فاجأت وزارة الحج السعودية جميع الراغبين في أداء مناسك الحج هذا العام بتخفيض عدد تأشيرات الحج بنسبة 20٪ علي مستوي جميع الدول الإسلامية.. وجاء في تبرير هذا القرار المفاجئ أنها عملية تنظيمية بسبب أعمال التطوير والتوسعة للحرم المكي مما أدي إلي تقليل مساحة الحرم بصفة مؤقتة نظرا لما تتطلبه أعمال التطوير والتوسعة وهو ما يزيد من احتمالات تكدس الحجاج في ساحة الحرم.. وأمام هذه الخطورة المحتملة علي سلامة الحجاج فقد تم اتخاذ قرار خفض أعداد التأشيرات حتي انتهاء أعمال التطوير في الحرم ويكون أكثر اتساعا مع مزيد من الخدمات للحجاج والمعتمرين في السنوات المقبلة . ومع احترامنا وتقديرنا لهذا القرار الذي تري فيه السلطات السعودية ممثلة في وزارة الحج السعودي التي لا تألو جهدا لرعاية المعتمرين والحجاج في توفير كافة الخدمات من أجل راحتهم فلاشك أن قرار تخفيض عدد تأشيرات الحج رغم محاسنه في رعاية سلامة الحجاج إلا أنه سوف يؤدي الي خسارة كبيرة للحجاج وشركات السياحة التي سددت كافة التزاماتها لحجز أماكن إقامة الحجاج بالفنادق وكافة الرسوم الأخري للوكلاء السعوديين لتوفير الخدمات للحجاج.. أما من ناحية الحجاج فقد انتهت وزارة الداخلية من قرعة الحج لاختيار الحجاج بعد سداد رسوم الحج وهو ماينطبق علي شركات السياحة وحجاج الجمعيات الدينية الذين تسلموا بالفعل جوازات السفر ومبالغ رسوم الحج فكيف يمكن إبلاغ الحجاج بهذا القرار ؟! ولعل الأمر الأكثر خطورة هو أن طبيعة الحاج المصري تختلف عن بقية الحجاج مثل حجاج إيران أو تركيا أو حجاج أوروبا مثلا وهناك حكايات كثيرة تروي في هذا الصدد كأن يبيع قطعة من أرضه أو إحدي مواشيه أو أي شيء يضطر للاستغناء عنه في حياته اليومية فهل وضعنا تلك المنظومة التي يمر بها الحاج المصري في الاعتبار؟ ومن هذا المنطلق الإنساني الذي يرتبط باستعداد الحاج المصري لرحلة الحج أهيب بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز باستثناء مصر من قرار التخفيض هذا العام رحمة بالحجاج الذين تهفو قلوبهم لهذه الرحلة المقدسة لزيارة الكعبة المشرفة والكل يحلم بيوم الحج الأعظم فوق جبل عرفات التماسا للرحمة والمغفرة تلبية لنداء سيدنا إبراهيم {رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}.. صدق الله العظيم.