رغم كل ما نراه من أحداث سياسية علي الساحة العربية إلا أن هناك ملايين المشاهدين يتابعون علي شاشات الفضائيات برامج كثيرة ومتشابهة لاكتشاف المواهب الغنائية من المطربين الهواة ومنها أراب آيدول وإكس فاكتور وThe Voice الذي سيذاع حلقات الموسم الثاني له قريبا.. وقبلهما صوت الحياة وستار أكاديمي الذي عرض لعدة مواسم.. وكل هذه البرامج مأخوذة فكرتها عن الغرب.. وبكل تأكيد يظن الكثيرون أن المشتركين من المطربين ولجنة التحكيم التي تضم أغلبها مطربين ومطربات هم الأكثر استفادة.. لكن الحقيقة أن لجنة الفنانين أو بالأصح لجنة التحكيم هي التي تستفيد من مشاركتها حيث تصبح نجوميتهم أكبر وأوسع وأكثر فائدة مادية يٌحصلونها لكون المبالغ مصدرها جيوب المواطنين والمشاهدين من مختلف الأقطار العربية الذين يتحملون مصاريف رسائل واتصالات الS.M.S التي يرسلونها لتلك البرامج فتكسب المحطة الفضائية التي تعرض برامج المسابقات من ورائها ملايين الدولارات.. وأما بالنسبة للمتسابقين فتجدهم لا يقطفون ثمار النجاح المرجوة من الشهرة التي حققوها.. فبدلا من التواجد علي الساحة الفنية لتخطفهم شركات الإنتاج الغنائي.. باتوا أسماء منسية في دهاليز النسيان.. وكأن هذه البرامج هي محطتهم الأخيرة مع أنها منحتهم شهادة ميلادهم لبداية النجومية في عالم الفن.. ولك أن تسأل أين كارمن سليمان الفائزة في أراب آيدول الموسم السابق وكذلك محمد عطية الفائز في ستار أكاديمي قبلها بسنوات.. وأين الفائز في برنامج The Voice.. وبصراحة أنا أري أن بعض هذه البرامج ومنها إكس فاكتور وأراب آيدول لا تخلو من المجاملات في كثير من الأحيان.. في حين يتطلب الأمر وجود أساتذة في الدراسة الموسيقية والحس الذوقي خاصة أن بعض الأصوات لا تستحق الوصول إلي التصفيات.. لكننا نري معظم المحكمين يبدون انبهارا بأصوات عادية جدا طمعا في كسب رضا جماهير بلد المطرب المتسابق.. لدرجة أن الكثيرين أشاروا لعشوائية التحكيم والمبالغة في تقييم بعض الأصوات والثناء عليها بعبارات مثل »أنا براهن عليك.. أنت أحسن صوت في الكون«. يا أعضاء لجنة التحكيم سعداء بإطلالتكم والنتيجة في النهاية ستكون اختيار صوت واحد هو الفائز باللقب.. فكفاكم مجاملات لأنها تضر بالمواهب ولا تفيدهم خاصة أنهم في بداية المشوار ويحتاجون للنصيحة وبذل الجهد.. ومطلوب تدخلكم لدي شركات الإنتاج الغنائية لرعاية تلك المواهب حتي نراهم نجوما مبدعين في عالم الغناء.