انتشرت في الآونة الأخيرة.. إعلانات إبادة الحشرات في الصحف والمجلات بصورة كبيرة، وأصابني الضرر من نزول أحدها في تحقيق كتبته عن السياحة والآثار، فقد وضع إعلان في الربع الأخير من الصفحة الثانية من الموضوع، ومن يومها لفت نظري أن تلك الإعلانات تتذيل الصفحات التي تتمتع بالأقبال الشديد من القراء، فمثلا في صحيفة قومية نجدها تتذيل الصفحة الثانية أسفل إعلانات المسرح والسينما، أما لماذا انتشرت هذه الإعلانات بهذا الشكل الوبائي؟ فاعتقد أن تلك الشركات القائمة علي إبادة هذه الحشرات (التي لايتعدي حجم اكبرها قبضة اليد) لاقت رواجا منقطع النظير بعد أن غزت الحشرات الزاحفة كل بر مصر بسبب تلال القمامة وجبال الركام المزروعة في كل أنحاء البلاد ولم تعد مكافحتها ومقاومتها بصورة فردية تجدي أو من الأعمال البطولية كما تقول الأمثال الشعبية بعد أن تتطلب الأمر حصول هذه الشركات علي تراخيص من وزارة الصحة تحمل أرقاما تتعدي ال400 وبعضها يتعامل بالإيزو 9001 والبعض الآخر يستخدم برنامجibm وأصبح لديها فرق ومجموعات للإبادة الفورية تعمل بالليل والنهار أي لمدة 24 ساعة في جميع أنحاء الجمهورية باستخدام أحدث الأساليب العلمية، أما نوعية هذه الحشرات التي تحتاج للإبادة، فقد اتفق الجميع علي أنها الصراصير والنمل والفئران والأبراص وأن اختلفوا في البق والناموس والبراغيث والعتة والسوس والنمل الأبيض! وتكتشف أن هذه الشركات تحمل أسماء دولية وأخري مصرية وبداخلها اقسام خاصة لمعالجة سوس الباركيه والأخشاب وأخري للنظافة بالتبخير للموكيت والأنتريهات والحوائط التي تسكنها وتتغلغل بداخلها تلك الحشرات. وبرامج هذه الشركات خاصة بمكافحتها في الشقق والفيلات والشاليهات والمصانع والمخازن دون مغادرة ساكنيها لهذه الأماكن وبدون رائحة وبلا ضرر علي الأطفال وكبار السن فهي لا تسبب حساسية أو انتكارية.