بالتزامن مع فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة الأسبوع الماضي بدأ مسلسل حرق المنشآت القبطية، وكأنه مرسوم سلفا في محاولة يائسة لجر البلاد إلي حرب أهلية، ففي نفس الوقت تقريبا تم حرق الكنائس في عدد من المحافظات أبرزها المنياوالفيوموأسيوطوالسويسوالجيزة. كمال زاخر: فلتذهب الكنائس .. ويبقي الوطن جمال أسعد: لا يحمي الأقباط إلا مسلمو مصر رصدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في تقرير لها الاعتداءات التي استهدفت كنائس وممتلكات المسيحيين في عدة محافظات مختلفة، حيث أكد مرصد مكافحة العنف التابع للمنظمة أن محافظة المنيا شهدت حرق ديري العذراء، والأنبا إبرام، وما بداخلهما من محتويات كنيستي العذراء الأثرية، ومار جرجس، ومبني خدمات ومقر إقامة للأسقف وحضانة، ومهاجمة وتدمير ونهب وحرق ما يزيد علي 20 منزلا ملكا للأقباط، ومقتل قبطي يدعي إسكندر طوس بقرية دلجا بالمنيا، إثر اقتحام منزله وإطلاق النيران عليه، وحرق كنيسة الإصلاح بقرية دلجا بدير مواس، وحرق منزل القس أنجيلوس، كاهن كنيسة العذراء والأنبا إبرام، ومهاجمة كنيسة مار مينا بمنطقة أبو هلال بمدينة المنيا، وحرق واجهة المدخل ومبني الخدمات، وواجهة ومركز طبي تابع لها. ورصدت المنظمة حرق الكنيسة الإنجيلية بمنطقة جاد السيد، وكنيسة الأمير تادرس بشارع الجيش أمام صيدناوي، وكنيسة خلاص النفوس، ومدرسة ودير راهبات القديس يوسف، وكنيسة الأنبا موسي الأسود بمنطقة أبوهلال، وكنيسة ماريوحنا بشارع السوق، وجمعية الجزويت والفرير التابعة للكنيسة الكاثوليكية، ومدرسة الأقباط الثانوية بنين، وملجأ قبطي للأطفال جنود المسيح، كان به 24 طفلا تم إنقاذهم، والكنيسة الإنجيلية بأبوهلال، والكنيسة المعمدانية بمركز بني مزار، ونادي الشبان المسيحيين بالمنيا. والاعتداء علي كنيسة العذراء وإنزال الصلبان من أعلي مدخلها وحرق الصلبان، كما تم تكسير ونهب عدة محال وصيدليات، وسيارات يملكها أقباط، ومهاجمة مركبة نيلية "الذهبية" التابعة للكنيسة الإنجيلية بكورنيش المنيا. وفي أسيوط، حرقت كنيسة مار يوحنا المعمدان مركز أبنوب، وكنيسة الأدفنتست بشارع يسري راغب، والكنيسة الرسولية بشارع قلتة، وكنيسة مارجرجس للأقباط الأرثوذكس بشارع قلتة. والاعتداء علي كنيسة الملاك بالحجارة بشارع النميس، وحصار مطرانية الأقباط الأرثوذكس بمركز أبوتيج، وهيكل بكنيسة سانت تريز، والاعتداء علي منازل وممتلكات الأقباط في شارعي قلتة والجمهورية. وفي الفيوم، تم حرق كنيسة العذراء بالمنزلة بمركز يوسف الصديق، وكنيسة الأمير تادرس بقرية المنزلة في مركز يوسف الصديق، وكنيسة الشهيدة دميانة بقرية الزربي بمركز طامية، وجمعية أصدقاء الكتاب المقدس، ونهب محتويات الكنيسة الإنجيلية بقرية الزربي بمركز طامية. وفي الجيزة، تم حرق كنيسة الملاك ميخائيل بكرداسة، واقتحام ونهب محتويات مطرانية أطفيح دير كرم الرسل، ومحاصرة كنيسة الشهيدين بصول بأطفيح، ومحاصرة كنيسة العذراء بمركز الصف. وفي السويس، تم حرق الكنيسة اليونانية القديمة بشارع براديس للكاثوليك، ومدرسة وكنيسة الراعي الصالح، ومدرسة الفرنسيسكان، وحرق كنيسة مار جرجس بشمال سيناء، ومقر مطرانية سوهاج ومبني خدماتها، ومدرسة الراهبات الكاثوليك واحتلالها، ورشق كنيسة مار جرجس الوسطي بالحجارة ببني سويف. ويقول كمال زاخر مؤسس جبهة العلمانيين بالكنيسة إن حرق الكنائس من قبل جماعة الإخوان الإرهابية أمر متوقع لكن هذه المرة يظهر الوجه القبيح للجماعة في أبشع صوره، لأن حلم الجماعة في بناء دولة الخلافة الذي عاشوا من أجله يضيع أمام أعينهم،الغرض من هذه الأفعال هو ترويع الوطن من خلال أقباطه. وأضاف زاخر: هذا الهجوم علي الكنائس غير مسبوق سواء في التاريخ القديم أو الحديث ويثبت أن مصر في خطر حقيقي ولابد أن نجتمع لمواجهته. وتابع: الهجمات علي المنشآت القبطية في قناوأسيوطوسوهاجوالمنيا كانت متزامنة لإعطاء رسالة تلغرافية سريعة للخارج مفادها أن الدولة غير قادرة علي حماية الأقباط.. وأشار إلي أن الإخوان كانوا يرددون دائما أن الغرب يتدخل في شئون مصر دفاعا عن الأقباط ،الغرب يصمت صمت القبور لما يحدث للكنائس في مصر، وهذا يثبت أن الغرب يدافع عن حلفائه وعملائه من الإخوان وهذه الأحداث أثبتت أيضا أن الكنائس لا يوجد بها سلاح لأنها إن كانت تملك سلاحا لدافعت عن نفسها،وأكدت الأحداث أن الأقباط جزء أصيل من الوطن، لذا فلتذهب الكنائس ويبقي الوطن. أما جمال أسعد الناشط والمفكر السياسي فيقول: لا يمكن فصل مشهد حرق الكنائس عن المشهد السياسي، الكنائس لا تحرق هذه المرة لأسباب طائفية ولكن كرد فعل لتيار الإسلام السياسي يجب أن تحل هذه المشكلة في إطار سياسي وليس إطارا طائفيا، هناك استقطاب حاد في الشارع المصري لذا فلابد من عودة اللحمة الوطنية والاحتكام لخارطة الطريق التي وافق عليها الشعب المصري، فلا بديل عن المصالحة دون إقصاء لأحد. وأضاف أسعد: الأقباط قبل 25يناير 2011 كانوا لا يتدخلون بالسياسة وفي ثورة يناير شاركوا بصورة رمزية وفي الانتخابات الرئاسية أعطوا أصواتهم لأحمد شفيق ومنذ هذه اللحظة والإخوان يعتبرونهم فصيلا معارضا وفي 30يونيو الماضي شاركوا بصورة غير مسبوقة، لذا يتعامل الإخوان معهم علي أنهم مناهضون للإسلام، خاصة في الصعيد لأن هناك تراكما تاريخيا للفتن الطائفية، ولكن علي مدار التاريخ لا يحمي الأقباط إلا مسلمو مصر.