خبراء: تنوع الأحزاب والحركات يثري الحياة السياسية.. وإتحادهم يعطيهم أغلبية البرلمان تنوعت الحركات والجماعات الإسلامية في مصر لدرجة أن أصبح المصريون لايعرفون من علي صواب ومن علي خطأ ومن الذي يمثل الإسلام بشكل صحيح ومن الذي يستغل الدين فكل حركة لها مذهبها الخاص بها كما أن الأحداث الأخيرة بعد عزل الرئيس مرسي أوضحت كم الاختلاف الهائل بين الحركات والجماعات والأحزاب السياسية فموقف حزب النور السلفي مثلا كان مخالفا لموقف الإخوان وكذلك بعض الجماعات الإسلامية كانت مخالفة لموقف الإخوان. ففي مصر يوجد عدد من الحركات الإسلامية وأولهم "الحركة الإسلامية التقليدية" والتي يأتي علي رأسها الأزهر الشريف ثم الطرق الصوفية ثم السلفية التقليدية وثانيها "الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة" والتي تضم جماعة أنصار السنة المحمدية والسلفية التقليدية الجديدة وجماعة التبليغ والدعوة وثالثة تلك الحركات "الحركة الإسلامية الحديثة" والتي تأتي علي رأسها جماعة الإخوان المسلمين وجماعة شباب محمد والجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي كما تنقسم الدعوة السلفية إلي ثلاثة أقسام أولها السلفية العلمية والسلفية الحركية والسلفية الجهادية. كما أنه يوجد في مصر 13حزبا سياسيا تابعة للتيار الإسلامي كأذرع سياسية للحركات والجماعات الإسلامية وهي حزب "الحرية والعدالة"وهو منبثق من جماعة الإخوان وحزب "النور" ويميزه انبثاقه من الدعوة السلفية بالإسكندرية ذات القاعدة الشبابية الدعوية والحركية ولديه دعم كامل منها بالإضافة إلي حزب البناء والتنمية وهو الذراع السياسية للجماعة الإسلامية. بالإضافة إلي حزب "الوسط" وإن كان البعض يشك فيه كحزب إسلامي خالص إلا أنه في المجمل هو حزب يدافع عن الهوية الإسلامية المصرية بجانب حزب" الفضيلة" (تحت التأسيس) وهو يضم مجموعة من مؤيدي مشايخ السلفية بالمنصورة والقاهرة وخصوصا من الشيخ محمد عبدالمقصود ورئيس الحزب هو عادل عبدالمقصود (مساعد سابق لوزير الداخليه) أخو الشيخ محمد عبدالمقصود وحزب "العمل" وهو من أقدم الأحزاب الإسلامية في مصر ولكن أصابه الوهن والضعف بالإضافة إلي حزب "التوحيد العربي" (تحت التأسيس) وهو منشق من حزب العمل بالإضافة الي حزب "مصر البناء" (تحت التأسيس) ومؤسسه داعية إسلامي اسمه المهندس نضال حماد. بالإضافة إلي حزب "السلام والتنمية" (تحت التأسيس) ومؤسسة الدكتور كمال حبيب القيادي السابق بتنظيم الجهاد بالإضافة إلي حزب "النهضة" (تحت التأسيس) ورئيسه المحامي الإسلامي المعروف ممدوح إسماعيل بالإضافة الي حزب "التحرير الإسلامي" ولم يظهر حتي الآن إعلاميا ولكن كان له تواجد بسيط في السنوات الماضية. وآخر الأحزاب التي تم تدشينها قبل عزل الرئيس مرسي حزب "الهدف" ذو المرجعية السلفية، والذي أسسه الشيخ مصطفي إسماعيل، وكان قبله بأيام قد تم تدشين حزب "الوطن" برئاسة الدكتور عماد عبد الغفور الرئيس السابق لحزب النور ومؤسسه إضافة إلي حزب "الأمة" (تحت التأسيس) الذي يقوده الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل المرشح السابق لرئاسة الجمهورية. وقال الدكتور عبد الفتاح حسن رئيس الشبكة المصرية للحقوق السياسية والمحلل السياسي إن المنظمات والحركات الإسلامية عرفت في مصر تطوراً كبيراً منذ التسعينيات وهكذا فإن الوجود المستمر لفرقاء كانوا في الماضي متورّطين في نزاع طويل مع الدولة، لايقدّم في ذاته توقّعاً دقيقاً عن الاتجاه الذي يمكن أن تسلكه مصر. وأضاف أن اللافت في هذا الإطار هو أن الجماعة الإسلامية التي كانت تتصدّر في السابق المعارضة العنيفة ضد النظام في مصر، باتت الآن في وضعية مختلفة جوهرياً؛ ومن المستبعد جداً أن تلجأ إلي العنف من جديد في المستقبل القريب. فقد أصبح للجماعة ذراع سياسية تُعرَف بحزب البناء والتنمية أثبت نضوجه السياسي واعتداله في المواقف التي اتّخذها في العامَين الماضيين كما أظهر قادة الجماعة، انطلاقاً من رفضهم للعنف بالاستناد إلي المراجعات الأيديولوجية التي أجرتها الجماعة الإسلامية في العقد المنصرم، فهمهم للمشهد السياسي المصري بعد ثورة 1102 فهم لم يكتفوا مثلاً بإدانة الدعوة إلي العنف التي وجّهها أنصار القيادي السلفي حازم أبو إسماعيل بعد استبعاد الأخير من الانتخابات الرئاسية العام الماضي، بل رفضوا أيضاً تقديم الدعم السياسي له أو لمحمد مرسي في تلك المرحلة، وفضّلوا تأييد البرنامج الأكثر شمولاً للمرشّح المعتدل أبوالفتوح. أما علي المستوي التنظيمي، فقد أصبحت الجماعة الآن مجرد ظلّ لما كانت عليه في الثمانينيات، عندما كانت تتمتّع بشعبية واسعة في مختلف أنحاء البلاد فهي تعاني حالياً من محدودية في شعبيتها وإجهاد في مواردها، ما يجعلها غير قادرة علي استعادة العلاقة الخلافية التي كانت تجمعها بالدولة في التسعينيات ففي ذلك الوقت، كانت الجماعة الإسلامية تتمتّع بالشعبية إذ كان الناس يرون فيها حركة ثورية ويتعاطفون معها، فظهرت بمثابة بديل عن الدولة السلطوية، ما شجّع عدداً كبيراً من الشباب من طبقة البروليتاريا المحرومة علي الانضمام إليها لكن هذه المعطيات ساهمت في انطلاق دورة من العنف في مواجهة الأجهزة الأمنية، خلافاً لإرادة قيادات الجماعة، سواء كانوا في السجن أو في الخارج، في ذلك الوقت. لقد أكّد الجيل الجديد رفضه للجماعة الإسلامية جملةً وتفصيلاً، وهذا ما أقرّ به مفتي الجماعة، الشيخ عبد الآخر حماد، الذي قال إنها فشلت في الوصول إلي الجيل الجديد الذي وقع تحت تأثير "الشيخ جوجل"، بحسب تعبيره. ولذلك من المستبعد إلي حد كبير أن تعود الجماعة إلي ماضيها العدواني، انطلاقاً من هذه الوقائع الأيديولوجية والسياسية والتنظيمية الجديدة. وتابع ليست جماعة الجهاد الإسلامي المصري، التي كانت المنافِسة الأساسية للجماعة الإسلامية في التسعينيات، بحال أفضل يشير النقّاد في معظم الأحيان إلي الكلام التبشيري الحاد اللهجة الذي صدر عن بعض قادتها وأعضائها السابقين بعد ثورة 2011 إلا أنهم لم ينجحوا دائماً في تقديم تحليل دقيق عن الجماعة أو قدرتها علي إطلاق تمرّد مسلّح في الظروف الراهنة واقع الحال هو أن الغالبية الكبري من أعضائها رفضت اللجوء إلي العنف بعد الثورة، وتمحورت مخاوفها في شكل خاص حول المستقبل الضبابي للجماعة وبقائها السياسي حتي لو دفعتهم الأحداث الأخيرة إلي تبديل آرائهم حول مشروعية العنف، فإنهم ضعفاء جداً، وحتي أكثر من الجماعة الإسلامية، لناحية مواردهم وشبكاتهم، كما أن قاعدة أنصارهم محدودة جداً. ويقرّ بعض القادة في الجهاد الإسلامي المصري، وبينهم أسامة قاسم وعلي فراج ومجدي سالم، بأنهم فشلوا هم أيضاً في بناء جيل جديد من المجاهدين المصريين. ولذلك نظراً إلي ضعف الشبكات، وغياب الدعم الشعبي، وقلّة الموارد، لاتملك جماعة الجهاد الإسلامي القدرة علي إطلاق هجمات مسلّحة أو خوض القتال لفترة طويلة. وأضاف حسن ولكن وعلي الرغم من المواقف المتصلّبة لبعض القادة، من غير المرجّح أن تتحوّل النزعة السلفية الجهادية تنظيماً تمرّدياً في مصر، وذلك لأسباب عدة لعل أهمّها الانقسامات الفقهية والشخصية الطابع التي تشهدها الجماعة في صفوفها منذ نشأتها فالعقيدة التي يتشاركها أعضاؤها الذين يلتقون مثلاً حول رفض الديمقراطية والعملية السياسية، لم تكن كافية لتخطّي التصدّعات المستمرة في العامَين الماضيين وخير دليل علي ذلك عزل عدد كبير من أعضاء الجماعة وأنصارها، في ما يُسلّط الضوء علي طبيعة هذا التيار ويُظهر فشله الداخلي في توحيد أعضائه أو إنشاء شبكات وهيكيليات جامِعة تتيح تطوير الجماعة. ومن جانبه قال الدكتور عبد الخبير عطا - أستاذ العلوم السياسية جامعة أسيوط إن الأحزاب الفعالة والمشاركة في الحراك السياسي، والتي تهتم فعليًا بالشارع لا تتعدي صوابع اليد الواحدة، بينما باقي الأحزاب عبارة عن أحزاب كرتونية ليس لها أي رصيد في الشارع المصري. وأضاف أن وجود الأحزاب الإسلامية يزيد من التعددية الحزبية لدي المواطن ويوسع دائرة اختياراته مابين نماذج الأحزاب الإسلامية مشيرا الي أنه لو اتفقت الأحزاب الإسلامية علي التحالف فيما بينها وقررت المشاركة في العملية الديمقراطية الجديدة تستطيع الحصول علي أغلبية البرلمان القادم بالرغم من قياة ثورة أطاحت بنظام الإخوان المسلمين من الحكم وذلك لأنهم يمتلكون أيديولوجية واحدة، وأن شعبية التيار الإسلامي ستقل عما كانت عليه قبل ذلك؛ نظرًا لتعاملهم الخاطئ في كثير من القضايا السياسية المهمة في الفترة الماضية وتحديدا بعد عزل الرئيس مرسي.