»الحكومة الحالية كلها كفاءات لكنها تكتفي بتصريف الأمور فقط.. انخفض سعر الدولار ، لكن سعر القوت الضروري ظل مستحيل النوال ، كيلو الخضار بخمسة وستة جنيهات ، اللحوم والدواجن أصبحت مجرد أمنيات« عندما بحثنا عن أفضل كلمات تعبر عن المأساة التي يعيشها المواطن المطحون في ظل موجه ارتفاع الأسعار لم نجد كلمات تعبر أفضل من نص كلمة الكاتب الكبير أحمد رجب ليبدأ بها فريق »آخر ساعة« جولته علي أرض الواقع لترصد عدستها معاناة محدودي الدخل. حظر تجوال، قانون طوارئ، لجنة الخمسين، عنف هنا وهناك وصراع سياسي كل هذه العبارات لم تعد تشغل بال محدودي الدخل أو حتي المواطن الذي يجلس تحت خط الفقر إذ جاءت موجة ارتفاع الأسعار لتكون الطامة الكبري فجعلته لا يفكر إلا في تدبير احتياجات أسرته خاصة مع دخول موسمي »عيد الاضحي والمدارس« في وقت متزامن ولسان حاله يقول للحكومة المواطن لايأكل ولا يشرب ولا يعمل بلجنة الخمسين. البداية كانت من داخل أسواق اللحوم والخضراوات لنتعرف فيها علي حجم إقبال المواطن علي الشراء مع قدوم موجة ارتفاع الأسعار، يقول حامد الجزار (بائع خضر) السبب الرئيسي في غلاء أسعار الخضراوات ما وقع من أحداث ماضية وفرض حظر التجوال الذي تسبب في عدم قدرة الفلاحين علي جني المحصول وتجار الخضراوات لم يستطيعوا الذهاب إلي المزارعين لنقل المحاصيل فسائق السيارة يخشي من بلطجية الطريق والسطو علي السيارات وإذا وافق يرفع سعر الشحن وفيما سبق كانت أجرة شحن المحاصيل تبدأ من 100 جنيه الآن وصلت إلي 250 جنيها وبالنهاية تعود التكلفة علي سعر كيلو الخضار ليصل كيلو البطاطس مثلا إلي 6جنيهات والكوسة 8 جنيهات بينما تصل الفاصوليا إلي 10 حنيهات. يقاطعه في الحديث أحمد حسن (تاجر خضراوات)، قائلا المشكلة لا تقتصر علي ارتفاع الأسعار فقط بل تضرر الجميع فأصبح المزارع خاسرا والتاجر خاسرا والمواطن لا يستطيع تلبية احتياجات أسرته والمحصول يركد في الأسواق بسبب الشلل الذي اصاب حركة البيع والشراء وجاء موسم العيد والمدارس ليكمل "الطين بلة" رب الأسرة مشتت بين ملابس المدارس ومتطلباتها المختلفة بخلاف الدروس الخصوصية التي بدأت منذ شهر قبل الدراسة وتأتي إليه لحوم عيد الأضحي التي وصل سعرها إلي 75 جنيها للكيلو فتركد اللحوم لدي القصابين ويتلف الخضار لأن المواطن بدلا من أن يأخذ كيلو بطاطس مثلا يطلب نصف كيلو فقط. بينما يري عز الدين (بائع خضراوات)، أن الأسعار أصبحت أضعاف ما كانت عليه من قبل وأصبح الزبون عملة نادرة ويطلب ربع الكمية الأساسية فبدلاً من 3 كيلو يأخذ كيلو واحداً فقط، نظراً للضعف المادي الذي أصاب المصريين وكثرة المتطلبات الأسرية التي أصبح من الصعب الوفاء بمعظمها. ويوضح عبد الله السيد (تاجر فاكهة)، إن سعر كيلو المانجو السكرية والزبدية وصل إلي 12جنيهاً أما السنارة 14 ووصل الكيلو من صنف المانجو "صديقة" 15 جنيهاً و"تومي" 16 جنيهاً، بينما بلغ سعر كيلو الكمثري 10 جنيهات، والتفاح المصري 9 جنيهات والتفاح الأخضر المستورد وصل 20 جنيها أما السكري 18 جنيها والأمريكي 17 جنيهاً، لافتا إلي أن الارتفاع في الأسعار بلغ من 20 إلي 25٪. ومع اقتراب موسم عيد الأضحي المبارك ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء والبلدي لدي تجار الجملة والقطاعي وصل سعر الكيلو إلي 72 جنيها والبتلو90 جنيهاً والضأن 95 جنيهاً بينما وصل سعر كيلو اللحم المفروم البلدي 45 جنيهاً كانت هذه اولي كلمات الحاج محمود محروس (قصاب) ويشير إلي أن الأسباب الحقيقة لارتفاع أسعار اللحوم هو أن الحكومة ألغت الدعم من علي العلف ليشتريه المربي ب 95 جنيها وبالتالي فإن الحكومة سبب من ارتفاع أسعار اللحوم لأنها هي جزء أساسي من المشكلة. يقول محمد وهبة رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة،إن أسعار اللحوم ارتفعت من 5 إلي 10 جنيهات للمستهلك عن الشهر الماضي،حيث وصل متوسط كيلو اللحوم المذبوحة إلي 60 -75 جنيها للكندوز، والجملي 50 -60 جنيها للكيلو كما أن أسعار الخراف الحية وصلت إلي 33 جنيها للكيلو، بارتفاع 2 جنيه، والعجول ما بين 26-28 جنيها مقابل 24 جنيها العام الماضي، متوقعا أن تستمر موجة الارتفاعات مع تزايد الطلب قبل العيد. وأرجع الزيادات المحلية إلي انخفاض حجم الإنتاج المحلي في ظل تراجع إنتاج المزارع، وتدني الاستثمارات المتدقفة في هذا القطاع، إلي جانب الارتفاع في أسعار اللحوم المستوردة خلال الفترة الماضية،بسبب زيادة سعر الدولار. في نفس الوقت يطل علينا جهاز التعبئة العامة والإحصاء ليؤكد ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية ويشير ارتفاع معدل التضخم الشهري بنسبة 0.9٪ خلال يوليو الماضي مقارنة بشهر يونيو له، فيما بلغ التضخم السنوي نحو 11.5٪ في يوليو الماضي، مقابل 6.3٪ في نفس الشهر من العام الماضي وأرجع الجهاز الزيادة في الأسعار إلي ارتفاع أسعار مجموعة المياه المعدنية والعصائر الطبيعية والأسماك والمأكولات البحرية واللحوم والدواجن، وزيادة سعر الخضر بنسبة 22.4 ٪، حيث بلغت الزيادة في سعر الخيار نحو 14٪ والكوسة 25٪ والفلفل 18٪ والبصل 21٪ فيما بلغ الارتفاع في سعر الثوم 103٪ وشملت الزيادات أسعار الحبوب والخبز بنسبة 18.4٪ والأرز بنسبة 26.8٪. وأكد الجهاز ارتفاع أسعار الفاكهة بنسبة 16٪، فضلا عن ارتفاع سعر الزبادي 18٪ والبيض 34٪ فيما بلغ الارتفاع في سعر الأسماك 12.5٪. وارتفعت أسعار اللحوم الحمراء خلال يوليو الماضي بنسبة 6٪ والدواجن بنسبة 18.6٪، فضلا عن زيادة أسعار الزبدة المستوردة بنسبة 33.9٪ وزيوت الطعام بنسبة 10٪، وشملت الزيادات أسعار الوجبات الجاهزة والتي ارتفعت بنسبة 26٪. وعن أسعار ملابس المدارس ومستلزماتها من كشاكيل وحقائب مدرسية وغيرها كان علينا التوجه إلي الفجالة بميدان رمسيس وهناك لاحظنا تكدس المواطنين والمحلات تفرش بضائعها علي الأرصفة وفي نفس الوقت يشتد الزحام من الآباء والأمهات والأطفال والشباب الجميع مشغول بشراء احتياجاته المدرسية من حقائب وكتب وكشاكيل وبالاقتراب من أحد المحلات يقول صبحي عبد الدايم صاحب أحد المحلات: علي الرغم من الزحام المتواجد بشوارع الفجالة إلا أن حركة البيع والشراء الفعلية متأثرة فرب الأسرة بدلا من أن يشتري رزمة كشكول كاملة يطلب النصف فقط. ويقاطعة صابر عوض (أحد تجار الأدوات المدرسية) قائلا: المواطن غلبان وظروف المعيشة صعبة يحاول علي قدر الإمكان تدبير احتياجات أسرته فسعر رزمة الكشاكيل 60 ورقة تصل إلي 80 جنيها و80 ورقة تصل إلي 100جنيه باختلاف نوعية الورق ولا ننسي باقي الاحتياجات من حقائب وأحذية وغيرها. وتلتقط منه طرف الحديث ام محمد ربة منزل وتقول: جميع طبقات المجتمع الآن تعيش ظروفا صعبة بداية من التجار وصولا إلي المشتري لأن في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الأدوات المدرسية لايستطيع رب الأسرة أن يدبر إلا نصف الكمية فقط والباقي حين ميسرة.