٫٫ " ليلة العمر " حلم كل شاب وفتاة مقبلين علي الزواج بات يوما محفوفا بالمخاطر والمتاعب بعد حالات العنف التي تتزايد في البلاد وقرارات حظر التجوال التي بات كل من يخالفها يعرض حياته للقتل. فقد ألقت الأحداث السياسية وحالات الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد بظلالها علي المواطن البسيط الذي أصبح غير قادر علي الخروج من مسكنه بسبب قرارات حظر التجوال، أكثر الفئات التي تضررت من الحظر كانت فئة الشباب المقبلين علي الزواج الذين اضطرتهم الأحوال الأمنية إلي إقامة حفلات زفافهم بالنهار وهو أمر غير مألوف لدي الكثيرين بسبب ارتفاع حرارة الجو في موسم الصيف، عدد كبير من العائلات اضطر الي تأجيل أفراحهم إلي أوقات أخري بسبب عدم الاعتياد علي حفلات الزفاف بالنهار التي لن يجد فيها الحاضرون استمتاعا كبيرا تخوفا من قرار حظر التجوال وكذلك بسبب ارتفاع حرارة الجو، علي الجانب الآخر اضطر البعض الآخر إلي إقامة حفل الزفاف خلال فترات الصباح خوفا من حال البلد الذي بات يدخل نفقا مظلما لا أحد يعرف تبعاته . " آخر ساعة " قامت بجولة بين الفنادق والحفلات لرصد أجواء حفلات الزفاف الصباحية وآراء العروسين والأهالي . في البداية، تقول مني إبراهيم (23 عاما): أنا حفل زفافي كان من المقرر عقده في السادس والعشرين من الشهر الجاري ولكن اضطرتنا الظروف إلي التأجيل خوفا من ظروف البلد الحالية وانتشار العنف داخل البلاد. وتضيف : أصبحنا لا نأمن علي أهالينا ولا علي أنفسنا فاضطررنا إلي التأجيل لحين تحسن أوضاع البلاد. بينما قال محمد إسماعيل (26 عاما): أنا أضطررت إلي عقد قراني وإلغاء الفرح خوفا من سوء الأحوال الأمنية وقررت أن أسافر إلي خارج البلاد حتي نخرج من الأجواء الحزينة التي نعيشها في البلاد الآن وأعيش فترة من الاستجمام . علي صعيد آخر، إبراهيم كمال (29 عاما): قال إن هناك كثيرا من العرسان ألغوا حجوزات أفراحهم بسبب حظر التجوال، حيث المعتاد أن مواعيد الأفراح في الفنادق والأندية من الساعة الثامنة مساء، ولهذا ألغي كثير من الدور والفنادق إقامة الأفراح تماما، والبعض الآخر قرر تغيير المواعيد. أحمد محمد(28 عاما) قال: اقترحت زوجتي إقامة الفرح نهارا ولكني رفضت هذا الاقتراح تماما، وقررت تأجيل الفرح مع تحفظي علي رغبتها، خوفا علي حياة عائلتي وعائلتها . إسماعيل أحمد (25 عاما) قال: قررت عقد قراني في حفل بالنهار ونتيجة لما حدث في البلاد فوجئنا أن الحضور لم يتجاوز عددهم 20 فقط، وهم والدا العريس والعروسة وأشقاؤهما فقط، ولم يستطع أحد من المعازيم حضور الفرح الكبير الذي كنا نخطط له منذ شهور عدة. وقال إن العرسان في تلك الأيام أصابتهم حالة من الاكتئاب لما يحدث في مصر وتأثير ذلك عليهم، فالزفة مثلاً لا يحضرها سوي ثلاثة أو أربعة أفراد علي الأكثر. وأكد أن الأوضاع الحالية وحظر التجول تسبب في عودة موضة اختفت منذ فترة طويلة وهي أفراح البيوت، حيث قام العديد من العرسان بإلغاء تعاقداتهم مع القاعات واكتفوا بحفل بسيط في البيت، كما كان الأمر قديماً. آية سيد (29عاما) قالت: قررت عقد قراني بالنهار وتوفير نصف المبلغ وقررت أن أسافر إلي شرم الشيخ لكي أعوض خسارتي في الفرحة بفرحي، ثم قررت بعدها أن أسافر لتركيا لكي أقضي شهر العسل. وأضافت: أنا حزينة لحال بلدي الذي بات سيئا للغاية فالأمان لم يعد كما كان في الماضي، فالبلد تحول إلي حالة من السوء لا يحمد عقباها، وأتمني عودة الأمان إلي بلدي مرة أخري. بينما قالت أماني زكي (23عاما): انتظرت هذه الليلة كثيرا فهي ليلة من أهم ليالي العمر لم أتوقع أن تؤجل بسبب بعض الظروف ولكني اضطررت إلي ذلك فلا سعادة شخصية والوطن يئن وينزف دما فقررت أنا وخطيبي التأجيل لموعد آخر حتي تتحسن ظروف البلاد ولكن الأزمة الحقيقية التي واجهتنا هي سخرية البعض من المقربين وغير المقربين منا. وأضافت العروس: ستكتمل فرحتنا ونقيم ليلة عمرنا عندما تكتمل فرحة الوطن ويصل إلي الأمان ونحقق الاستقرار. فيما تقول سما محمد (25عاما): إنه كان من المفترض قيام حفلة الزفاف في أحد النوادي ولكن بعد فرض حظر التجوال لم أتمكن من إتمام الفرح بموعده ورغما عني قررت إلغاء الفرح نظرا لأن الحظر مبكر جدا ولكن من ناحية أخري فكرت عمليا أنه يمكنني الاستفادة من المبلغ الذي خصصته لحفل الزفاف وبالفعل سيتم عقد القران وأسافر لإحدي المحافظات الساحلية تعويضا عن إلغاء الفرح. علي صعيد قاعات الزفاف، محمد حجازي– منسق حفلات في إحدي دور القوات المسلحة– قال إن هناك كثيرا من العرسان أجلوا أفراحهم بسبب الأحوال الأمنية، وقال إننا في الدار مضطرون إلي أن نغلق أبواب الدار في الساعة الخامسة ظهرا لذلك اضطررنا إلي تحويل جميع الحفلات طوال فترة الحظر إلي النهار . حازم محمد– منسق حفلات– قال إن قرار حظر التجوال، تسبب في إلغاء الكثير من حفلات الزفاف التي كان مقررًا عقدها هذه الأيام، حيث اضطر الكثير من الشباب والفتيات إلي إلغاء حفلات زفافهم أو تأجيلها لحين انتهاء الشهر المقرر لحظر التجوال، حتي يتمكنوا من إقامة حفل الزفاف بحرية ودون التقيد بمواعيد معينة كما هو مقرر حالياً، بالإضافة إلي ضمان تلبية الدعوة من قبل الأصدقاء والمعارف الذين توجه إليهم الدعوة. وقد شهدت الأفراح التي أقيمت عقب تطبيق قرار حظر التجوال حالة من التضييق علي حفلات الزفاف حتي تنتهي في المواعيد المقررة، كما تم منع أي تواجد مكثف من قبل الأهالي أمام قاعات الأفراح، إضافة إلي تغيب الكثير من المدعوين خوفًا من تطبيق قرار الحظر ضدهم. إبراهيم محمد - منسق حفلات – قال: عمل الحظر بفوائده علي زيادة ترابط الأسر، وتقليص ساعات العمل، ولكنه تسبب في تأجيل زفافي المقرر عقده بدار الدفاع الجوي، حيث فوجئت بالدار تخبرني إما بتأجيل موعد الحفل للشهر القادم بعد انتهاء المدة الرسمية للحظر أو إقامة حفل الزفاف بالنهار من الساعة الثانية ظهرًا حتي الساعة السادسة مساءً. علي صعيد آخر، المحافظات أيضا شهدت حالة من الخناق بسبب قرار حظر التجوال مما جعل كثيرا من المقبلين علي الزواج يفكرون في إقامة حفلات زفافهم بالنهار. في قنا، تسبب حظر التجوال بمحافظة قنا الذي تم فرضه علي مستوي الجمهورية بسبب أعمال العنف التي تقوم بها عناصر الإخوان، في إلغاء الكثير من حفلات الزفاف التي كان مقررًا عقدها هذه الأيام، حيث اضطر الكثير من الشباب والفتيات إلي إلغاء حفلات زفافهم أو تأجيلها لحين انتهاء الشهر المقرر لحظر التجوال، حتي يتمكنوا من إقامة حفل الزفاف بحرية ودون التقيد بمواعيد معينة كما هو مقرر حالياً، بالإضافة إلي ضمان تلبية الدعوة من قبل الأصدقاء والمعارف الذين توجه إليهم الدعوة. كما قامت أسر محافظة شمال سيناء، التي تصادف ميعاد أفراحهم في تلك الظروف التي تمر بها البلاد، بتقديم موعدها لما بعد الظهيرة وتنتهي قبل ميعاد الحظر، وذلك بعد قرار حظر التجوال ببعض المحافظات. وقد قامت بعض الأسر بتأجيل أفراحها لما بعد مرور تلك الأزمة، علاوة علي إغلاق بعض النوادي الاجتماعية وقاعات الأفراح، لما بعد عودة الاستقرار. الخسائر أيضا لحقت بالكوافيرات والحلاقين الذي باتوا لايجدون مفرا من هذه الأحداث سوي بتخفيض الأسعار لجذب مزيد من الجمهور. محمد رجب– كوافير بإحدي قاعات الأفراح– قال: أنا لم أجد مفرا سوي تخفيض الأسعار لتجنب مزيد من الخسائر، فالإقبال علي حفلات الزواج بات ضعيفا وحتي العرسان حينما يقررون عقد حفل الزفاف بالنهار عدد كبير من المعازيم لا يأتي ويصبح الفرح بلا طعم، لذلك لابد من إنهاء حالة حظر التجوال وتحقيق الاستقرار لعودة الحياة إلي الناس من جديد. بينما تقول سمر– كوافيرة– الإقبال علي الكوافيرات بات ضعيفا بسبب حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد الآن وعدم استقرار الأوضاع ولابد من تحقيق الاستقرار . وتضيف: العروس تخشي الآن من أن يصيب أهلها مكروها، لذلك يفكرون إما في الإلغاء أو في حفلات الصباح وهي فكرة مبتكرة وجديدة وباتت تجد رواجا كبيرا بين المقبلين علي الزواج بسبب الحالة الأمنية. وتوضح أن الشباب باتوا يقبلون علي الأفكار المختلفة غير التقليدية وهذه الأفكار تنتشر بسلاسة فيما بينهم للخروج من الأزمة الحالية التي نعيشها، كما أن هذه الفكرة توفر لهم كثيرا من الأموال لقضاء شهر العسل بالخارج. وتشكو سمر من قلة الزبائن وخاصة العرائس قائلة: علي الرغم من أن هذه الفترة من السنة تشهد الكثير من الأفراح إلا أن الوضع مختلف الآن بسبب قرارات الحظر .