الاطفال يقومون بتعبئة الجراكن بالسولار استغل البعض أزمة الوقود لبيع السولار والبنزين في السوق السوداء بأسعار مضاعفة وخلال جولة تفقدية قامت بها (آخر ساعة) رصدنا عن قرب المراحل التي تمر بها عمليات تهريب السولار بداية من دخول العربات محملة بالجراكن وتوزيعها علي مجموعات من البلطجية بمساعدة التجار الكبار. التفاصيل في السطور التالية. قرر فريق عمل (آخر ساعة) خوض التجربة بأعتبار أنهم زبائن لشراء البنزين من منطقة ناهيا شارع 6 أكتوبر ووجدنا سيدة تضع جراكن البنزين علي ناصية الطريق وعلي بعد خطوات منها توجد إحدي محطات الوقود في البداية كان السؤال بالبنزينة عن بنزين 08 وكانت الإجابة من عامل البزينة »لايوجد لو عاوز تمون ممكن تلقي مع أم فتحي علي ناصية الطريق« وذهبنا إليها واقتربنا منها في حرص شديد وعندما سألناها عن سعر جركن بنزين 08 قالت 071 وفي جراكن بنزين 29 وبالفعل مونا سيارة فريق العمل من أم فتحي وبسؤالها عن أحوالها الاجتماعية "قالت متأثرة والله الواحد مكنش ليه للبهدلة ولا الوقوف علي النواصي لكن أكل العيش مر، زوجي اتمسك في قضية تعاطي مخدرات وترك في رقبتي 6 عيال أأكلهم منين لازم ندور علي لقمة عيش ولاد الحلال أصحاب زوجي بيتجروا في بنزين في السوق السودا ونظموا الفرشة وهما يخرجوا البنزين وأنا أبيعه في جراكن. والتقط منها طرف الحديث ابنها علي في الصف الخامس الابتدائي قائلا: بيع جراكن البنزين علي الفرشة أو أي نصبة مش سهل لأن لازم المنطقة تكون متأمنة واحنا لينا فتواتنا في المنطقة وكل واحد صاحب فرشة شايل سلاح معاه. تركنا أم فتحي، وذهبنا إلي محطة وقود الكفر أو كما يطلق عليها بنزينة شارع سكة الحاج علي ووجدنا صفا متكاملا من السائقين ينتظرون التموين وبالسؤال عن بنزين 29 قال لا يوجد فيه 08 بس استني في الدور أو لو مستعجل الجراكن علي كل النواصي في الطريق والفرق مش كتير، وبسؤال أصحاب السيارات الأجرة الميكروباص قال محمد عبد الدايم أحد السائقين الواحد زهق من كثرة الكلام في مشكلة نقص السولار والرئيس كل يوم يغير وزير ويجيب غيره والمشكلة مازالت قائمة بس الحكومة مش عارفة تسيطر علي الأسواق لأن الازمة في بيع السولار بالسوق السودا يعني لو انتظرت قليلا تجد عربات نصف نقل وتكاتك تدخل محملة بجراكن فارغة وتخرج ممونة بالبنزين واحنا ننتظر في الصف ويمكن لما يجي علينا الدور بيقي البنزين خلص يعني كل واحد ماشي في البلد دي وحظه. ولاحظ فريق العمل خلو المحطات من بنزين 29 فقررنا التأكد من صحة المعلومة فذهبنا لإحدي المحطات "بشارع سكة الحاج علي وبمجرد الاقتراب قال أحد العاملين بالمحطة لايوجد بنزين 29 واللي عاوز يمول 08 يقف في دوره. وعلي الطريق الأبيض بمنطقة الكفر يجلس طفل لايتعدي عمره 01 سنوات وسط مجموعة من جراكن البنزين وانتظرنا قبل أن نقترب منه وصلت اليه سيارة محملة ببراميل بنزين وأخذت تفرغ ما بها داخل الجراكن واكتفينا بمشاهدة طفل وهو يصنف جراكن البنزين 08 و29 ويحدد الأسعار. وقبل أن تغادر نفس الشارع تجد كشكا كبيرا ممتلئا بالجراكن وتفوح منه رائحة البنزين ويجلس خارج الكشك عم سعيد كما عرفنا علي نفسه وهو أحد قاطني المنطقة وأمامه منضدة كبيرة محملة بزجاجات وجراكن مختلفة الأحجام وبمجرد الاقتراب منه تلاحظ أسفل المنضدة سنجا وأسلحة بيضاء لاحصر لها حوله مجموعة من البلطجية لحراسته أثناء عملية البيع للسيارات وداخل الكشك مجموعة من الأطفال يفرغون براميل البنزين داخل الجراكن وتقف سيارات الأجرة والملاكي بجواره تشتري جراكن بنزين 29 الذي اختفي من منطقة ناهيا وبولاق الدكور وبنزين 08 أصبح نادرا ما تعثر عليه، فأهالي المنطقة يتبعون معه نفس سياسة الحصول علي رغيف العيش "اللي يسبق يلحق" والسؤال الذي يفرض نفسة الآن لمصلحة من خلو المحطات من بنزين 29. وعلي طريق المنصورية لاحظنا البعض ينقل البنزين من محطات الوقود في جراكن يتم نقلها داخل التكاتك وبسؤال عبد المولي حسن 73 سنة وخريج حقوق، (سائق توك توك): أعمل علي توك توك لأني لو انتظرت العمل بالمؤهل يبقي مش هالاقي أتجوز ولا حتي أعرف أجيب مصروفي وقال أنا ببيع 08 ب 081 جنيه و29 ب 002 وليا فرشة داخل منطقة الكفر في ناهيا وتعتبر سبوبة الواحد بيسترزق منها . وفي مشهد يثير العجب وعلي نفس الطريق بمنطقة أوسيم تجد إحدي المحطات تمول براميل لعربات نصف نقل والأغرب أنها تمر من علي كمين شرطة دون أن يسألها أحد أين تذهب وماذا تحمل!! وفي مطلع كل يوم جديد يتكرر مشهد طوابير السولار علي محطات البنزين في منطقة الوراق ويشتعل العراك بين السائقين الذين يتسابقون " لتفويل عرباتهم " ولم تخص الأزمة السائقين فقط بل امتدت إلي المواطنين الذين يعانون من ارتفاع سعر الأجرة فالمواطن مطحون بين أزمات السولار من جهة وغلاء المعيشة من جهة أخري فبعد أن يئس من التزاحم علي طوابير العيش أصبح يعاني من البنزين والأمر الأخطر العراك الذي يصاحبه ويؤدي بالنهاية إلي اشتعال محلات ومناطق بيع البنزين داخل الاكشاك وعلي نواصي الشوارع، وعلي موقف شارع الساحل بالوراق تقول أميمة متولي (طالبة جامعية) قبل الثورة المواطن يعاني من عدم حصوله علي رغيف العيش المدعم والآن أصبح المواطن يحلم بحصوله علي السولار بعد أن فقد الأمل في رغيف العيش الحكومة الحالية لا تستطيع ضبط الأسواق والفوضي هي الشعار الرسمي داخل مصر والبلطجة أصبحت منهجا يسير الجميع عليه، أزمة البنزين لا تخص فئة بعينها فقد امتدت إلي جميع أطياف الشعب فمع صعوبة حصول سائقي الميكروباص والسيارات الأجرة علي السولار يعود ذلك علي المواطن بارتفاع سعر أجرة السيارة وتضاف إلي الموظف محدود الدخل قليل الحيلة أزمة جديدة فهو يعاني من ارتفاع سعر احتياجاته الأساسية. ويقاطعها الحديث عم محمود سائق ميكروباص بمنطقة الوراق فيما يخص ارتفاع سعر أجرة الراكب أصبح حقا لأي سائق ميكروباص " بمنتهي البساطة تفويل السيارات الأجرة معظمهم يتم عن طريق جراكن السوق السودا ويباع فيها البنزين بسعر مرتفع، والسؤال مين اللي هيدفع الفرق.. أكيد مش السائق!؟ النظام الحالي لايستطيع ضبط السوق من فوضي وبلطجة الشوارع لأزمات السولار وارتفاع الأسعار. وفي ظل الحديث عن أزمة البنزين اشتعل العراك بين السائقين أمام أحد المحطات وأشهر السائقون الأسلحة البيضاء في أوجه بعضهم وانتهت إلي إصابة أحدهم بجرح في رأسه وعلي الرغم من ذلك خرج من طابور السولار مهزوما ليعلن الحرب علي الجميع وأسرع بسيارته ليحض مجموعة من الأصدقاء وانتشر الرعب بين الجميع وأعلن عامل البنزينة رغبة في الوقوف عن التمويل فصاح السائقون وأكمل العامل عمله وعلامات الخوف علي وجهه. وتري تيسير محمد (طالبة جامعية) أن سائقي الميكروباص يرفعون سعر الأجرة مستغلين حالة الطلبة أثناء تأدية الامتحانات والجميع يخشي منهم فأصبح السائقون لايخشون من رجال الأمن والأسلحة متوفرة بين أيديهم والجميع تحت رحمتهم والخطأ يعود بالأساس علي النظام الحالي فهو لايستطيع السيطرة والتحكم في البلطجية فمنذ أن انكسرت هيبة الشرطة وضاع معها بقية فئات الشعب من الطبقات متوسطة وغيرها، بالإضافة إلي تهريب جميع المنتجات الأساسية للمواطنين في السوق السوداء. الدكتور حسام عرفات، رئيس شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرفة التجارية علق علي هذه الظاهرة قائلا: علي الرغم من تصريحات وزير البترول الجديد فور توليه الوزارة بأنه لن يكون هناك طوابير علي محطات الوقود والوعود بالقضاء علي أزمة السولار إلا أن الأزمة تزداد اشتعالا وبيع البنزين في السوق السوداء أصبح علنيا دون رقابة من أحد والبلطجية فتوات تجار البنزين في السوق السوداء كما أن الآليات التي تتبعها الحكومة أدت إلي خلق سوق سوداء بالإضافة إلي أن مشروع كوبونات دعم البنزين لن يتحقق لان المشكلة تكمن في نقص الكمية .