليات المدنية. وقال إن المطلوب الآن حماية التعددية المصرية والحياة المشتركة لكل المصريين والدفاع عن الدولة الحديثة الدستورية التي تقوم علي المواطنة والمساواة وعدم التمييز. ويقول منتصر الزيات المحامي إن حادث الإسكندرية جريمة يستنكرها كل المجتمع ويقف وراءها جهات تستهدف مصر. مضيفاً أن البحث عن السبب يظهر الجاني والمجرم الذي ارتكب الجريمة فالجريمة ليست دينية والإسلام يرفض هذه الجريمة لأنها جريمة غدر والرسول صلي الله عليه وسلم شدَّد علي رفض جريمة الغدر فمن يقف خلف الجريمة يريد تقسيم المجتمع المصري. ويضيف أن الحديث عن إسرائيل واستهدافها المجتمع المصري وإشغاله بالفتن وهي لها تجارب كثيرة في هذا النوع من الجرائم. وقال إن احداث الوقيعة بين المسلمين والمسيحيين أصبح هدف الكثير من القوي الخارجية التي لها أجندات سياسية ومصالح تريد تمريرها بالمنطقة. ويؤكد أن الملف القبطي الإسلامي يجب فتحه وإجراء حوار موسع حوله وقال إن تشجيع الأقباط علي الحوار مسئولية كل المجتمع. وقال إن تقوية الدولة المصرية هو السبيل لمواجهة هذه الموجة الإرهابية مضيفاً أن ضمانة عدم تكرار الفعل الإجرامي يفرض الضرب بيد من حديد علي كل من يستهدف مصر.