رغم الانفلات الأخلاقي الذي يعيشه مجتمعنا اليوم، ورغم المادية الموحشة التي أصابت سلوك الكثير من الناس، خاصة الأغنياء منهم فأصابهم الجشع والطمع والطغيان، إلا أن هناك »قلة« تتلاقي في حب الخير، وزهد المال، وتزكية الفضائل، ونزع الشح من قلوب الأغنياء، والحقد من صدور الفقراء، والقناعة الكاملة بأن القلوب الجائعة لاتعرف إلا لغة الخبز الذي يشبعها، وما أكثر نماذج الفقراء الذين نراهم اليوم في الشارع المصري، وتعرف بسيماهم، فالأجساد عارية، والجيوب خالية، والبطون خاوية، والأقدام حافية، والعيون زائغة، ونتيجة لهذا كله زادت معدلات السرقة، والنهب،والنصب، والقتل، كل ذلك لأن صوت المعدة أحيانا يكون أقوي رنينا من صوت الضمير! أمام هذا كله آمنت مجموعة من خير أبناء مصر الطيبين بأن أحب الأعمال إلي الله من أطعم فقيرا من جوع، فأسسوا بنك الطعام المصري وهدفه الأساسي مكافحة الجوع، بل سبقتهم أحلامهم وتطلعاتهم المستقبلية لأن تكون مصر خالية من الجوع عام 0202،وسعوا بإخلاص ملحوظ أن تكون مرجعية مؤسستهم بأفضل بنية تحتية، وطاقات بشرية، ونظام إغاثة، وإمداد فعال.. هذه الباقة الرائعة نذروا أنفسهم لخدمة الفقراء، بعد أن آمنوا بحق الإنسان المصري (مهما كان فقيرا) في الحصول علي الغذاء الكافي المتوازن لحياة كريمة، ولأن الله أنعم علي هذه النخبة الكريمة بوفرة في المال، فقد تبرعوا بسخاء لإنشاء بنك الطعام المصري، كما دعوا أهل الخير من كافة أطياف المجتمع للتبرع فاستجابوا لصدق النداء، وشكلوا فريقا ناجحا من شبابنا الواعد للأبحاث والدراسات لرصد الأسر المحتاجة بقري مصر وكانت النتيجة ناجحة ومبشرة، إذ يصل الدقيق، والأرز، والسكر، ومعلبات اللحوم بالخضار والعدس.. إلخ، لإطعام الأفواه الجائعة، بل إن برنامج »عهد الخير«بمساعداته المالية الشهرية يغطي احتياجات المرضي، والمسنين، والمعدمين! اسأل الله أن يضع أعمال هذه النخبة الطيبة من أعضاء مجلس إدارة بنك الطعام المصري برئاسة الاقتصادي الكبير نيازي عبدالله سلام في ميزان حسناتهم.