الطغيان بغي وعدوان واستمراء الظلم بالترهيب والتعذيب إلي حد القهر والهوان.. وهو حالة تسلطية تعتري فردا أو جماعة لتصب أذاها علي شعب أو بضعة شعوب حيث يتم العبث بقيم العدل والتنكر للحقوق الأساسية فإذا بها معطلة أو سليبة ويواكب ذلك الحجب والحجر والكبت والحيلولة دون إبداء الرأي أو المشاركة فالطاغية يحصر الرشد والسداد فيما يري أو يقرر ليتفرد. وفي تصوير بليغ أشار القرآن الكريم للطغيان والطغاة وعاقبة أمرهم وبالا وساءوا مآلا "ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك لبالمرصاد" 6 : 13 الفجر. ويعين الطاغية فئة من المنافقين والمرائين والمنتفعين ويزينون له سوء عمله ويدفعونه للتمادي في الشطط واضفاء هالة زائفة من التفخيم والتضخيم لينتابه الغرور والكبرياء ويتجاوز بصلفه الحدود حتي يقع فريسة التخيل بأنه وليس سواه حاكم متحكم بلا صاد أو راد. وكما صرح فرعون "أنا ربكم الأعلي" 24 النازعات والرأي رأيه "وما اريكم إلا ما أري" "وأضل فرعون قومه وما هدي" 79 طه وكذب موسي فيما جاؤه من وحي السماء واتهمه بالعصيان واستحل دمه ومن معه "ولقد أرسلنا موسي بآياتنا وسلطان مبين إلي فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال وقال فرعون ذروني أقتل موسي" 22:26 غافر وأفصح فرعون عن تحد سافر "وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السماوات فاطلع إلي إله موسي" 36:37 غافر. والطاغية يجري عملية غسيل مخ لتابعيه والخاضعين لسلطانه ويستلب منهم ولو إلي حين ارادة التغيير فيقاومون في صفوفه خوفا من سطوته أو طمعا في رحمته ولكن هيهات. وعلي امتداد تاريخ البشرية نلحظ توازي الهوان مع الطغيان وفي تاريخنا المعاصر والقريب تعرض العالم لأبشع مواجهة من خلال حربين متتاليتين في الفترة من 1914 إلي 1939 وبفارق ربع قرن راح ضحيتها عشرات الملايين في سائر أرجاء المعمورة نتيجة لديكتاتورية الغاشية والنازية وطغيانهما غير المبرر علي السلام والأمن الدولي وفي واقعنا العربي حدثت مواجهات وانتهاكات حركها الطغيان وأسفرت عن جروح وقروح أصابت الكيان العربي ولا يزال أثرها نازفا راسفا في الحزن. السيد حسين العزازي وكيل وزارة سابق بالكهرباء والطاقة