حزنت كثيراً بعد متابعتي بعض الأخبار علي شاشات الفضائيات والإعلام المقروء أشارت لوفاة أطفال في عمر الزهور بسبب تقليدهم الأعمي للحركات التي يشاهدونها في مسلسلات الكارتون (سوبرمان الرجل الوطواط سبايدرمان) فهناك ثلاثة أطفال بالسعودية توفوا بسبب تقليدهم للرجل الوطواط وهو يشنق نفسه. ونفس الحادث تكرر مع طفلين بالأردن،، وحدث مؤخرا أن ألقي طفل بنفسه من الطابق الثاني في بيروت بلبنان وآخر ألقي بنفسه من الدور الثالث في منطقة العصافرة بالإسكندرية وكلاهما كان يقلد سوبرمان. وبالطبع فإن تلك الأحداث ماهي إلا ظواهر سيئة (كارثية) تشير أصابع الاتهام فيها إلي أن المتهم الحقيقي هو عالم الكارتون الذي تغير بشكل كبير حيث كنا نري من قبل أعمالا بسيطة وراقية وهادفة ومنها »عالم والت ديزني توم وجيري عالم سمسم بقلظ« إلا أنه في الفترة الأخيرة اقتحم عالم الكارتون حياتنا وحياة أطفالنا وفرض سيطرته بإيقاعاته الخيالية الخطيرة بدون استئذان عبر شاشات الفضائيات وامتدت الأمور لتخصيص بعض الفضائيات قنوات خاصة بأفلام كارتون الأطفال بدون أن يكون أمامنا خيار للرفض أو القبول بل فتح الباب علي مصراعيه لقبول كل ما يتم تصديره إلينا من أفلام كارتون أغلبها قادم من عالم الغرب وفارضا نوعه وشكله وطبيعته الثقافية التي استطاعت أن تؤثر بالفعل في شخصية وثقافة وتفكير أطفالنا لتلك الدرجة التي أصبحوا يقلدون فيها سوبرمان والرجل الوطواط وغيره.. وبالفعل باتت تهدد حياتهم وذلك لأن وقائع الأحداث أكدت أن تلك الأفلام الكارتونية التي أشرنا إليها أصبحت سبباً مهماً في حوادث الموت بالنسبة للأطفال خاصة ممن لم يتعد عمرهم السادسة.. لأنهم يميلون للتقليد الأعمي.. ولايعرفون معني الحياة أو الموت.. أو أن هناك نهاية ستكون حاسمة لحياتهم والسؤال الآن ألم يدرك منتجو هذه النوعية الكارتونية وأصحاب الفضائيات ويقف معهم في الطابور مسئولو الأسر في مجتمعنا المصري العربي مدي خطورة هذا الشيطان الكارتوني الذي أصبح يشكل خطرا داهماً علي حياة أطفالنا.. نحن بحاجة دون انتظار لإنتاج أعمال صادقة تحمل الإبداع وتسلط الضوء علي قيم هادفة تحمل مفاهيم ومعلومات حقيقية تشكل عقول ووجدان الأطفال.