باتت القوافل الطبية العلاجية التي تجوب محافظات مصر لتقديم الرعاية الطبية والصحية للمواطنين غير القادرين واحدة من الأساسيات التي تعتمد عليها وزارة الصحة بالتعاون مع الحزب الوطني للارتقاء بمستوي الخدمات الطبية واستهداف المناطق المحرومة من الرعاية الصحية. تأتي أهمية هذه القوافل العلاجية باعتبارها مرحلة انتقالية لحين تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل الذي سيشمل كل المواطنين. لقد نجحت تلك القوافل بفضل التعاون المشترك بين وزارة الصحة والحزب الوطني في تقديم العلاج لأكثر من 13مليون مواطن في كل محافظات مصر. الدكتور عبدالرحمن شاهين المتحدث الرسمي لوزارة الصحة أكد أن أهمية القوافل الطبية تتمثل في الالتزام الكبير بالسعي للوصول بالخدمة الطبية للمواطنين في كل نجع وقرية ومدينة، وخاصة في المناطق المحرومة من الخدمات الطبية المتميزة وتوفيرها للفئات المحتاجة، مشيرا إلي أن القوافل الطبية ساهمت في تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من 13مليون شخص في 29 محافظة خلال 3سنوات، وأن نظام القافلة يعتمد علي التكامل في تقديم الخدمة الصحية التي تشمل أطباء وإخصائيين لعدد كبير من الأمراض يقومون بالكشف والتشخيص علي المرضي ويقدمون الأدوية لهم فورا وبالمجان بالإضافة لنشر الوعي الصحي وتقديم المشورة الطبية وتحويل الحالات التي تحتاج للجراحة إلي مستشفيات وزارة الصحة لتلقي العلاج اللازم. يقول د. محمد الغمراوي أمين الحزب الوطني بالقاهرة : إن الحزب يهتم بمسألة القوافل العلاجية تعويضا عن ضعف إمكانيات العلاج في المستشفيات العامة. وأشار إلي أن أمانة القاهرة تضم مجموعة عمل يرأسها د.محمود الطيب رئيس جامعة حلوان للتنسيق مع وزارة الصحة بهذا الشأن واختيار د. الطيب يدل علي مدي اهتمام الحزب بالقوافل. وصرح د.الغمراوي أن الحزب في الفترة القادمة يهدف إلي تكثيف عدد القوافل لكل أحياء القاهرة بعدما ثبت نجاح التجربة وعلاج الآلاف من المواطنين في مختلف المجالات مجانا. وأشاد أمين القاهرة بتعاون وزارة الصحة وكفاءة الأطباء القائمين علي هذه القوافل مؤكدا أنها الحل المؤقت إلي أن يتم إقرار نظام التأمين الصحي الجديد. الدكتورة راندة فؤاد منسقة القوافل العلاجية بأمانة الحزب الوطني بالقاهرة أكدت أن الحزب يساهم بصورة كبيرة في تنظيم وإعداد القوافل العلاجية التي تستهدف تقديم الرعاية الطبية والكشف وتقديم العلاج بالمجان للمواطنين غير القادرين، مشيرة إلي أن المستفيدين من هذه القوافل لاينتمون بالضرورة للحزب الوطني وإنما تقدم القوافل خدماتها لجميع المواطنين بدون تمييز أو تفرقة. أضافت: أمانة الحزب الوطني بالقاهرة برئاسة الدكتور محمد الغمراوي كانت حريصة علي إجراء مسح شامل واستطلاعات بين المواطنين في الأقسام المختلفة للتعرف علي احتياجات المواطنين والوصول إلي الأقسام والمناطق الأكثر احتياجا لهذه القوافل، وأن هناك اهتماما متزايدا بالمناطق العشوائية والمحرومة والتي يفتقد مواطنوها للخدمات الطبية التي يحتاجونها. تعاون مشترك كما أشارت إلي التعاون المشترك بين الحزب الوطني ووزارة الصحة في تنظيم القوافل العلاجية وأن هذا التعاون يؤدي بصورة فعالة للحصول علي أقصي استفادة ممكنة من تنظيم هذه القوافل من خلال توفير الأطباء والمعدات والأجهزة وأيضا وحدات الكشف والأدوية التي يحتاجها المرضي. وقالت د. راندة فؤاد إن هناك نوعين من القوافل الطبية التي يتم تنفيذها الأولي هي القوافل الطبية العلاجية والتي يتم فيها الكشف علي المرضي وتحديد نوع المرض وتقديم العلاج للمريض أو تقديم تحويل له للعلاج في أحد المستشفيات كما يتم في هذا النوع من القوافل صرف قرارات للعلاج علي نفقة الدولة للحالات التي تستدعي ذلك، وغالبا ما تتكون هذه القوافل من 24 سيارة للإسعاف تكون مجهزة طبيا بأحدث الوسائل ويتوافر فيها أطباء من كافة التخصصات. أما النوع الثاني من القوافل فهو القوافل الطبية السكانية وهذا النوع يكون أكثر تخصصا حيث يتم فيه تقديم الرعاية الطبية والخدمات الصحية للأمهات والأطفال، وأن هذه القوافل تستهدف بالأساس زيادة الوعي لدي الأمهات والأسر المصرية تجاه الزيادة السكانية وأضرارها، مشيرة إلي أن آخر قافلة طبية سكانية تم تنظيمها الأسبوع الماضي في منطقة عزبة الهجانة إحدي المناطق العشوائية، وتم خلالها تقديم خدمات طبية ورعاية صحية للأمهات والأطفال، وتم خلالها شرح العديد من أساليب تنظيم الأسرة والتعريف بمخاطر الزيادة السكانية. آلاف المرضي وأضافت : أن القوافل الطبية السكانية يتم تنظيمها بالتعاون مع مديرية الشئون الصحية بالقاهرة برئاسة الدكتورة نيبال عبد القادر، كما يتم التعاون مع الدكتور وائل الحلواني في تنظيم القوافل الطبية العلاجية التي وصل عددها في القاهرة حتي الآن إلي 145 قافلة طبية علاجية تم خلالها الكشف علي آلاف المرضي وعلاجهم وتحويل عدد كبير منهم للمستشفيات كما تم الموافقة لبعضهم بالعلاج علي نفقة الدولة. الدكتور وائل الحلواني مدير عام القوافل الطبية بوزارة الصحة : أكد أن إمكانيات القوافل الطبية كبيرة وتستطيع أن تقوم بدورها في توفير الرعاية الصحية المناسبة للمصريين وأن هناك حرصا علي تواجدها بمسافة تبعد خمسة كيلو مترات عن أقرب مستشفي للوصول إلي الفئات المستهدفة من المحتاجين للخدمة، مضيفا : إن هذه القوافل قامت بتوفير كافة الوسائل التشخيصية والعلاجية من تحاليل وفحوضات طبية للمترددين عليها إلي جانب إصدارها العديد من قرارات العلاج علي نفقة الدولة للمرضي المستحقين. وقال إن وزارة الصحة تضع ضمن مخططاتها الاهتمام بالبعد الإقليمي لمصر ودورها في تقديم الرعاية الطبية للدول الأفريقية الشقيقة خاصة دول حوض النيل لتوفير احتياجاتها الصحية من تدريب الأطباء والكوادر الفنية وصيانة الأجهزة الطبية. وفي هذا السياق أكد أن الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة سيقوم بزيارة عدد من البلدان الأفريقية أوائل الشهر القادم لتقديم الدعم الفني لهم وذلك تأكيدا لدور مصر المساعد لجيرانه ومحيطه الإقليمي في القارة الأفريقية وتوفير احتياجاتهم من الأطباء أو المستلزمات والمعدات الطبية والأدوية التي يحتاجونها. قافلة مصرية في أثيوبيا مشيرا إلي أنه سيتم إرسال قافلة طبية مرة كل شهرين إلي أثيوبيا تضم 21 طبيبا لإجراء عمليات جراحية والفحوصات اللازمة بجانب فنيين للأجهزة الطبية، مؤكدا أن الفترة القادمة سوف تشهد توسعا كبيرا في مجال القوافل العلاجية إلي أفريقيا. وعلي جانب آخر فإن المجلس القومي للشباب أحد الأضلاع الرئيسية في تنظيم القوافل الطبية إلي كل محافظات مصر. ومؤخرا أطلق مبادرته بالتنسيق مع الجامعات المصرية لتنظيم 100 قافلة طبية تجوب كل محافظات مصر وتستمر حتي شهر مارس من العام القادم بهدف الوصول للقري الفقيرة والمحرومة من الخدمات الطبية المتميزة خاصة في محافظات الصعيد. وأكد الدكتور صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب أن مشروع القوافل الطبية يأتي لخدمة الفئات الأشد احتياجا، ويتضمن برنامج القافلة الكشف الطبي علي أهالي القري في مختلف التخصصات وإجراء كافة التحاليل والفحوصات المعملية المطلوبة وتقديم العلاج مجانا مع تحويل الحالات التي تحتاج تدخلا جراحيا إلي المستشفيات الجامعية. وأكد أن القوافل الطبية التي قام بها المجلس خلال الفترة الماضية نجحت في علاج 100 ألف حالة مرضية وتحويل أكثر من 3 آلاف مريض آخر لإجراء عمليات جراحية بالمستشفيات الجامعية. المجتمع المدني ممثلا في الجمعيات الطبية وخدمة المجتمع يساهم أيضا بصورة فعالة في تنظيم القوافل بعد أن تطور أداؤها خلال السنوات الأخيرة الماضية بعد ارتفاع سقف إمكانياتها المادية لتحمل تكاليف الخدمة الصحية وتنظيم قوافل طبية متنقلة تجوب المحافطات المختلفة. تجارب ناجحة ومن بين تجارب المجتمع المدني الناجحة يقول الدكتور رضا الوكيل رئيس الجمعية المصرية لحماية مرضي الكبد إن الجمعية قامت بواحدة من أهم حملات التوعية والتطعيم ضد فيروس B الكبدي في كليات الطب والتمريض بالجامعات المصرية وتقديم التطعيم بأجر رمزي لأي فرد، وشمل ذلك القيام بتنظيم قوافل طبية لإجراء الفحوصات والتحاليل وتقديم العلاج للمرضي في أكثر من 100 قرية في عدة محافظات بجانب التوعية بالمرض وخطورته.