تمردوا يبدو أن فيروس حركة تمرد لن يقتصر علي مصر.. فقط.. فهناك دعوات بدأت منذ فترة في تونس التي احتضنت أول ثورة عربية.. لجمع آلاف التوقيعات من التونسيين لإعلان حركة احتجاج عام تعم كل البلاد لتصحيح مسار الثورة.. ورغم أن المطالب تقف حتي الآن عند هذا الحد.. إلا أن التونسيين يرشحونها للتصعيد درجة بعد أخري.. لتصل في النهاية للمطالبة بما وصلت به حركة تمرد المصرية وهو »إسقاط النظام«؟! والحركة التي أعلنت عن نفسها منذ نحو الشهر ويزيد.. تطلق علي نفسها اسم »تمرد التونسية«.. وتقول إنها جمعت حتي الآن نحو 200 ألف توقيع تمهيدا لاحتجاجات واسعة النطاق في العاصمة تونس وسائر المدن التونسية.. والهدف حتي الآن هو تصحيح مسار الثورة التي سرقها إخوان تونس.. ممثلين في حزب النهضة بزعامة »راشد الغنوشي«. ومن بين المطالب أيضا.. حل المجلس الوطني التونسي التأسيسي الذي بدأ نشاطه في أكتوبر منذ عامين عقب أول ثورة عربية شعبية أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي. والمتحدث باسم الحركة هو التونسي الشاب »محمد بن نور« تماما مثل »محمود بدر« في مصر.. يؤكد أن الحركة شعبية سلمية مدنية بامتياز وأن هدفها هو جمع كل التيارات التونسية الوطنية الدينية والليبرالية والمدنية ضد النهضة.. ووضع دستور جديد يعبر عن آمال كل التونسيين.. دون فصيل واحد. أما ردود الفعل الرسمية التونسية.. فقد تباينت.. وكان أولها من جانب زعيم حركة النهضة »راشد الغنوشي« الذي قال معقبا علي نجاح حركة تمرد في مصر وإزاحة حكم الإخوان.. بأن ما حدث في مصر يؤكد أن هناك من يريد أن يجذب التاريخ للوراء بينما التاريخ يمضي قدما إلي الأمام.. وقال إن الدعوات لإسقاط الحكومة التونسية من جانب حركة تمرد التونسية والتي يترأسها محمد بن نور أحد قيادات الحركة.. ما هي إلا حركات »صبيانية«. وأن عزل مرسي في مصر، وتحجيم دور الإخوان المسلمين وإلقاء القبض علي بعض كوادرها، ليس كلمة النهاية في المشهد المصري، بل إن مرسي سيعود حتما للرئاسة في سيناريو طبق الأصل لما حدث في فنزويلا منذ 11عاما، حينما أزاح الجيش الرئيس الراحل هوجو شافيز وأعاده الشعب لكرسي الحكم؟! وما حدث في مصر.. حسب الغنوشي، لا يمكن أن يحدث في تونس.. وكل الدعوات لذلك من جانب بعض التيارات العلمانية واليسارية ستفشل رغم مطالبها البراقة بحل المجلس الوطني التأسيسي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني لإخراج تونس من أزمتها السياسية والاقتصادية. وشدد الغنوشي.. علي أن كل تلك المطالب مجرد »أحلام يقظة«. وفي المقابل قال علي العريض رئيس الحكومة الحالي وأحد أقطاب حركة النهضة الإسلامية، إنه يستبعد نقل الاحتجاجات المصرية ضد حكم الإخوان المسلمين.. إلي تونس .. »لأن تونس ليست مصر«؟! وأن السيناريو المصري لا يمكن أن يتكرر في تونس.. وما حدث هو قفز علي الشرعية الديمقراطية. أما رواد حركة تمرد التونسية فقد أكدوا أن حملة التوقيعات مازالت في أوجها.. وأن العدد في تزايد مستمر.. وأنه خلال فترة وجيزة تم جمع أكثر من 200 ألف توقيع.. منها 25 ألفا فقط في تونس العاصمة، وأن الرقم مرشح للتضاعف خاصة بعد نجاح حركة تمرد المصرية في إزاحة كابوس الإخوان المسلمين.. وأعمدتها في أجهزة الدولة والمحافظات وغيرها.. وأن العدد يمكن أن يصل قريبا لما يقارب ال2مليون توقيع. وربما شبيه لما كان يحدث ومازال يحدث لحركة تمرد المصرية.. فإن شباب حركة تمرد التونسية.. يتعرضون لتهديدات مستمرة بالقتل والذبح أحيانا.. إذا لم يتراجعوا عن جمع التوقيعات، وبالفعل وصلت عدة رسائل لقادة الحركة من الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل: الفيس بوك وتويتر. وجاءت بعض هذه التهديدات مما يعرف في تونس »بروابط حماية الثورة«.. وهي ميليشيات مسلحة وإلكترونية تتبع حركة النهضة والتي أعلن بعض كوادرها عن تصديهم للمتمردين الشباب في البلاد.. وأن ما يحدث من تمرد ما هو إلا رغبة في إسقاط الشرعية التي جاءت بها صناديق الانتخاب الحر المباشر.. وأنه اعتداء صارخ علي مبادئ الثورة التونسية التي ألهمت العالم وكانت الشرارة الأولي لكل الثورات العربية من بعدها.. وأن ذلك لا يعدو إلا رغبة وحنينا للماضي والعودة للوراء.. وإعادة زين العابدين بن علي وفلوله.. لكرسي الحكم؟!