الأزياء الشعبية تم تصنيفها ضمن الفنون التشكيلية كالزخرفة والتطريز والوشم وكلها لها دور في التعامل المجتمعي من جيل لآخر وفي التبادل الثقافي بين المجتمعات لكونها تضم بين جوانبها كثيرا من المعتقدات الشعبية القديمة وبقاياها فهي تصف بدقة شكل وتاريخ وشخصيات إنسانية حسب وضعها التاريخي والجغرافي.. فالأزياء الشعبية عبر المدون منها تمثل البيئة الشعبية بشكلها ومسمياتها من واقع الحياة الممارسة مع اختلافها في كل فترة زمنية عن الأخري بانتهاجها نمطا فنيا مميزا معبرا عن روح عصره وتعلقاته لكل الآتي الجديد. يهدف بحث »أزياء المهن التراثية في مصر كمصدر لابتكار تصميمات ملبسية مسايرة لاتجاهات الموضة« الذي اشترك في إعداده د. علا يوسف عبداللاه والدكتور عمر ومحمد جمال الدين والدكتور ممدوح أحمد مبروك مع نجلاء سعيد صوفان المنشور في المجلة العلمية للبحوث بجامعة حلوان لدراسة وتحليل أزياء بعض المهن التراثية في مصر مثل زي الصيادين وراقصي التنورة والسقا والعرقسوس لابتكار تصميمات للسيدات تساير الموضة وتعتبر عناصر الفن الشعبي لما تحتويه من عناصر جمالية تجعلها مصدرا ثريا للخلق والابتكار وكان من الضروري تناول هذه الأزياء بالدراسة والتحليل قبل أن تندثر بفعل التطور الحضاري.. بوضع معايير لتصميم ملابس الرجال مستمدة من التراث الشعبي النوبي من القميص للجاكت للبنطلون وأربطة العنق الكلاسيكية والكاجوال والرياضية إضافة إلي مقومات ونماذج من الإبداع الفني لهذا النمط من الأزياء من حيث اللون والشكل النباتي والخامات واستنتاج المتطلبات الواجب توافرها في التصميم والخامة وهي الراحة والأمان والمظهر الجمالي.. للوصول لتصميمات جديدة مستوحاة من التراث. ويعد هذا المجال من الابتكار واسعا وثريا خاصة لأصحاب مصانع الملابس الجاهزة ليصلوا لتصميمات عصرية مستمدة من عاداتنا وتقاليدنا.. كما يمكن الوصول إلي تحليل القصص الشعبي فنيا وجماليا للحصول علي فكر جديد في مجال الملابس الشعبية وربطها بالأزياء.. نتيجة للاحتياج الملح للحاق باتجاهات الموضة العالمية في صناعة الملابس الجاهزة وما يفرضه هذا علينا من التحرك السريع لمواكبته والمشاركة الفعالة والتميز بالتعبير عن تراثنا الفني الأصيل. وقد لوحظ أن هناك تأثرا للملابس باختلاف المهن والحرف سواء كان هذا التأثير علي خامة الملابس فتكون خفيفة أو ثقيلة أو أن تبطن لحماية الحرفي أثناء العمل وذلك لتنوع الحرف فمنها ما يخص الغذاء والكساء وأحيانا الأثاث والمسكن وأن توجد بعض السمات المميزة لملابس الحرف والمهن كاعتمادها علي الجانب النفعي أكثر من الجانب الجمالي باختلاف أطوال الملابس والمهن والحرف وبخامات مناسبة ومكملات خاصة حتي لا تعوق الحركة أثناء العمل. تراث شعبي عرف التراث بأنه عناصر الثقافة التي تنتقل من جيل إلي آخر إذ أن فكرة انتقال شيء ما عبر الزمن هو المضمون الأصلي. ينقسم التراث الشعبي إلي العادات والتقاليد والمعتقدات والمعارف الشعبية والأدب الشعبي والتراث المادي للفنون الشعبية وهو المصدر الوحيد الذي يمكن الاستفادة منه وتعتبر الأزياء أحد عناصر الفنون الشعبية.. وهي أزياء خاصة بالعامة من القرويين أو سكان الريف بصفة عامة والطبقات الشعبية في المدن وهي أزياء لا تنصاع لضوابط الفن المثقف وتتصف بمجاراة العرف والتقاليد والنظم الاجتماعية والجمع الشعبي هي التي تبتدعها بذوقها الفطري الخاص.. كما أنها تعبير فني مباشر عن البيئة المحلية وتمثيل للثقافة العقلية والمادية والروحية لهذه البيئة في إطارها من العادات والتقاليد والمعتقدات المتوارثة أي فن يبتدعه العامة وتتوارثه الأجيال وتطوعها بما يلائم خصائصه وظروف بيئته مما يؤكد أن الأزياء الشعبية تعكس في كثير من سماتها آثار وتاريخ الزي الذي تنشأ به.. وجاء ارتباط الزي بالحرف في كثير من بلاد العالم واستمر هذا التقليد بمصر منذ الفراعنة وحتي القرن التاسع عشر فزي أرباب كل حرفة هو الزي الرسمي الذي يظهر في المناسبات الهامة التي يحضرها الجماهير كما في الأعياد والأفراح والجنائز. تعريف التصميم يقصد بالتصميم في الفنون التشكيلية ابتكار أو إبداع أشياء جميلة ممتعة ونافعة للإنسان ويكون في إنتاج بعض الحرف مثل النسيج والطباعة والمعادن والنجارة والخزف والنحت مع الأشغال اليدوية الفنية.. وهو العملية الكاملة لتخطيط شكل ما وإنشائه بطريقة مرضية من الناحية الوظيفية النفعية.. وتساعد علي الإحساس بالفرحة والبهجة وهو إشباع لحاجة الإنسان نفسيا وجماليا في وقت واحد.. وقد احتفظت بعض الملابس (الدينية) بزيها المميز فالكهنة بزيهم الفرعوني الذي أخذ عنه في العصر الحديث ملابس رجال الدين وعلماء الأزهر ومشايخ الطرق الصوفية وكهنة الكنائس ولهم زي يظهر به في المناسبات الهامة والأعياد وشمل هذا حكام الأقاليم ومشايخ البلد والكتاتيب كما في زي العمد في القري وامتد هذا ليشمل مع بداية القرن العشرين الزي المرتبط بالوظيفة كما في رجال القضاء والسفراء والنواب للمجالس وتطبق هذه القاعدة أيضا علي المحامين. ومن المهن التي ارتبطت بزي كان السقا الذي بدأ في عصر الولاة المسلمين فكان السقاؤون يحملون القرب المصنوعة من جلد الماعز علي ظهورهم مملوءة بالماء العذب.. ويرتدي الصياد سروالا طويلا واسعا عند الحجر ويرتدي فوقه صديري.. ولباس بائع العرقسوس خاص جدا سروال واسع أسود من منطقة الحجر يضيق عند القدمين مع مريلة قماش يتم تثبيتها في شكل طيات قميص بنصف ياقة مع حزام جلدي عريض يحيط بالخصر يتدلي منه إناء صغير للأكواب.. زي مؤدي رقصة التنورة بملابسه الفضفاضة حتي تساعده علي أداء الحركة في سهولة ويسر .