انتقلت حرب الشتائم والسباب بين اللجان الإليكترونية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين وجبهة الإنقاذ علي مواقع التواصل الاجتماعي إلي مرحلة جديدة يتم فيها الاختراق المتبادل للمواقع الإليكترونية وسرقة للبيانات وإرسال رسائل تهديد ووعيد مباشرة لقيادات الإخوان وجبهة الإنقاذ علي حد سواء.. الغريب أن معركة الاختراقات المتبادلة لمواقع القوي السياسية في مصر تبدأ بعد أسابيع قليلة من نجاح "الهاكر" أو المخترقين المصريين من الإسلاميين والمنتمين للتيارات المدنية مع الهاكر في عدد من الدول العربية في تحقيق اختراق خطير للمواقع في إسرائيل وتمكنوا من تكبيدها خسائر مادية ومعلوماتية ضخمة! الحرب الإلكترونية الجديدة بين الإخوان وجبهة الإنقاذ ستكلفهم كثيرا من معلوماتهم وبياناتهم وصفحاتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي مما يزيد من حالة الاحتقان السياسي في مصر وكلا الطرفين "خاسر" فالحرب الإليكترونية لا تستثني أحدا كما أصبح من الواضح أن المخترق الإليكتروني أو "الهاكر" أصبحت وظيفة بمرتبات شهرية وجزءا من تركيبة ما يطلق عليه اسم اللجان أو المليشيات الإليكترونية، كما أن البطالة المتفشية في البلاد ساعدت علي زيادات مخيفة في أعداد الملتحقين بهذا العمل غير الخطير. أول ضحايا الحرب كان موقع حزب الدستور حيث اخترق موقعة هاكر مؤيد للرئيس محمد مرسي كما كشفت جميلة إسماعيل أمين التنظيم بحزب الدستور أن لجانا غامضة تستهدف صفحات حزب الدستور وأمانة التنظيم. وأكدت في بيان للحزب أنه مع بدء العمل جديا في إجراءات الهيكلة في حزب الدستور ونشر تلك الإجراءات من خلال بيانات تفصيلية وبشفافية علي موقع الحزب وصفحاته، فوجئ أعضاء أمانة التنظيم وفريق الهيكلة بتعرض البيانات التي رفعتها أمانة التنظيم لتنظيم إجراءات الانتخابات بالإسكندرية علي صفحات الحزب المختلفة علي موقع "فيس بوك" لحملة "ريبورت" من لجان مجهولة علي أثرها تم محو المنشورات الخاصة بها. في نفس الوقت الذي تمت فيه سرقة صفحة حزب الدستور قام هاكر آخر باختراق موقع الحزب وترك رسالة إلي الدكتور محمد البرادعي رئيس الحزب قال فيها إنه شخص حر أؤيد الشرعية فقط ورئيسي المنتخب السيد الدكتور الرئيس محمد مرسي وأضاف لماذا أيها البرادعي يا صاحب الجنسية النمساوية لاتجرؤ علي الدخول في أي انتخابات دائما تقول إن القضاة مزورون وأنت تعرف أنك معترف سابقاً أن القضاء يحتاج لتطهير هل تعلم أن الرجل العامل أفضل منك مليون مرة وتطالب بعزل الوزير اللي جزمته برقبتك باسم عوده عشان أيه ؟ آل إيه مطالب الثورة أنت عاوز تقنعني أن واحد عايش في قصر وعنده خدامين وسيارات فخمه هيحسوا بالفقراء؟ واستطرد "أنا حابب أنصحك وأنصح عبيدك بشيء واحد بدل من الهدم ابنو وساعدوا البلد". لم تكن هذه الرسالة هي الأولي من نوعها ففي شهر يناير الماضي تعرض نفس الموقع لاختراق حيث قام هاكر لقب نفسه ب(صاحب السمو) باختراق الموقع الرسمي لحزب الدستور، صباح الجمعة، وترك رسالة علي صفحة الموقع لمدة لا تزيد علي 10 دقائق وضع بها آيات قرآنية وعدة أسئلة للدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، منها: 'كيف لك أن تشعر بالفقراء وأنت لم تعش معهم؟ كيف تطلب من الناس الاعتصام وأنت لا تستطع أن تعتصم وتكذب عليهم؟ كيف تحمل مرسي المسؤولية وعندما يتخذ أي إجراء تقف في وجهه؟ وبعد دقائق قام الهاكر بمحو الرسالة.وفي ذلك الوقت علم الجميع بالاختراق والرسالة من جانب صفحات الإخوان علي الفيس بوك. انتهت رسالة هاكر حزب الدستور لتشتعل مواقع التواصل الاجتماعي في التعليق علي هذا الهاكر الذي "ليس إخوانيا ولكن يحترمهم " في إشارة إلي تبعيته للإخوان بحسب كنيتهم علي الفيس بوك حيث يخفي أعضاء الجماعة انتماءهم لكن لايخفون احترامهم للإخوان. الرسالة كانت شرارة بدء حرب من نوع جديد بين القوي السياسة فلقد ظهرت بعدها دعوات عدة لاختراق مواقع الإخوان وسرقة حساباتها كما بدأت علي صفحة الفيس بوك حملات متبادلة للتبليغ عن الصفحات واستغلال خدمة يتيحها موقع الفيس بوك لمستخدميه وهي الإبلاغ عن الصفحات غير المرغوب فيها او المسيئة وكلما زادت الإبلاغات اتخذ الموقع قرارا بحذف الصفحة. لم تسلم حركة 6 إبريل أيضا من هذه المحاولات فقبل أيام تعرض موقع الحركة إلي اختراق موقعها بدمياط ونشر إحدي الصور المسيئة عليه، وقد دون المخترق عبارة "تم الاختراق من قبل الولد الشرير". علي الجانب الآخر تعمل مجموعة القرصنة الإلكترونية العالمية المعروفة ب "أنونيموس" علي اختراق الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين "إخوان أون لاين" وهو ما نجحت فيه عام 2011. وتسببت وقتها في وقف موقع إخوان أون لاين منذ الساعة السابعة والربع من مساء اليوم وتوقف معها موقع "إخوان ويب"، وهددت المجموعة "انونيمس" بتدمير مواقع الإخوان المسلمين الإليكترونية ومطاردتها علي الإنترنت". الواضح أن مجموعة أنونيموس تؤيد التيار المدني في مصر وتساعد في مواجهة مليشيات الإخوان الإليكترونية حيث قامت بالقرصنة علي موقع جامعة بنها، وذلك ردا من المجموعة علي »إهانة« حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، خلال حضوره ندوة بكلية الهندسة بالجامعة كما اخترقت السيرفر الخاص بالجامعة كلها وهو ما معناه أن كل البيانات تعرضت للسرقة. كما نشرت صفحة المجموعة رابطا آخر لموقع تابع لجامعة بنها، تمكنت من قرصنته، وبمجرد تصفح الموقع، يظهر في الأعلي عبارة جامعة بنها، التعليم والطلاب بجانب الأقسام الخاصة بالخدمات التي يقدمها الموقع، لكن المحتوي المعلوماتي للصفحة اختفي، وحل محله شعار جماعة »أنونيموس« وهو عبارة عن »قناع الشخصية الشهيرة بفيلم v for vendetta) بجانب سيفين مع كلمة (وأعدوا)« في محاكاة لشعار جماعة الإخوان المسلمين. ويحذر مينا فرج الخبير في البرمجيات وحماية المواقع من زيادة كبيرة في عمليات اختراق المواقع والحسابات الشخصية لمستخدمي الفيس بوك وسرقة الإيميلات من مجموعات خارج وداخل مصر بهدف سرقة البيانات أو النصب وغيرها من الجرائم الإلكترونية لافتا إلي وجود زيادة سريعة في عدد المشاركين علي مواقع التواصل الاجتماعي بصورة غير طبيعية فهناك 11 ونصف مليون عضو في الفيس بوك في مصر، مليونان منهم اشتركوا في الستة أشهر الأخيرة فقط، مع ملاحظة أن أعمار المشاركين في الفيس بوك تتراوح بين 13 إلي 34 سنة موضحا أن هذه الزيادة قد يكون لها أسباب سياسية حيث تستخدم هذه الحسابات علي الفيس بوك في إضافة تعليقات مسيئة لمعارضين سياسيين علي أخبارهم مستخدمين حسابات لا تظهر عليها صورة أصحابها أو شخصيتهم الحقيقية موضحا أنه يجب علي كل الأحزاب اتخاذ الاحتياطات الأمنية الواجبة لحماية بياناتهم من السرقة أو اختراق المواقع التي انتشرت بعد ظهور برامج جديدة تسهل علميات اختراق المواقع الإلكيترونية لافتا إلي أن ثقافة حماية المواقع عبر منتجات أصلية لم تنتشر بالقدر الكافي لافتا إلي توقعه زيادة عمليات الاقتحام المتبادل خلال الفترة القادمة.