يلعب حزب النور في منطقة وسط بين قوي ثورة 30 يونيو والقوي الإسلامية المناهضة لها.. دور سياسي يحاول أن يحافظ علي مكاسب القوي الإسلامية السياسية ويوقف صعود القوي المدنية متناسين تماما أن ثورة 30 يونيو قامت بالأساس علي فشل القوي الإسلامية في الحكم وتسميمها للعمل السياسي عن طريق استغلال الدين. حزب النور الذي كان شريكا في خارطة الطريق التي تبنتها القوات المسلحة يقف الآن أمام وضع شريك أساسي فيها وقيمة دولية مهمة مثل الدكتور محمد البرادعي في منصب رئيس الوزراء لحين انتهاء الانتخابات القادمة وهذا أمر أثار غضب قوي ثورية عديدة مثل حركة تمرد وجبهة 30 يونيو و6 أبريل ضد حزب النور التي بدأت في مهاجمته عقب أن نما إلي علمهم أن حزب النور هو الذي أطلق فيتو منع تعيين البرادعي في المنصب ودفع الرئيس المؤقت عدلي منصور إلي التراجع عن التعيين . وفي بيان حصلت عليه آخر ساعة قال تحالف القوي الثورية إن النور وقف بشدة ضد قرار تكليف الدكتور البرادعي بتشكيل الحكومة، حيث قام حزب النور وبضغوط أمريكية شديدة بالاعتراض علي اسم الدكتور البرادعي وترشيح الدكتور أبو الفتوح للمنصب ليكمل مسيرة الإخوان في تنفيذ مخططات الإدارة الأمريكية لإخضاع مصر لسيطرتهم من جديد. وأعلنت القوي الثورية رفضها لمخططات حزب النور والإدارة الأمريكية وطالبت المستشار عدلي منصور بالتمسك بقراره والثبات علي مبدئه والتشبث بسفينة الثورة التي أتت به إلي هذا المنصب وتكليف الدكتور محمد البرادعي بتشكيل الحكومة وعدم الانصياع للطابور الخامس المتمثل في حزب النور وأبو الفتوح لكي لا يكون شريكا في إفساد الحياة السياسية وإهدار ما حققته الثورة المجيدة من مكتسبات. وكشف طارق الخولي المتحدث باسم تكتل القوي الثورية والوطنية، الذي يضم عددًا من الحركات والأحزاب، أن التكتل طرح علي رئيس الجمهورية، المستشار عدلي منصور، اسمين بديلين للدكتور محمد البرادعي المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطني، حال عدم تكليفه رئيسًا للحكومة الانتقالية. وأوضح "الخولي أن تكتل القوي الثورية والوطنية، طرح كلاً من الدكتور حسام عيسي أستاذ القانون الدستوري، والدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلي في الشرق الأوسط. مضيفًا: "هذان الاسمان ينتميان للثورة، ومن الممكن أن يكون أحدهما بديلاً جيدًا إذا لن لم يكتمل الطريق لتعيين البرادعي رئيسا للوزراء". أما حزب النور فقد رشح الدكتور محمد العريان المستشار الاقتصادي للرئيس الأمريكي باراك أوباما لتشكيل حكومة تكنوقراطية تتولي إنقاذ مصر مؤكدا أن رؤية الحزب تري في العريان أنه الأنسب لتولي المنصب في المرحلة الحالية. معتبرا العريان شخصية محايدة وبعيدة عن المشهد السياسي، بالإضافة لكفاءته الاقتصادية.. اللافت أن النور لم يكن يعلم أن البرادعي اتصل بالفعل بالدكتور العريان ليعمل معه في وزارته إلا أن العريان اعتذر لعمله في الولاياتالمتحدة وعرض علي البرادعي أن يكون مستشارا له فقط. ومن جانبه أعرب شحاتة محمد شحاتة مدير المركز العربي للنزاهة والشفافية عن رفضه للابتزاز السياسي الذي يمارسه حزب النور السلفي ضد باقي القوي السياسية الذي تمثل في رفضه لطرح اسم الدكتور محمد البرادعي كرئيس للوزراء. واعتبر المركز أن هذا الرفض هو قلة خبرة من الحزب وعدم فهم جيد لطبيعة المرحلة لأن هذه الوزارة لاتخضع لمعايير المحاصصة الحزبية ولن تحتوي علي تمثيل لأي تيار من التيارات السياسية لأنها حكومة خبراء بغض النظر عن الانتماءات الحزبية مشيرا إلي أن الدكتور محمد البرادعي بخبرته الكبيرة التي اكتسبها من خلال إدارته لأحد أهم المنظمات الدولية وفي أصعب الظروف التي مرت بها المنطقة هو أكفأ شخص يصلح لهذه المهمة لذلك فإننا نأمل أن يخوض حزب النور تجربة قيادة الدكتور محمد البرادعي لهذه المرحلة الحساسة من تاريخ مصر وأن يحاول أن يتعلم منه وأن يعمل علي تأهيل كوادره وتثقيفهم سياسيا تمهيدا لمشاركتهم فعليا واندماجهم في حياة سياسية قائمة علي التعددية وقبول الآخر مهما كان انتماؤه لأن أي إعاقة منه لهذه المرحلة قد تقابل بعزله سياسية سيقاسي منها الحزب. كما طالب حزب شباب مصر بفرض حكومة وطنية دون الدخول في أي مفاوضات مع أي قوي سياسية أوشعبية أوحزبية إنقاذا للدولة من حالة الفوضي التي تجتاحها ودفعا لحركتها للأمام خاصة أن العالم يرصد مايحدث بمصر حاليا وينتظر منها سرعة التحرك. قال الدكتور أحمد عبد الهادي رئيس حزب شباب مصر إن الظرف الذي تمر به مصر حاليا لايسمح بترف الدخول في الحوارات العقيمة التي تغرق البلاد في مزيد من الجدل والسفسطة والتهديدات المرفوضة التي أعلنها حزب النور التي زعم فيها أنه سيقوم بإحراق مصر حال تعيين محمد البرادعي رئيسا للحكومة وتقحم الوطن في حالة من المناقشات غير الفاعلة مؤكدا ثقتة في إشراف القوات المسلحة علي المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد ودعمه الكامل للمستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت وثقته في اختياراته في هذه المرحلة الحرجة من عمر مصر خاصة أن جميع القوي السياسية تعلم مطالب الشارع المصري وليست هناك أي دواع لاستهلاك الوقت في حوارات من أجل تشكيل حكومة وطنية تقوم بتسيير الأعمال في هذه المرحلة وهو مايحتم إعلان تشكيل الحكومة بلا أي نوع من الحوارات أوالمفاوضات الجانبية. وطالب أحمد عبد الهادي جموع الشعب المصري بالخروج للميادين للتصدي للحرب الإرهابية التي تقودها عناصر الإخوان في شوارع مصر مؤكدا أن المصريين لن يقبلوا بعودة عقارب الزمن للوراء ويتمسكون بالشرعية الشعبية التي عبر عنها بيان القوات المسلحة بقوة. ويشير محمد مصطفي عضو الهيئة العليا لحزب النور إلي أن وفد الحزب الذي التقي بممثلين عن الرئاسة بحضور الدكتور مصطفي حجازي المستشار السياسي لرئاسة الجمهورية طرح عددا من الأسماء لتولي تشكيل الحكومة مشيرا إلي أن الحزب لا يتمسك بمرشح معين لكنه يفضل التوافق علي شخصية مستقلة لشغل هذا المنصب. ويري الدكتور أيمن ابوالعلا عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي أن ما يقوم به حزب النور يخدم بشكل غير مباشر المحاولات المستميتة من جانب تيار الإخوان المسلمين لإيهام القوي الدولية أن ماحدث انقلاب عسكري وأنه لا يوجد توافق بين القوي الثورية التي قامت بثورة 30 يونيو علي الرغم من أن الجميع يشهد علي أنها ثورة شعبية شارك فيها كافة أطياف الشعب المصري.