من ميدان فاروق يخرج شارع الفجالة ليقودنا إلي ميدان السكة الحديد (رمسيس) في حين يقودنا شارع فاروق إلي ميدان العتبة الخضراء بداية الطريق إلي قصر الملك قصر عابدين أما شارع الحسينية إلي الناحية اليسري من شارع فاروق فيقودنا إلي (ميدان الحسين) أو المشهد الحسيني عبر شارع الحسينية واحد من أقدم الشوارع في القاهرة الفاطمية تماما مثل شارع المعز لدين الله إن لم يكن أقدم منه وهو كذلك فعلا فشارع الحسينية به أقدم البيوت التي تم بناؤها منذ أكثر من ألف سنة وبعد بناء الأزهر الشريف وحي الأزهر كله علي يد جوهر الصقلي قائد جيوش المعز لدين الله الفاطمي وهو الشارع الذي يحتفظ أو كان يحتفظ بأقدم الملامح التاريخية للبيوت في ذلك الوقت بوابات قديمة صنعت بأيدي النجارين والحفارين المصريين وكذلك أسقف البيوت التي كانت نموذجا للفن المصري الإسلامي الصحيح والتي أقبل عليها الفرنسيون في المائة سنة الأخيرة يضعون أيديهم عليها يشترونها كما هي كلما رأوا واحدا من أبناء الشارع يهدم أو يقدم علي هدم البيت (لتحديثه) كانوا يعرضون عليه أي مبلغ من المال ليتركه كما هو يتركه لهم ليقوموا هم بهذا العمل حيث يحاولون جهدهم لإنقاذه كأثر إسلامي.. وينقلونه هم إلي حيث يريدون حيث جعلوا بعض هذه الأسقف أثرا قائما في بعض غرفات سفارتهم في الجيزة وغيرها لكن علي أية حال فأن أجزاء كثيرة من شارع الحسينية بقي علي ماهو عليه ووصل إلي حي (النحاسين) تجار النحاس وتجار الفضة والذهب (الصاغة) وصولا إلي المشهد الحسيني ذاته.. والذي أدخل عليه (بضم الألف) تعديلات كثيرة، لكنني مازلت أذكر (السرجة) حيث كانت تعصر بذرة القطن وبذرة الكتان ليخرج منها الزيت الفرنساوي أو الزيت الحار، والسمسم ليخرج منها زيت الطحينة إلي غير ذلك وقهوة عرابي التي كانت تحتل الركن الأول من هذا الشارع مع الأمتار الأولي من شارع فاروق والتي كانت يجلس إليها كبار الكتاب من أمثال عباس محمود العقاد وإبراهيم عبدالقادر المازني وغيرهما.