لجأ عدد من المطربات في كل من مصر ولبنان وسوريا إلي المغرب لإقامة حفلاتهم الغنائية والمشاركة في أعمال سينمائية وتلفزيونية هربا من حالة الكساد التي حلت بالوسط الفني نتيجة التوترات السياسية وأعمال العنف ، وهو الأمر الذي يعد لافتا حيث إن تلك البلدان كانت "قبلة فنية" لمبدعي المغرب العربي قبل "عصر الثورات" التي خاضها عدد من الدول العربية في مطلع العام 2011. أحيت المطربة اللبنانية "نجوي سلطان" مطلع الشهر الجاري المهرجان الدولي لمدينة (وادي لو) "اللمة العاشرة"، الذي شاركت فيه"نجوي" أمام أكثر من 30 ألفاً مجموعة من أجمل أغانيها، التي رددها الجمهور . في بيان صحفي لنجوي أعربت الفنانة اللبنانية عن سعادتها بحب الجمهور المغربي لها وبتفاعلهم الكبير والملفت معها، وشكرت القائمين علي المهرجان علي الاهتمام الكبير والتقدير الذي حظيت به، كنجمة من لبنان وفي ختام الحفل، كرمت إدارة المهرجان نجوي، وسلمتها درع الدورة العاشرة من مهرجان اللمة. وتؤثر أجواء الحرب السورية والضربة الأمريكية المتوقعة علي نظام بشارالأسد علي الأوضاع الأمنية في لبنان، حيث تؤثر تلك الأجواء علي ازدياد التوترات الطائفية في لبنان فشوارع المدن اللبنانية تستشعر بشكل مباشر الحرب الدائرة في سوريا المجاورة ، إذ انتشر العنف والمعاناة من سوريا لتشمل لبنان وغيره من بلدان المنطقة، مما أثر بالضرورة علي إقامة الحفلات الفنية. وقتل 45 شخصاً وأصيب نحو 500 بجروح في 23 أغسطس الماضي في انفجارين استهدفا مسجدين بمنطقة ذات غالبية سنية في طرابلس كبري مدن شمال لبنان، وذلك بعد أسبوع من انفجار في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله أوقع نحو 30 قتيلا و300 جريح. ومن مصر شاركت كل من المطربات آمال ماهر، وشيرين عبدالوهاب في فعاليات الدورة السادسة من مهرجان أصوات نسائية بمدينة تطوان، وأحيت شيرين الحفل الختامي للمهرجان وسط حضور فاق العشرين ألف متفرج، ورغم ما تعرضت له من موقف محرج بعد تحيتها عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع المصري. ويظهر فيديو تم بثه علي الإنترنت استياء جمهور الحاضرين، وهو ما دفع وسائل إعلام عربية للقول بأن الجمهور المغربي في مدينة تطوان قام ب"طرد" شيرين من علي خشبة المسرح ، وهو ما نفاه ياسر خليل المستشار الفني لشيرين في تصريحات خاصة للأناضول في وقت سابق. إلا أن الفنانة الشابة ظهرت في أحد البرامج التلفزيونية علي الفضائية المصرية(الرسمية) لتقول " إن ما حدث معها لم يؤثر علي علاقتها بجمهورالمغرب، مؤكدة أن هذا الموقف حدث من قلة قليلة لا تعبر عن رأي المغاربة،مشددة علي أنها لا تمانع في الغناء مجددا في المغرب بعد هذه الواقعة. كما شاركت الفنانة السورية "أصالة نصري" في مهرجان "فاس للموسيقي العالمية" في دورته التاسعة عشرة الذي عقد في المغرب في يونيو الماضي واعتبرت الفنانة السورية "أصالة نصري" في تصريحات صحفية لها علي هامش المهرجان أن إحياءها لحفل فني في المغرب من خلال مهرجان فاس للموسيقي العالمية العريقة، هو بمثابة "جائزة كبري تحصل عليها بعد سنين في خدمة الفن والأغنية العربية، مشددة علي تأثرها باحتفاء الجمهور المغربي بها". واحتفل المهرجان الذي افتتحته الأميرة "للا سلمي"، عقيلة العاهل المغربي محمد السادس، تحت شعار "فاس الأندلسية" بالثقافة الأندلسية التي تمكنت علي مدي ثمانية قرون من الجمع بين الثقافة الأمازيغية والعربية والآيبيرية والرومانية وغيرها. ويعاني فنانو سوريا، خصوصا المؤيدون للثورة الذين يقيمون في بلادهم رغم المعارك الدائرة بين الجيش السوري والجيش السوري الحر، من مضايقات عديدة وصلت إلي حد القتل، بحسب مراقبين. وأوقفت السلطات السورية في منتصف مايو الماضي بالعاصمة دمشق الفنانة مي سكاف، المعروفة بمواقفها المناهضة لنظام بشار الأسد، ثم أفرجت عنها بعد ساعات وقتل الفنان الكوميدي، ياسين بقوش، المعارض للنظام، بعد استهداف سيارته في حي العسالي بدمش. يذكر أنه عقب هزيمة 1967 في مصر لجأ نجوم السينما والغناء وعدد من المخرجين والفنانين إلي بيروت للمشاركة في أعمال فنية نتيجة توقف إنتاج الأعمال الفنية لفترة قصيرة وبقي بعضهم لسنوات طويلة مثل نبيلة عبيد بينما عاد آخرون بعد تقديم أعمال لم تكن علي مستوي جيد ومن بينهم نور الشريف وحسين فهمي.