(سبيلبرج) رئيسا للجنة التحكيم ليلي علوي حضور مميز في (كان) التي رأست من قبل لجنة تحكيم الأفلام القصيرة بمهرجان أبو ظبي لأفلام البيئة في هذه الدورة التي تحمل رقم (66) ليكون بذلك أقدم المهرجانات تم اختيار (الهند) لتكون ضيف شرف المهرجان.. وهو تقليد جديد اتبع منذ سنتين حيث تم اختيار (مصر) أول ضيف شرف للمهرجان عام 2011.. حيث تم الاحتفاء بالثورة والسينما المصرية وعرض فيلم (18 يوم) لمجموعة من المخرجين بالإضافة لفيلم (صرخة نملة). في هذه السنة كان الجناح المصري الذي أشرفت عليه (سهير عبدالقادر) مفخرة لمصر وللمصريين.. وكان بحق يشبه بيت الأمة حيث كان يجتمع به كل المصريين والعرب والكثيرون من الأجانب. لكن في العام الماضي فقد هذا الجناح (زهوته) وكان شيئا باهتا للغاية.. وهو ما أثار الكثير من استياء الفنانين المصريين.. رغم إننا كنا ممثلين بفيلم (يسري نصر الله) (بعد الموقعة) في المسابقة الرسمية بعد غياب طويل. في عشق مصر بالفعل.. والعمل.. وليس بالكلام والأقوال.. تعمل (سهير عبدالقادر) في صمت تحسد عليه.. وعلي إيمانها الشديد بهذا البلد وبالقدرة علي العطاء والعمل العام تحت أي ظروف.. إنها أشبه بالجندي الذي يستبسل ليظل العلم مرفوعا رمزا لنصرة بلاده.. لذلك تستحق التحية والانحياز الكامل لها. وجدت سهير مصر بعيدة هذا العام عن المهرجان.. لا أفلام.. الفنانون والنقاد ذاهبون أفرادا بعيدا عن أي مظلة تحمل اسم مصر، لهذا كان طبيعيا لمن يعرف سهير عبدالقادر جيدا وقدرتها علي النحت في الصخر أن تبدأ بقبول المستحيل وقبل مهرجان (كان) بشهر تقريبا في تدبير مكان للجناح المصري حتي لو كان مكانا بسيطا.. لكنه في قلب السوق وداخل قصر المهرجانات وعليها أن تحول هذا المكان لواجهة مصرية يفتخر بها الجميع.. وتحية لصناعة مائة سنة سينما وأكثر.. وذلك بدعم من وزارة السياحة ممثلة في السيدة هالة الخطيب الأمين العام لغرف المنشآت الفندقية.. وأول سيدة مصرية تنتخب عضو مجلس إدارة منظمة الفنادق والمطاعم العالمية.. وهو شيء يشرفنا كلنا. هالة الخطيب نموذج راق.. وواع ومشرف للمرأة المصرية.. وتتشارك مع سهير عبدالقادر في امتلاكهما حسا واعيا وعشقا بلا حدود لمصر. كما تشارك بعض شركات الإنتاج في هذا الجناح.. هذا بالإضافة لكتيبة من المتطوعين الذين لهم كل التحية. من بين الفنانين المشاركين حتي كتابة هذه السطور ليلي علوي والتي كانت ترأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة في مهرجان أبوظبي للبيئة.. وحورية فرغلي.. ولبلبة.. والفنان الشاب عمر سعيد.. وآخرون منهم (أروما) والخبير السياحي محمد منير. ومن الأشياء المفرحة اختيار الصديقة الغالية (صفاء الليثي) عضوا بلجنة تحكيم النقاد الدولية (الفبيرس) وذلك في برناج (نظرة ما) صفاء هي سكرتير عام جمعية نقاد السينما المصريين التي تأسست عام72.. ونشاطها واضح وملموس في الجمعية التي شهدت تطورا كبيرا بفضل مشاركتها وإسهاماتها.. وقد بدأت صفاء مشوارها مع النقد الفني مع مجلة الفن السابع ومن خلال دراسات ومقالات في السينما. وقد صدر لها مؤخرا كتاب (الملهم والمبدع في السينما الأخري) وهو يعد كتابها الرابع بعد كتاب (حسام علي الباحث عن الحقيقة).. (نادية شكري سيدة الصحبة).. و(نجيب محفوظ في السينما التسجيلية والقصيرة). وتمثيل صفاء والمشاركة في لجنة التحكيم لشيء مشرف لنا جميعا.. وبذلك تكون (نون النسوة) المصرية نجحت في تقديم صورة جميلة للمرأة في مصر في مهرجان (كان) في وقت يحاول البعض التقليل من شأنها وعدم أهمية عملها حتي وصل الأمر لطلب العودة بها إلي البيت. وتكريما لذكري الفنان الكبير (بول نيومان) الذي رحل عنا عام 2008 بعد حياة فنية حافلة بالأعمال المتميزة يقدم له المهرجان تحية عبر (الأفيش) الذي يحمل صورته مع زوجته الفنانة جوان وودورد .. وذلك من خلال لقطة فيلم تشاركا فيه (نوع جديد من الحب) للمخرج ملفيل شافلسون .. والمعروف أن مهرجان (كان) استقبلهما عام 1958 في بداية زواجهما عندما عرض لهما فيلم (صيف ساخن طويل) للمخرج مارتن رين. كل من فيلمي الافتتاح والختام مأخوذ من أصل عمل أدبي مميز.. في الافتتاح يعرض فيلم (جاتسبي العظيم) للمخرج الأسترالي بازلو هرمان الذي شارك في كتابة السيناريو أيضا مع صديقه السيناريست (جريج برس) وذلك عن رواية شهيرة تحمل نفس الاسم للمؤلف الأمريكي فرانسيس فيتزجيرالد التي نشرت عام 1925. المخرج بازلو هرمان الذي يبلغ الواحد والخمسين من العمر سبق أن كان في »مهرجان كان« من قبل مميزا مشاركته الأولي من خلال فيلمه (حجرة الرقص) الذي عرض في نظرة ما عام 1992.. والثانية في افتتاح المهرجان عام 2001 وذلك بفيلمه الشهير (الطاحونة الحمراء) الذي مازالت ذكراه عالقة في الأذهان. بطل الفيلم ليوناردو دي كابريو يأتي إلي »كان« بعد غياب ست سنوات تقريبا حيث كانت المرة الأخيرة عام 2007 عندما عرض الفيلم التسجيلي الذي أنتجه (الساعة الحادية عشرة) وكان يدافع عن البيئة ومن المنتظر أن يتم عرض الفيلم عالميا في نفس توقيت عرضه ليلة افتتاح المهرجان. أما فيلم الختام فهو مأخوذ أيضا عن رواية شهيرة لكارل فيريه (زولو) فيلم تم تصويره بالكامل في جنوب أفريقيا في كيب تاون حول البؤس الذي يعم الأحياء الفقيرة. ويشارك في بطولة الفيلم النجم الكبير (فورست وايتكر) الذي حصل من قبل علي جائزة أحسن ممثل عن فيلم (طائر) لكلينت استوود. وقد ناصر المهرجان خلال تاريخه الطويل الكثير من السينمائيين من بلدان مختلفة كان لمخرجيها مواقف مناهضة لدولهم لما كانت تعانيه من ديكتاتورية وظلم.. وذلك من أجل إعلاء قيمة الحرية.. وحرية التعبير.. والفن. واستمرارا لتلك السياسة كما قال جيل جاكوب رئيس المهرجان في الكلمة التي ألقاها في المؤتمر الصحفي.. إنه تم هذا العام دعوة عدد من الرسامين في الصحافة العالمية الذين عرفوا بمناصرتهم للحريات.. خاصة في دول لاتتمتع بحرية.. وسوف تخصص رسوم بيع اللوحات الأصلية سواء من الرسومات أو الكاريكاتير في مزاد علني لدعم عملية السلام. وفي قسم »كلاسيكيات كان« يتم عرض فيرتيجو الذي يعد واحدا من أهم أعمال المخرج (الفريد هيتشكوك) وجري ترميمه وإصلاحه لما تعرض له من تلفيات حيث مر عليه أكثر من خمسين عاما.. وسوف تحضر النجمة الكبيرة كيم نوفاك التي تخطت الثمانين من عمرها عرض هذا الفيلم والذي يعد من أهم وأبرز أعمالها. أما لجنة التحكيم الدولية فيرأسها هذا العام المخرج ستيفن سبيليرج الذي علي مضي السنوات الطويلة الماضية كانوا يحاولون إقناعه بالمشاركة في التحكيم.. وأخيرا.. ومنذ عامين أعلن عن موافقته في المشاركة في لجنة التحكيم .. فهل يكون لمواقفه السياسية تأثير علي اختياراته للأفلام؟