تحولت خطبة الجمعة في مسجد الشيخة سناء بالمرج إلي ما يشبه حفل التأبين بين لسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عن آل البيت أجمعين - في ذكري استشهاده في العاشر من محرم عام 61 ه في مدينة كربلاء العراقية. فقد احتشد قرابة الألف مصل وذرفت دموعهم وانفلتت بعض الأصوات بالبكاء خلف الشيخ محمد الأزهري الذي أثر في الوجدان والقلوب المحبة لآل البيت والتي جاء أصحابها من مختلف المناطق قاصدين ضريحي سيدي الشيخ مصطفي الشريف وحرمه أم الرجال بحضور أبنائهما وأحفادهما وعلي رأسهم محمود وإبراهيم وعلي وجمال في مشهد حضاري بعيداً عن الانحرافات المسيئة للإسلام. بدأ الشيخ الأزهري خطبته بالحديث الشريف لسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "حسين مني وأنا من حسين. أحب الله من أحب حسيناً".. موضحاً سبب إطلاق اسم الزهراء علي السيدة فاطمة بنت سيدنا رسول الله وهو لأن الله تعالي لم ينزل عليها دم الحيض طوال حياتها حتي حينما وضعت الإمام الحسين قامت واغتسلت وصلت العشاء. الوداع الأخير استطرد الأزهري قائلاً: خرج سيدنا الحسين مع أهله من المدينة متجهاً إلي العراق بعد أن بايعه أهله ودعوه للحضور إليهم. وقبل رحيله ذهب إلي قبر جده يودعه. وفي الطريق للعراق التقي الفرزدق فسأله: من أين أنت قادم؟ فأجابه: من العراق. فسأله: وكيف حالهم؟ أجاب: يا ابن بنت رسول الله. قلوب الناس معك ولكن سيوفهم عليك!! ليلة المأساة وبالرغم من ذلك واصل سيدنا الحسين المسير ونزل بمنطقة كربلاء التي هي كرب وبلاء علي أهل بيت رسول الله. وقبل ليلة المأساة اجتمع الإمام الحسين مع أهله يقول لهم: من أراد أن يرجع سالماً فليرجع لأنهم يريدونني وحدي. وسأظل وحدي ما دام سيفي في يدي. فبكوا وقالوا: كيف نتركك وحدك؟ ماذا نقول لرسول الله؟ نحن معك يا إمام!! وهم يعلمون أن بينهم وبين دخول الجنة ليلة واحدة. رؤيا الشهادة وقبل لحظات أخذته سنة من النوم فرأي جده المصطفي صلي الله عليه وسلم. وعندما ذكر ذلك لأخته السيدة زينب علمت أنه ذاهب إليه. وبالفعل استشهد الجميع والحسين يرتدي جبة جده رسول الله. ولم يبق سوي أخته السيدة زينب وسيدنا علي زين العابدين وكان صغيراً وصاحت السيدة زينب: يا رسول الله. صلت عليك ملائكة السماء. إلي الله المشتكي. هذا حسين بالعراء. واحزناه!! اليوم مات جدي رسول الله. مودة القربي ثم حملوها إلي المدينة وهناك خيروها للذهاب إلي أي بلد غير مكة أو المدينة فاختارت مصر التي استقبلها واليها وأهلها وجمع غفير من العلماء خير استقبال فتشرفت مصر بآل بيت سيدنا رسول الله الذين يجب أن نحبهم ونودهم ونزورهم فالله تعالي يقول: "قل لا أسألكم عليه أجراًَ إلا المودة في القربي". واختتم الشيخ الأزهري خطبته بوصية سيدنا أبي بكر الصديق: ارقبوا محمداً في أهل بيته. وقول سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم: أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. وبعد صلاة الجمعة مارس أبناء وأحباب سيدي مصطفي الشريف وردهم الأسبوعي المتمثل في إقامة الحضرة ثم زيارة ضريحي السيد مصطفي الشريف وحرمه السيدة أم الرجال.