في يوم 26 من يوليو 2013 سوف يسجل التاريخ بأحرف من نور نزول الملايين من الشعب المصري إلي ميادين مصر كلها لتقول كلمتها بكل قوة وإصرار لا للعنف والإرهاب ونعم للأمن والاستقرار وإعلاء دولة القانون. لقد نزل الشعب المصري بكل طوائفه وأعماره في كل بقعة من أرض الوطن لكي يمنح قواته المسلحة تفويضا قويا للتعامل مع العنف والإرهاب بما يضمن استقرار مصر والسير بخطي ثابتة لتنفيذ خارطة الطريق وبناء قواعد دولة مدنية ديمقراطية قوية تصون حقوق الإنسان وتحافظ علي كرامة كل مواطن مصري دون استثناء.. وبعد تفويض المصريين لقواتهم المسلحة لتولي هذه المهمة الصعبة فالجميع يتطلعون الآن أن يعمل رجال الجيش والشرطة علي اتخاذ الخطوات الكفيلة للقضاء علي العنف والإرهاب ووفقا للقانون وتطهير كل شبر من أرض مصر من بؤر الإرهاب الإجرامية.. فالقضية ليست مجرد اعتصامات أو تظاهرات سلمية بل أضحت قضية أمن قومي بكل معني الكلمة ويظهر ذلك جليا علي أرض الفيروز سيناء الحبيبة.. ومن ناحية أخري فإن المصريين في هذا اليوم التاريخي أرادوا أيضا التأكيد علي رسائل هامة وهي تمسكهم بالتلاحم الوطني والسلام الاجتماعي بعيدا عن مناخ تسوده الفتن الطائفية.. كما أكد المصريون في كل ميادين مصر علي رفضهم التدخل الأجنبي في شئونهم وإصرارهم علي تحقيق أهداف ثورتهم في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية.. إن الشعب المصري الذي أعلن رفضه الحاسم بأن يعيش رهينة للعنف والإرهاب يأمل في نفس الوقت أن تتم إدارة المعركة مع الإرهاب بأقل الخسائر الممكنة ودون إراقة المزيد من الدماء ومن ثم لدينا أمل أن يتغلب صوت العقل والحكمة في صفوف جماعة الإخوان المسلمين فسفينة الوطن بها متسع للجميع ولكن علي أساس الالتزام بالمصلحة العليا للوطن لأن مصر من الآن فصاعدا لن تقبل في صفوفها من يرفع راية العنف والإرهاب والتدمير لأن الشعب قال كلمته ولا صوت يعلو فوق صوت الشعوب..